أمد/
المناضل / أحمد منصور إسماعيل قرطام من مواليد مخيم البداوي شمال لبنان بتاريخ 28/9/1960م، تعود جذور عائلته إلى بلدة شفا عمر قضاء حيفا المحتلة عام 1948م والتي هاجرت منها إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني آنذاك وتم طرده من دياره وأملاكه ليستقر في مخيمات اللجوء والشتات في الدول العربية.
أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث للاجئين (الأونروا) بالمخيم ومن ثم حصل على الثانوية العامة.
التحق بمعسكرات الأشبال بالمخيم منذ صغره ومن ثم التحق بجهاز الأمن الموحد في لبنان عام 1978م.
مؤسس نادي أشبال فلسطين بالشمال.
بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان عام 1982م إثر اجتياح إسرائيل للبنان غادر إلى تونس مع كوادر جهاز الأمن الموحد في تونس، التحق بجامعة الزيتونة، ومن ثم سافر إلى المغرب وأكمل دراسته الدينية على أيدي علماء المغرب.
كان فقيه في أمور الدين الإسلامي.
كان مثالاً للتواضع والبساطة والحنان، وأحد الوجوه الدينية في المهجر.
كان شريفاً عفيفاً نقياً صادقاً كريماً سخياً بالعطاء لا يخاف في الله لومة لائم.
مع عودة قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى أرض الوطن عام 1994م وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عاد مع الأجهزة القادمة من تونس إلى غزة والتحق بجهاز المخابرات العامة – غزة، حيث خدم في القوة التنفيذية للجهاز.
كان في كثير من الأوقات إمام لمسجد الشيخ زايد (الكتيبة) في غزة.
بقى على ملاك الجهاز حتى تقاعده بتاريخ 1/3/2008م برتبة العقيد.
الشيخ / أحمد منصور إسماعيل قرطام من عائلة وطنية مناضلة، فوالده است/شهد عام 1972م في مخيم البداوي خلال عملية الإنزال الإسرائيلية على المخيم.
جميع أشقاءه منتمين لحركة فتح وهم :
– أخيه / حسن عمل في جهاز المخابرات
– أخيه المرحوم / محمد منصور قرطام كان مسؤول الأمن بالساحة اللبنانية
– أخيه / إسماعيل يعمل في الحركة ومال زال في مخيم البداوي
– أخية الشيخ / محمود من تنظيم حركة فتح
– أخيه / مصطفى من تنظيم حركة فتح
الشيخ / أحمد منصور قرطام متزوج من سيدة تونسية وله من الأبناء (مهدي – زينة).
حضر الشيخ / أحمد منصور إسماعيل قرطام من تونس إلى مصر قبل يوم من وفاته حيث شعر بعد وصوله إلى مصر بوعكة صحية آلمت به ذهب إلى الدكتور للكشف عليه ومن ثم عند مغادرته فارق الحياة مساء يوم الثلاثاء الموافق 21/1/2025م.
تمت الصلاة على جثمانه الطاهر مساء يوم الأربعاء الموافق 22/1/2025م في مسجد الشيخ / محمد أمين الكردي بالدراسة ومن ثم شيع إلى مأواه الأخير في مقبرة مشيخة الأزهر بالقاهرة.
لقد ترك بصمة عظيمة في قلوب الجميع، وكل من عرفه، بفقدانه خسرنا رجلاً من رجال فلسطين وعلماً من أعلام الدين والخلق.
رحم الله الشيخ العقيد المتقاعد / أحمد منصور إسماعيل قرطام (أبو مهدي) وأسكنه فسيح جناته.
لواء/ ابو نضال العفيفي
بسم الله الرحمن الرحيم
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.”
صدق الله العظيم
بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره ينعي اللواء أبو نضال العفيفي و أسرته و آل العفيفي في الوطن و الشتات المناضل الكبير فضيلة الأستاذ الشيخ العلامة أحمد منصور قرطام الذي وافته المنية أمس الأربعاء 22/1/2025م في مستشفى الفرنسي في القاهرة.
خالص التعازي للأسرة الكريمة و الى أشقائه و آل قرطام الكرام و الى كل محبيه سائلين المولى عز و جل أن يتغمده بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
الاخ/ خالد سيف
إنتقل الى رحمة الله تعالى أخوكم المرحوم الشيخ العلامة أبو الفضل أحمد قرطام مؤسس نادي أشبال فلسطين وأَحد أَبرز الوجوه الفلسطينية في لبنان والمهجر.
تعازينا لآل قرطام الكرام وآل الهنداوي ولعموم شعبنا الفلسطيني واللبناني بوفاة الشيخ احمد قرطام ابو الفضل.
نسأل الله له الرحمة و إِنا لله وإنا اليه راجعون
سيدي عبد المنعم بن الصديق الغماري حفظه الله :
ودعنا البارحة إلى دار الخلد أخاً عزيزاً حبيباً، وفيَّ العهد، صادق المحبة، مخلصاً في بذل النصح والإرشاد والتعليم، فضيلة الشيخ أحمد منصور قرطام رحمه الله. وافاه أجله في القاهرة ودفن بها غريباً، أرجو الله أن يغفر له ويرحمه ويرزقه الشهادة في غربته – تصديقاً لبشارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن مات غريبا – وأن يلهم أبناءه وأهله وأشقاءه وشقيقاته وكل إخوانه ومحبيه الصبر والسلوان على مصاب فراقه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عرفت الشيخ أحمد منصور قرطام لما قصد سيدي الوالد رحمه الله في أول زيارته لطنجة، بقصد أن يخصص له وقتا يدرس معه ما تيسر من المتون العلمية، وخاصة الحديث الشريف. فلبَّى الإمام الوالد طلبه وحقق رغبته..
وكان قبل هذه الزيارة بسنوات قليلة، وفد علينا شقيقه الشيخ محمود حفظه الله، والذي كان يقيم حينها بالدانمارك.. فأخذ عن سيدي الوالد وعن عمي الإمام سيدي عبد الله رحمهما الله..
فكنتُ حينها أجلس مع أخي الراحل رحمه الله طيلة فترة مقامه ودراسته.. فقرأنا على سيدي الوالد قدس الله سره: – متن “نخبة الفكر” بشرح السيد الوالد رحمه الله. – ثم ختمة أخرى بشرح “نزهة النظر” للحافظ. – وقرأنا “منظومة الذهبي في أهل التدليس” بشرح الوالد رحمه الله أيضا. _ ثم بعض المباحث من “تدريب الراوي” للسيوطي. – وقرأنا معا “الورقات” في الأصول. – وخصص لنا سيدي الوالد رحمه الله مجالس في الكلام عن الرواة جرحا وتعديلا، فأخذنا معه مذاكرات من كتاب “ميزان الاعتدال” للذهبي مع “لسانه” للحافظ. ومقدمة “التهذيب” للحافظ أيضا.. وسلامٌ ثم سلامٌ على ذلك المجلس الذي انصب فيه الحديث عن تراجم أئمة آل البيت النبوي الطاهر، وظلم الذين ترجموا لهم في “الضعفاء”، ليركز سيدي الوالد رحمه الله حديثه عن انحراف العلماء بعلم الجرح والتعديل عن غايته التي وضع لها.. وأنا أكتب هذه الأسطر وأنا أتمثل أمام نظري عيني الشيخ أحمد وهما في غاية التركيز والاهتمام بالأمر.. وكأن الأمر أشكل عليه حينها في تهمة التشيع التي كانت مشجبا للمجرحين يعلقون عليها الرواة الذين ينشرون فضائل علي وآل البيت.. لكن الوالد رحمه الله محا من قلبه كل ما كان يرتابه في الموضوع — لأنه حدثني بعد ذلك بأنه ما أدرك حقيقة هذا الأمر بهذا الوضوح إلا بين يدي الوالد قدس الله سره — وكان الوالد في كلامه له يوجهه لقراءة بعض التراجم لأئمة البيت في الميزان وغيره..
هناك رسائل وكتب أخرى كذلك.. ثم كان رحمه الله له مجلسان في الأسبوع مع عمي الإمام الأصولي سيدي عبد الحي بن الصديق رضوان الله عليه، خصهما لأصول الفقه وكيفية تنزيل القواعد الأصولية، ومذاكرات عن العمل بالدليل ونبذ كل قول ورأي مخالف له.. كما كان له مجلس مع عمي العلامة المطلع سيدي عبد الله رضوان الله عليه في بيته في الزاوية.. ولكن لم يكن يطيل المجلس عنده خوف إتعابه.
في فترة مقامه رحمه الله عندنا في طنجة، كان يسافر إلى الرباط لزيارة شقيقه الذي كان يقطن الرباط، إذ كان موظفا في السفارة هناك.. ومن الرباط قصد زيارة الولي العارف سيدي أبي يعزَى رضي الله عنه، وسيدي ابن عاشر رضي الله عنه في سلا.. واستغل زيارته لشقيقه في الرباط وزار الشيخ المنتصر الكتاني رحمه الله، الذي كان على فراش المرض.. ثم رجع إلى طنجة وداوم حضور مجلسه اليومي مع السيد الوالد، والذي كان يبتدئ من الساعة 10 صباحا إلى بعد الظهر ومرارا قبيل أذان العصر. ولعل أغلب تلك المجالس مسجلة في أشرطة تسجيل.. ولا أخفيك أخي القارئ أن السيد الوالد كان معجبا بفكر الشيخ أحمد منصور وقتئذ ونظرته لأوضاع المسلمين عامة.. والحركات الإسلامية خاصة.. ففي بعض الأيام كان المجلس كله يستغرق في الحديث عن هذا الأمر، وكان اهتمام السيد الوالد بكلام الشيخ أحمد منصور اهتماما بليغا.. كما أن هذا الأخير – كما صرح لي مرات – كان يعجب جدا بكلام السيد الوالد عن أوضاع أهل الإسلام، بل صرح له أنه لم يجتمع بعالم جمع الله فيه مؤهلات العلم والكتابة والاهتمام بشؤون الأمة والكلام عنها بجرأة في الخطب والدروس مع التصوف وممارسة رسومه كما جمع الله تعالى ذلك فيه. ولما مرض السيد الوالد قدس الله سره مرضه الأخير الذي توفي فيه، كان الشيخ أحمد من أوائل المتصلين والسائلين عن حاله وصحته. وربط رحمه الله علاقة ود وتواصل وصلة علميو بين السيد الوالد وبين الشيخ محمد الشاذلي النيفر رحمه الله، وأهدى الأخير لسيدي الوالد مجموعة من مؤلفاته، كما بادله الوالد بمثلها.. وبينهما مراسلات. ودام الاتصال والتواصل بين الشيخ أحمد منصور وبين شيخه السيد الوالد الى حين انتقال الأخير الى جوار الله الكريم.. وبقي على وفائه وصدق مودته وعهده على مر السنين إلى أن لبى نداء ربه.. فقبل أن يتوفى بيومين أخبرني بسفره إلى مصر وبزيارته لشيخنا الدكتور محمود سعيد، ومن كلامه تتلمس سروره بلقائه.. كان له طلبة ومحبون كثر وهذا دليل على صدق دعوته ودماثة خلقه وجميل سيرته ومعشره، رحمه الله.. أسأل الله العظيم أن يرحمه وأن يتجاوز عنه وأن يعامله برحمته الواسعة ويلحقه برسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار، ويجعل حبه الصادق ودفاعه عنهم ونشر فضائلهم خير سبب لنيل رضاهم وشفاعتهم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.. (كانت له أخبار عجيبة عن كثير من الناس تنبئ بأن الله أكرمه بفراسة صادقة لا تكاد تخطئ) رحمه الله.
الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين تنعي….
ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين ورئيس الهيئة اللواء/صلاح شديد والهيئة الإدارية المركزية زميلهم الشيخ العقيد المتقاعد / أحمد منصور إسماعيل قرطام (أبو مهدي).
وبهذا المصاب الجلل نتقدم بخالص مشاعر التعازي والمواساة إلى ذوي الفقيد ولعائلته وأقربائه وأبنائه وأشقائه سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون
الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين