أمد/
كتب حسن عصفور/ في مشهد “تنسيقي” بطابع دراماتيكي أعلن رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن بيانا حول وقف الحرب التدميرية الشاملة في قطاع غزة، سارع الرئيس الأمريكي المنتخب مغردا بفرحة طفولية، لخطف خبر اللحظة التي انتظرتها “البشرية” (لنتخيل البشرية من أقصاها لأقصاها) حول وقف حرب هي الأكثر دمارا وخرابا وإنهاكا للحجر والبشر في فلسطين، منذ وجدت الخارطة الجغرافية – الإنسانية.
ما قبل إعلان وقف حرب قطاع غزة بلحظات، وعمليات جيش العدو مستمرة، حصدت عشرات من شهداء وجرحى، كان آلاف من أهل القطاع يخرجون رقصا فرحا، تناسوا ما كان بينهم وغادر ولن يعود، بل وبعضهم لن يجدوه، في أرقام هي ضعف ما تحدثوا عنها رسميا، قد يصل إلى 80 ألف من أهلهم، تجاهلوا أن الخيمة رمز النكبة الكبرى الأولى، أصبحت “حلما إنسانيا”، وبعضا منها “رفاهية” فيما لو حصل عليها.
تجاهل ما يقارب 90 % من أهل قطاع غزة، بأنهم تشردوا بين طرقات ومساحات لو تم تسجيلها في أفلام وثائقية سيقال أنها “خدع بصرية”، كتللك التي صنعتها “هوليود” في أفلام الإثارة العجيبة، وجذبت لها جمهور التفوق الإبهاري.
تجاهل أهل قطاع غزة أن أكثر من 69 % من بيوتهم والمباني قد تضرر أو اختفى ولن يعود كما كان يوما، لو أتيح له أن يكون، فيما لو “أشفقت” على حالهم من يدعون دوما “الشفقة الإنسانية”.
تجاهل أهل قطاع غزة، أن ما لحق بقطاعهم من الخسائر عن أول 3 أشهر فقط من الحرب التدميرية بلغت 18.5 مليار دولار، وعليها القياس دون حسابات خسارة القوى الإنسانية، التي يتعامل البعض معها أرقاما بلا تعويض.
تجاهل أهل قطاع غزة التفكير في اللحظة التالية لما سيكون لهم، من حياة لا تشبه تلك الحياة التي كانت لهم يوم 6 أكتوبر 2023، بكل ما كان بها “سوادا إنسانيا وسياسيا” تحت حكم خطف القضية الوطنية، لغاية حزبية لا مستقبل لها ولا لأصحابها لا وطنيا ولا سياسيا، كونهم متعاكسين مع روح التاريخ الوطني لشعب ليس كغيره من شعوب.
تجاهل أهل قطاع غزة، ما سيكون لهم انتظارا في طوابير “تسول وتوسل” بعض مظاهر الحياة الإنسانية، نوما وأكلا، قادم ظلامه قد يفوق كل ما عاشوه ظلاما منذ ما بعد يونيو 2007، بلا أفق ولا هدف، لكنه أمل بالبقاء في مسار الحياة.
تجاهل أهل قطاع غزة البحث عما سيكون من قادم سياسي، ومن الذي يكون حامل عصا الشرطي لينظم مروره، والذي سيكون تحت “عين رقيب” لن يكون من أهله، وربما لا يتحدث لغته العربية أو لهجته الغزية التي يتفخرون بها.
تجاهل أهل قطاع غزة، بيانات سذاجة البعض الفلسطيني الهادفة لتسجيل “نصر” على حساب دمار الحياة الغزية، وركام أحجارها الخاصة، تأكيدا لأنهم “منتصرين بالغباء الوطني والإنساني”.
تجاهل أهل قطاع غزة منازعات من هم تحت “بقايا أحذيتهم” من أكوام المسميات الحزبية، حول من منهم صاحب “نصر الكارثة الكبرى” أو مسببا للنكبة الكبرى، تركوهم يصرخون بشعارات لن يمنح الروح البشرية حسا أو حدسا أو بعض ماء حياة خطفت ولن تعود.
تجاهل أهل قطاع غزة، أن غالبية من كان يملكون بطاقة إغاثة من وكالة “الإغاثة أونروا” لن يجدونها، ولن يجدوا مخيمهم رمز ما عاشوا منذ العام 1948، ليصبح لهم رمزية جديدة بتهجير جديد وبطاقات إعاشة جديدة.
تجاهل أهل قطاع غزة من تجاهل كارثتهم الكبرى وذهب يبحث عن بقاء خاص ومستقبل مضمون..ومعه من وقف يهتف نصرا دون أن يخدش قميصا أو لوث كندرته بتراب شارع ونادى الموت لـ… دون أن يحدد لمن سيكون الموت.
تجاهل أهل قطاع غزة وأحجار الكيان الجغرافي الغريب، والذي لا شبيه له في كوكبنا، كل ذلك وخرج رقصا وفرحا بحثا عن حياة، لا يعلم منها وعنها شيئا، لكنه يراها حياة ربما بما له طاقة يمكنه أن يكون.
أهل قطاع غزة..امنحوا روحكم البشرية زمنا لفرح بوقف الموت، قبل أن تذهبوا لجرح إنساني عميق عندما تعرفون واقع “أم النكبات” التي كانت طوال 468 يوما..
ملاحظة: سقط الحمساوي الحية في مطبات مركبة وهو يلقي بيان “العنطزة الفريدة”..بيان يستحق عليه محاكمة شعبية فورية..أي عقل يرى أم النكبات نصرا..يااااااااااااااه غزة وأهلها كم أنت حزينة ليس بمغتصب عدو ولكن ببلاء من بين من هم منسوبين لك..سلاما لكل من غادر قبل سماع “نصر أم السذاجات”..
تنويه خاص: زمان كان كرت “المؤن” للاجئين لونه أزرق…طيب كرت “المؤن” الجديد لو كان في كرت بالكم شوح حيكون لونه..”أخضر” لأنه حماس بتقلك حققت نصر كبير أو “اصفر” لأنه فتح معاهش خبر انه في حرب توقفت…صار بدها تغيير اسم طائر الفينيق إلى غزة..اللي تحملته ما تحمله لا فنق ولا فينيق..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص