أمد/
غزة: يواصل جيش الاحتلال لليوم الـ450 على التوالي، شن مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90% من السكان.
وخلفت الحرب العدوانية على قطاع غزة المتواصلة لليوم الثالث والثمانين في العام الثاني، أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها السابق يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
ارتفاع حصيلة الضحايا..
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الى 45,484 شهيدا و108,090 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل منها إلى المستشفيات 48 شهيدا و52 إصابة، لافتة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تتمكن من الوصول إلى الضحايا ممن هم تحت الركام وفي الطرقات.
مجازر متواصلة..
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال، في غارة شنتها طائرات الاحتلال على منزل في شارع النفق شمال غرب مدينة غزة، وجرى نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن المنزل الذي تعرض للقصف يعود لعائلة خضير.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت مجموعة من المواطنين في شارع الجلاء، ما أسفر عن استشهاد المواطنين محمد إبراهيم الخطيب ومحمود محمد العريني.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة على منزل في جباليا البلد شمال القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
وفي جنوب القطاع، أصيب عدد من المواطنين جراء غارة شنتها طائرات الاحتلال على منزل في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 36 مواطنا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم، 24 شهيدا منهم شمال القطاع.
وفي سياق متصل، أصدر الاحتلال الإسرائيلي "أوامر إخلاء" جديدة للمواطنين في شمال القطاع، بما في ذلك بلدة بيت حانون، في إطار عملية الإبادة والتطهير العرقي التي ينفذها منذ نحو 3 أشهر، التي تخللها فرض حصار على المستشفيات وقصفها، وتدمير وحرق مستشفى الشهيد كمال عدوان، الجمعة.
وفي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال الإسرائيلية لمدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال قصف منزلا يعود لعائلة الزعانين في بيت حانون فجر اليوم السبت، ما أدى لاستشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، مساء يوم السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي مواصي خان يونس، ومدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن مواطنين استشهدا وأصيب آخرون بجروح، في غارة للاحتلال استهدفت خيمة للنازحين بجوار المخيم القطري بمواصي مدينة خان يونس.
وأضاف، أن مواطنين آخرين استشهدا إثر قصف الاحتلال دراجة نارية قرب مفترق المزنر في شارع الشفاء بمدينة غزة.
استشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، مساء يوم السبت، في قصف ورصاص الاحتلال الإسرائيلي بمدينة غزة، وبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ومدينة رفح.
ففي بلدة بيت لاهيا، استشهد 4 مواطنين بينهم طفلة، وأصيب آخرون بجروح في قصف الاحتلال لمنزل في البلدة.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين قرب مفترق العيون في حي النصر غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجروح.
وفي مدينة رفح، استشهد مواطن بنيران قوات الاحتلال في منطقة المواصي غربي المدينة.
قال مدير مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر في قطاع غزة الدكتور بشار مراد، إن الكثير من المرضى والمصابين وصلوا إلى مدينة غزة قادمين من شمال القطاع مشيا على الأقدام، في وقت تشهد فيه الحالة الصحية في الشمال شللا وتوقفا تاما.
وأشار إلى مطالبتهم لجيش الاحتلال بنقل المرضى بطريقة اَمنة، لكن كان دون أي جدوى أو استجابة.
وأضاف مراد في حديث لإذاعة صوت فلسطين، اليوم السبت، أنه تم نقل العديد من المصابين والمرضى من مستشفى كمال عدوان إلى الاندونيسي المدمر، في الوقت الذي أصبح من الاستحالة الوصول إلى مستشفى العودة في جباليا بمحافظة شمال غزة، بسبب التفجيرات في محيطه والسيطرة على كل الطرق المؤدية اليه.
وأشار مراد إلى وجود أكثر من 300 عائلة في بيت حانون بينهم العديد من الشهداء والجرحى دون معرفة أي تفاصيل حول أوضاعهم، وسط حديث يدور حول مجازر للاحتلال في المنطقة.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدير مستشفى كمال عدوان د. حسام أبو صفية، بعد ليلة من اقتحامه وحرق وتدمير معظم أقسامه.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان أمس بعد ساعات من حصاره، وأحرقت مرافقه ونكّلت بالمتواجدين داخله من مرضى ومصابين وكادر طبي، قبل أن تعتقل عددا منهم، وتُجبر آخرين على خلع ملابسهم في البرد الشديد والإخلاء القسري بالتزامن مع إطلاق نار وقصف بمحيطه.
وأفادت مصادر طبية، بأن المرضى والمصابين الذين تم إجلائهم قسرا من "كمال عدوان" إلى المستشفى الإندونيسي عاشوا "ليلةً قاسية" في وضع مزري وصعب للغاية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غطاء ولا طعام ولا مستلزمات.
وقالت إنّه بدء العد التنازلي لفقدان حياتهم، في ظل احتجاز الاحتلال لمعظم الكادر الصحي حتى لا يلتحقوا بالمرضى في المستشفى الإندونيسي، مشيرة إلى أنّ الاحتلال سبق وأنّ دمّر البنية التحتية لـ "الإندونيسي" قبل إجلاء المرضى قسرا إليه.
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في جباليا البلد والنزلة شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع "سراري" في جباليا البلد، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.
وأضافت أن الاحتلال استهدف أيضا مجموعة من المواطنين في جباليا النزلة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين.
وقصفت مدفعية الاحتلال قصفت أنحاء مختلفة في محافظة الشمال وسط إطلاق نيران من الطائرات المروحية والآليات العسكرية.
وشهدت المناطق الجنوبية من مدينة غزة خاصة حي الصبرة قصفا مدفعيا وسط إطلاق كثيف للنيران.
وفي جنوب القطاع، أفاد شهود عيان بأن طائرات الاحتلال المسيرة أطلقت نيرانها صوب خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال بشكل متقطع مناطق شرق مدينة خان يونس وشمال غرب مدينة رفح.
وواصل الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، تنفيذ عمليات نسف للمبان والمربعات السكنية في مدينة رفح جنوب القطاع وفي محافظة الشمال.
استشهد فجر يوم السبت، تسعة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب عدد آخر بجروح، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن طواقم الإنقاذ انتشلت 9 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف من الاحتلال استهدف منزلاً لعائلة النعامي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة.
وأضاف أن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني، نقلوا عددا من الجرحى إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اثر قصف مدفعي وإطلاق نار من آليات الاحتلال الاسرائيلي على خيام النازحين في منطقة مواصي مدينة رفح، جنوب القطاع.
بيت حانون تحت وطأة التدمير والتهجير
تعيش بلدة بيت حانون الواقعة أقصى محافظة شمال قطاع غزة تحت وطأة قصف طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته، يصفه الأهالي هناك بـ"الأعنف" منذ أكثر من شهرين.
هذه الغارات غير المسبوقة تركزت خلال اليومين الماضيين على مناطق حافظت بالحد الأدنى على ملامح ومقومات الحياة بعد الدمار الواسع الذي تعرضت له بيت حانون منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما شكلت بعض تلك المناطق محطات لجوء نزح إليها المواطنون من أنحاء مختلفة من محافظة الشمال هربا من الهجمات المكثفة التي شنها جيش الاحتلال هناك.
ويعتقد أهالي "بيت حانون" بوجود مساعي للاحتلال لتدمير آخر المناطق التي تصلح للحياة في البلدة بهدف إفراغها من سكانها وتسويتها بالأرض.
مناطق مأهولة
وأفاد شهود عيان لـ"لأناضول" بتنفيذ جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين لسلسة من الغارات الجوية العنيفة والمكثفة والمعروفة باسم "الأحزمة النارية" على شوارع ومنازل تؤوي مواطنين بالتزامن مع استهدافها بالقذائف المدفعية.
هذه الهجمات أجبرت الكثير من العائلات على النزوح القسري إلى مدينة غزة، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي عانوا معها إثر تشديد الجيش حصاره على المحافظة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية.
وحسب الشهود فإن غارات الاحتلال دمرت بالكامل منطقة "كراج بيت حانون"، وشارعي "شبات" و"غزة" في البلدة.
كما كثف الجيش غاراته في محيط آخر مركز إيواء يضم نحو 300 عائلة على الأقل نزحت في أوقات سابقة من مناطق مختلفة من البلدة، وفق الشهود.
والأحد، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية غرب بلدة بيت حانون.
هذه العملية تأتي في إطار هجوم ينفذه جيش الاحتلال على محافظة الشمال منذ 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما شرع جيش الاحتلال بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في محافظة الشمال ألحقه بعد ساعات بعملية برية في المنطقة.
ويقول الموطنون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، وسط دعوات يطلقها يمينيون إسرائيليون لإعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه ودفع الفلسطينيين للهجرة.
القصف "الأعنف"
محمود المصري الذي ما زال متواجدا في بيت حانون، قال إن القصف المكثف الذي طال البلدة اليومين الماضيين هو "الأعنف" منذ بدء عملية الاحتلال الحالية.
وتابع للأناضول: "نتوقع هجوما بريا مكثفا من عدة محاور يستهدف أماكن تركز المواطنين والنازحين بأي وقت".
وأوضح أن "المئات من الفلسطينيين ما زالوا صامدين في بلدة بيت حانون ويرفضون الخروج منها لأي مكان آخر، لكن الجيش يعتبر ذلك بمثابة التحدي له ويبدو أنه مصر على إخراجهم بشتى الطرق".
وأشار إلى أنهم "يعيشون منذ بدء العملية العسكرية أوضاعاً صعبة جدا لا يمكن تخيلها في ظل نقص حاد في الطعام والشراب وعدم وجود أي خدمات طبية أو مستشفيات تخدمهم".
ووصف المصري ما تتعرض له بلدة بيت حانون بـ"الإبادة الجماعية الواضحة"، مطالبا "كل من يستطيع التحرك بالتحرك لإنقاذهم وإنقاذ ما تبقى من شمال قطاع غزة الذي يتعرض لتطهير عرقي منذ ما يقرب الثلاثة أشهر".
تهجير قسري
مع اشتداد عملية الاحتلال العسكرية، أجبرت بعض العائلات في بلدة بيت حانون على مغادرتها والنزوح إلى مدينة غزة مساء الجمعة، في ظل ظروف قاسية وبرد شديد.
وأفاد مراسل الأناضول بوجود مصابين من بين النازحين الذين فروا من بيت حانون متوجهين لمدينة غزة سيرا على الأقدام.
وأوضح أن النازحين أكملوا طريقهم سيرا حتى وصلوا لأقرب نقطة إلى مدينة غزة، حيث تقدمت مركبات الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج فيما واصل النازحون طريقهم نحو مخيمات النزوح.
إفراغها من السكان
بصعوبة شديدة، وصلت عائلة "طولان" النازحة من بيت حانون إلى مدينة غزة بعد رحلة قاسية في ظل معاناة الوالدين من إصابات مختلفة.
وقالت إسراء طولان للأناضول، إن "جيش الاحتلال يحاول بكل الوسائل إفراغ بلدة بيت حانون ويوصل رسائل أن من لم يخرج سيكون مصيره الموت حتما".
وأضافت "الحياة في بلدة بيت حانون مستحيلة وسط الظروف الحالية وصمودنا كل هذا الوقت يعتبر معجزة بكل المقاييس".
ووصفت طريق نزوحهم بـ"القاسية والممتلئة بالمتاعب حيث رافقتهم المسيرات الإسرائيلية وأطلقت النار صوبهم ما أدى لإصابة سيدة من العائلة".
ولأكثر من مرة، قال نازحون إنهم يتعرضون للاستهداف والقتل والاعتقال في محاور الإخلاء والطرق التي يحددها جيش الاحتلال، كما أنه ينصب فيها حواجزا عسكرية وأمنية للتفتيش.