أمد/
موسكو: وسط تصاعد الأزمات الدولية والصراعات في الشرق الأوسط، تدخلت موسكو بقوة عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ للمطالبة بتحرير مواطنين روسيين محتجزين في غزة، إذ أظهرت تصريحات بوتين ورسائل الخارجية الروسية تصميمًا على إنهاء معاناة المحتجز الروسي في غزة، في وقت تتواصل فيه جهود دبلوماسية دولية لتحقيق استقرار أمني وسياسي في المنطقة.
تحرير المحتجز الروسي
في اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي، وجه الرئيس فلاديمير بوتين، أوامر مباشرة لوزير الخارجية سيرجي لافروف ببذل كافة الجهود لتحرير مكسيم هاركين، أحد المواطنين الروس المحتجزين في غزة. وصرح بوتين قائلًا: "من بين المحتجزين شخص مزدوج الجنسية – روسي، وأطلب من وزارة الخارجية وجميع الإدارات الأخرى عدم نسيان هذه القضية والعمل بكل الوسائل الممكنة لضمان حريته".
بعد إطلاق سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات في المرحلة الأولى من الصفقة، هنأ السفير الروسي لدى دولة الاحتلال، أناتولي فيكتوروف، الحكومة الإسرائيلية نيابة عن بلاده، وأكد السفير أن بلاده تأمل في إطلاق سراح ألكسندر تروبانوف، أحد المواطنين الروس المدرجين ضمن قائمة المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم، كما شدد على أن طلبات روسيا الإنسانية المقدمة للجانب الفلسطيني لم تُهمل يومًا، وأن تحرير المحتجزين الروسيين ما زال أولوية قصوى.
تفاصيل احتجاز الروس
وحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية تشمل قائمة المحتجزين الإسرائيليين في غزة مواطنين روسيين هما ألكسندر تروبانوف ومكسيم هاركين. ووفقًا لتقارير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تم اقتياد تروبانوف (29 عامًا) في 7 أكتوبر 2023 من منزله في كيبوتس نير عوز مع أفراد عائلته، وعلى الرغم من إطلاق سراح والدته يلينا، وجدته إيرينا، وصديقته سابير كوهين في صفقة نوفمبر 2023، إلا أن تروبانوف ما زال محتجزًا، بينما قتل والده فيتالي خلال الهجوم.
أما مكسيم هاركين، فلم يُدرج ضمن القائمة الحالية للمحتجزين المقرر إطلاق سراحهم. وتعمل روسيا على تكثيف جهودها لتحريره، بالتوازي مع المطالبات بالإفراج عن تروبانوف.
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات سابقة أن الوزارة طالبت بالإفراج الفوري عن المحتجزين الروس، مشددة على أن هذه القضية على رأس أولويات موسكو في غزة، كما أجرى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، محادثات مباشرة مع كبار قيادات حركة حماس، من بينهم موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
وأشادت موسكو بجهود الوساطة التي قادتها مصر وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار، واعتبرت الاتفاق خطوة هامة نحو استقرار الأوضاع في غزة. كما أكدت روسيا موقفها الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كحل وحيد لتحقيق سلام دائم.
انتقادات واحتمالات مستقبلية
بحسب التقارير، بدأت الجهود الروسية لتحرير المحتجزين في مارس 2024. وأشار بوغدانوف إلى أن روسيا طالبت حماس بإطلاق سراح المواطنين الروس دون ربط ذلك بصفقات تبادل. وأوضح أن قيادة حماس وعدت موسكو بإطلاق سراح المحتجزين عند تحقيق وقف إطلاق النار، الذي سيمكن من تسليمهم إلى الصليب الأحمر.
واعتبر الناشط الاجتماعي أليكس تانزر أن عدم إطلاق سراح المواطنين الروس قد يُنظر إليه كإهانة لموسكو، كما اقترح أن تقوم حماس بخطوة إيجابية تجاه بوتين عبر إطلاق سراح المحتجزين بمن فيهم مكسيم هاركين، لتعزيز التعاون الإيجابي بين الطرفين.