أمد/
تل أبيب: قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يوم الأربعاء، إن المسؤولين الإسرائيليين وكبار المسؤولين في الدول الوسيطة يخشون من عدم تحقيق المرحلة الثانية من الصفقة في غزة، ما يهدد إتمام المرحلة الأولى وحياة الأسرى.
ونقلت الصحيفة العبرية عن أحد المحللين، قوله، إنه نظرا لأن كل تفاصيل الاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس مخفية عن الجمهور، فلا أحد يفهم أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة لن تنفجر بعد نهاية المرحلة الأولى، بل قبل ذلك بكثير"، مشيرا إلى أن قضية "اليوم التالي"، الاتفاق المخفي، والالتزام بإنهاء الحرب، وفخ فيلادلفيا و"حماس" التي لم تهزم، كلها ثغرات في اتفاق غزة.
ورأى المصدر أنه "عندما يتبين لحماس أنه لا توجد مرحلة ثانية، فلن يكون لديها دافع لإكمال المرحلة الأولى، وبالتأكيد لن تصل إلى اليوم الـ42، الذي من المفترض أن يتم فيه إطلاق سراح نحو نصف المختطفين أحياء".
ووفق الصحيفة، فقد قدم نتنياهو العديد من الروايات للتوفيق بين ما وافق عليه، وبين ما أقسم أنه لن يوافق عليه أبدا: الانسحاب من فيلادلفيا وغيرها من التناقضات، فإن القرارات في المرحلة الثانية ستكون أكثر مصيرية.
وأضافت: "التناقض الحاد أظهر مدى هشاشة الاتفاق، وكيف يمكن لكل طرف أن يتهم الطرف الآخر بانتهاكات، ومدى سهولة الإعلان عن انتهاء الاتفاق".
ولفتت إلى أنه "من المفترض أن تبدأ المحادثات المتعلقة بالمرحلة الثانية يوم الاثنين المقبل، أي قبل 16 يوما من انتهاء المرحلة الأولى"، مشيرا إلى أن "المشهد يتضمن سلسلة من الصعوبات والتهديدات، سياسية في معظمها، لن تسمح لنتنياهو بالتوقيع على الصفقة، حتى لو كان مهتما بذلك".
وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للصحيفة، إن "حماس تعود إلى السيطرة في القطاع. ومن الجائز أنه توجد جهات في حماس الخارج التي تؤمن أنه ينبغي الموافقة على تسوية دولية كهذه، لكن يصعب جدا تخيل أن الذي يقود حماس في غزة سيوافق على إدخال جهات أجنبية هدفها تهديد هيمنة حماس".
ووفقا للصحيفة، فإن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى "فرضه نتنياهو واعتباراته السياسية الداخلية على الأطراف، وقد أوضح أنه لن يكون مستعدا للتقدم إلا باتفاق توجد فيه مرحلة أولى ’إنسانية’ ولا يشمل إنهاء الحرب ومراحل أخرى، يكون بإمكانه القول حيالها لشركائه في الحكومة إنه لا يعتزم تنفيذها. وهذا الأمر إلى جانب الرغبة بالتقدم في تحرير قسم من المخطوفين على الأقل، تسببا بعدم وجود أي تفاهمات حول تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة".
ومن ناحية أخرى، هناك بعض الأشخاص في إسرائيل، وخاصة في المجموعة المحيطة بوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، يعتقدون أن كل شيء قابل للحل، بل وأفضل من ذلك. يعتقدون أن المرحلة الثانية ستكون في الواقع جزءا من عملية تاريخية شاملة، والتي ستشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وإدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة، وهي قوة لن تسمح لحماس بالعودة والاستيلاء على السلطة.
ما سيسمح بدخول جهات فاعلة إضافية للمساعدة في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة وأكثر من ذلك بكثير. وقد نوقشت هذه الخطوة الضخمة، واتفاقيات إبراهيم، في مختلف المنتديات السياسية والدولية، وستكون بالتأكيد في قلب اللقاء المقرر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق الصحيفة العبرية.