أمد/
تل أبيب: في تطور جديد يُسلط الضوء على الصراعات داخل الدوائر السياسية والقضائية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، قدمت هداس كلاين، الشاهدة الرئيسية في القضية المعروفة بـ"القضية 1000"، شكوى رسمية ضد سارة نتنياهو.
الشكوى، التي تناولتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، تؤكد شروع سارة نتنياهو في أعمال قد تشكل جرائم جنائية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثيرات هذه القضية على المؤسسة السياسية والأمنية في دولة الاحتلال.
تهديدات وعرقلة للعدالة
أوضحت كلاين في شكواها، التي تم رفعها إلى المستشار القانوني للحكومة غالي بيهارف ميارا، أن التحقيقات كشفت عن أدلة تشير إلى عرقلة العدالة ومضايقة الشهود من قبل زوجة نتنياهو. وأضافت الشكوى أن الرسائل النصية التي تم الكشف عنها خلال التحقيقات تُظهر تنظيم حملة تشهير وتهديدات نيابة عن سارة نتنياهو ضد الشاهدة.
وأوصت كلاين بأن تُجرى التحقيقات من قبل جهة مستقلة؛ نظرًا للشبهات التي طالت بعض المسؤولين في الشرطة الإسرائيلية، بينهم داني ليفي، المفوض العام. وأشارت إلى العلاقات الطويلة التي تربط بعض المسؤولين بمقربين من عائلة نتنياهو، ما قد يؤثر على نزاهة التحقيقات.
اتهامات بالتحيز
في رسالة وجهها المفوض العام للشرطة الإسرائيلية داني ليفي إلى ضباطه، دافع عن نزاهته المهنية قائلًا: "منذ انضمامي إلى صفوف الشرطة، تصرفت دائمًا بأمانة ومهنية، دون دوافع سياسية". ومع ذلك، أظهر التحقيق أن العلاقة بين ليفي وبعض المسؤولين في مكتب نتنياهو أثارت جدلًا واسعًا.
وكشف التحقيق عن مراسلات بين مقربين من عائلة نتنياهو ومسؤولين أمنيين؛ بهدف تعزيز مواقع موالين للعائلة في السلطة. وأظهرت إحدى الرسائل أن وزير الأمن الداخلي السابق، أمير أوهانا، تلقى توجيهات لدعم داني ليفي، الذي اتُهم بعدم التعامل بحزم مع الاحتجاجات.
قضايا 1000 و2000 و4000
الشكوى ضد سارة نتنياهو تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى القضية، خاصة أنها تتزامن مع ضغوط على المؤسسة القضائية والأمنية في دولة الاحتلال. بينما تنفي عائلة نتنياهو الاتهامات، ترى أطراف أخرى أن هذه القضية تكشف عن شبكة نفوذ متشابكة بين السياسة والأمن.
في القضية المعروفة باسم القضية 1000، يواجه نتنياهو تهمة خيانة الأمانة بالهدايا التي تلقاها من مليارديرات في الخارج بقيمة إجمالية تبلغ مليون شيكل (حوالي 280 ألف دولار)، بما في ذلك السيجار والشمبانيا والمجوهرات والمزيد. إذ يقول المحققون إن نتنياهو حاول في مقابل الهدايا تقديم تخفيض ضريبي من شأنه أن يعود بالنفع على رجال الأعمال.
وفي قضية أخرى، تُعرف باسم القضية 2000، يواجه نتنياهو تهمة خيانة الأمانة فيما يخص المفاوضات المزعومة بينه وبين أرنون "نوني" موزيس، مالك إحدى أكبر الصحف في إسرائيل "يديعوت أحرونوت". إذ يقول المحققون إن نتنياهو طلب تغطية أكثر إيجابية مقابل الحد من توزيع أكبر منافس ليديعوت أحرونوت، وهي صحيفة "إسرائيل اليوم".
وفي قضية أخرى، تُعرف باسم القضية 4000، يواجه نتنياهو تهم الرشوة وخيانة الأمانة، ويمكن القول إن هذه القضية هي الأكبر التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتتعلق بالعلاقة بين نتنياهو وشركة الاتصالات الإسرائيلية بيزك. إذ يقول المحققون إن نتنياهو قدم مزايا تنظيمية بقيمة مليار شيكل للشركة ومساهمها الرئيسي، شاؤول إلوفيتش، صديق نتنياهو.