أمد/
واشنطن: شنت مرشحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد هجوما لاذعا على الحكومة الديمقراطية السابقة، ونددت بغزو العراق.
وفي كلمتها خلال جلسة تعيينها كمديرة وطنية للاستخبارات في إدارة ترامب، قالت غابارد إن "الفشل التام للاستخبارات من جانب إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش كان مسؤولا عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للدولة الشرق أوسطية".
وأشارت إلى أنه "لفترة طويلة جدا، أدت المعلومات الاستخباراتية الخاطئة أو غير الكافية أو المستخدمة كسلاح إلى العديد من الإخفاقات المكلفة وتقويض أمننا القومي والحريات التي وهبها الله والمنصوص عليها في الدستور"، معتبرة أن "المثال الأكثر وضوحا على أحد هذه الإخفاقات هو غزونا للعراق بناءً على تلفيق كامل أو فشل كامل للاستخبارات".
وانتقدت غابارد الهجوم الأمريكي على العراق ووصفته بأنه "قرار كارثي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، وملايين الأشخاص في الشرق الأوسط، والهجرة الجماعية، وزعزعة الاستقرار، وتقويض أمن واستقرار حلفائنا الأوروبيين، وصعود تنظيم داعش، وتعزيز تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإسلامية الجهادية وتقوية إيران".
Iraq invasion was a 'disastrous decision' — Tulsi Gabbard who lists off the consequences:
— Deaths of MILLIONS of people
— Destabilization of European security
— Rise of ISIS
— Strengthening of Iran https://t.co/lmgj8WclGG pic.twitter.com/aQv3i6Hi5h
— RT (@RT_com) January 30, 2025
أوباما دعم القاعدة للإطاحة بالأسد
فجرت تولسي غابارد، المرشحة التي اختارها الرئيس دونالد ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، ما وصفه البعض بـ"القنبلة" عندما قالت إن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قدّم دعما للقاعدة في سبيل الإطاحة بحكم بشار الأسد.
وواجهت غابارد سيلاً من الأسئلة والاتهامات قبل أن تقر بوجود علاقة بين الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما وتنظيم القاعدة، وذلك في اعتراف نادر يعيد الجدل مجددا حول الدعم الأمريكي للتنظيمات المتطرفة.
ولم تكشف غابارد مزيدا من التفاصيل حول طبيعة هذه العلاقة المفترضة ودوافعها المحتملة، لكنها تحدثت عن جوانب أخرى تتعلق بعلاقة المخابرات الأمريكية وبعض الأنظمة التي كانت تصنفها واشنطن بـ"المعادية".
ترفض دعم القاعدة
وفي هذا السياق، أشارت غابارد إلى أنها لا تؤيد أي ديكتاتور، لكنها ترفض دعم الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة.
وواجهت غابارد خلال جلسة الاستماع أسئلة صعبة من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين، حيث تم استجوابها حول تصريحاتها السابقة بشأن القضايا الدولية، بما في ذلك إنكارها لاستخدام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وانتقادها للمساعدة الأمريكية في الإطاحة بالقذافي في ليبيا وحسني مبارك في مصر.
لا أحب الأسد أو القذافي
وقالت غابارد، عضو مجلس الشيوخ السابقة والمرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة، ردًّا على الانتقادات التي وُجهت بشأن مواقفها من قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد والعقيد الليبي معمر القذافي: "ليس لدي أي حب للأسد أو القذافي أو أي ديكتاتور آخر… أنا فقط أكره تنظيم القاعدة وأرفض دعم المتطرفين الذين يُطلق عليهم اسم المتمردين".
‘I shed no TEARS for the fall of the Assad regime, but now we have an Islamist extremist in charge of Syria’ — Tulsi Gabbard https://t.co/sdjjMSgwqE pic.twitter.com/MIErTvRXcH
— RT (@RT_com) January 30, 2025
كما طُرحت على غابارد أسئلة حول موقفها من إدوارد سنودن، المتعاقد الاستخباراتي الذي سرب وثائق سرية من وكالة الأمن القومي ويعيش حاليًّا في روسيا، بالإضافة إلى موقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي كلمتها، ردّت غابارد بقوة على منتقديها، قائلة: "أولئك الذين يعارضون ترشيحي يلمحون إلى أنني مخلصة لشيء أو شخص آخر غير الله وضميري ودستور الولايات المتحدة، ويتهمونني بأنني دمية ترامب، دمية بوتين، دمية الأسد".
وأضافت: "إعادة انتخاب الرئيس ترامب هو تفويض واضح من الشعب الأمريكي لكسر هذه الدورة من الفشل، وإنهاء تسليح وتسييس مجتمع الاستخبارات، والبدء في استعادة الثقة في الأجهزة الاستخباراتية".
وأكدت أنها، في حال تأكيد تعيينها، ستعمل على إصلاح وكالات الاستخبارات، قائلة: "إذا تم تأكيد تعييني كمديرة للاستخبارات الوطنية، فسأكرس جهودي لضمان سلامة وأمن وحرية الشعب الأمريكي، بصفتي المستشارة الرئيسة للرئيس في مجال الاستخبارات".
تعصب ديني
كما لم تخفِ غابارد استياءها من الانتقادات التي تعرضت لها بسبب ديانتها الهندوسية، حيث قالت: "للأسف، يستخدم البعض ورقة التعصب الديني ضدي وضد الهندوسية. إذا كان أي شخص مهتمًّا بصدق بمعرفة المزيد عن مساري الروحي، فأدعوه إلى متابعة حسابي على X، حيث سأشارك المزيد حول هذا الموضوع".
التقت بمسؤول من حزب الله
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تولسي غابارد، المرشحة لرئاسة المخابرات الأمريكية، التقت بمسؤول كبير في "حزب الله" اللبناني عام 2017، عندما كانت عضوا في مجلس النواب الأمريكي.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن غابارد لطالما كانت صوتا متناقضا، حيث اتخذت مواقف بشأن سوريا وروسيا تختلف عن مواقف مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، مذكرة أن غابارد ألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، من خلال تجاهل المخاوف الأمنية الروسية.
وأفادت بأنه أثناء وجودها في سوريا في عام 2017، التقت غابارد، التي كانت في ذلك الوقت تمثل هاواي في مجلس النواب كديمقراطية، بالرئيس السوري آنذاك بشار الأسد.
ووفقا لمسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على المعلومات الاستخبارية، فإنه بعد قت قصير من زيارتها، اعترضت وكالات التجسس الأمريكية مكالمة هاتفية بين اثنين من أعضاء "حزب الله" بخصوص غابارد.
وكان التسجيل متعلقا بأحد أعضاء "حزب الله"، الذي أفاد بأن غابارد التقت بشخص عرفه بشكل ملطف، باستخدام كلمة باللغة العربية يمكن ترجمتها على أنها "الرئيس" أو "الرجل الكبير". ولم يذكر عضو "حزب الله" اسم ذلك الشخص في الاتصال، مما أثار بعض التكهنات بين مسؤولي المخابرات الأمريكية حول هوية الشخص المشار إليه.
وافترض بعض مسؤولي الاستخبارات الأميركية أن كلمة "الرجل الكبير" تشير إلى مسؤول كبير في "حزب الله"، وافترض آخرون أنها قد تكون إشارة إلى بعض المسؤولين الحكوميين اللبنانيين الذين كانت لهم علاقات قوية مع "حزب الله" والذين التقوا غابارد خلال رحلتها عام 2017.
ونفت غابارد أنها التقت بأي شخص من "حزب الله"، كما قال الأشخاص الذين سافروا معها إنها لم تقابل أي شخص من الحزب.
واعترفت غابارد أثناء رحلتها بأنها التقت بمجموعة متنوعة من المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك بعض المقربين من "حزب الله" مثل رئيس المخابرات اللبنانية في ذلك الوقت.
من هي غابارد
يصف بعض النقاد علم الهوية بأنه طائفة دينية، ويرجع هذا جزئياً إلى أن السيد باتلر، البالغ من العمر 77 عاماً، يطالب بالطاعة الكاملة له. ويقوم أتباعه بالطهي والتنظيف والقيادة له. ويتحدث أتباعه السابقون عن التنافس على ارتداء ملابسه القديمة وأكل بقايا طعامه، كما قام عدد قليل منهم برش قصاصات أظافر قدميه في طعامهم.
تولسي غابارد، المولودة في أبريل 1981، هي سياسية أمريكية سابقة من هاواي، بدأت مسيرتها المبكرة في السياسة بفوزها بمقعد في الهيئة التشريعية لولاية هاواي عام 2002 عن عمر 21 عامًا، لتصبح أصغر عضو في ذلك الوقت. تركت دراستها في جامعة هاواي المحيط الهادئ للترشح، وانضمت لاحقًا إلى الحرس الوطني بالجيش، حيث خدمت في العراق.
محطات رئيسية في مسيرتها
تولسي غابارد هي شخصية سياسية أمريكية معروفة برحلتها الأيديولوجية المثيرة للجدل. إليك توضيحًا لأبرز النقاط بناءً على المعلومات المذكورة والسياق التاريخي:
فازت غابارد بمقعد في الهيئة التشريعية لولاية هاواي عام 2002 عن عمر 21 عامًا، لتصبح أصغر عضو في تاريخ الولاية. وقد تركت الدراسة في الكلية المجتمعية (هونولولو كوميونيتي كوليدج) للترشح.
ارتبطت في بدايتها بمواقف محافظة، خصوصًا معارضتها لحقوق المثليين، وهي مواقف اعتذرت عنها لاحقًا.
خلفيتها الروحية:
نشأت في حركة "علم الهوية" (Science of Identity Foundation)، وهي مجموعة روحية متفرعة عن حركة هاري كريشنا، بقيادة كريس باتلر. أثر هذا الجانب على صورتها العامة، رغم ابتعادها لاحقًا عن هذه الحركة.
مسارها في الحزب الديمقراطي:
انتُخبت لعضوية الكونجرس عام 2013 كديمقراطية، واشتهرت بمواقفها المناهضة للحروب وبعلاقتها مع اليسار التقدمي. كانت من أبرز المؤيدين لبيرني ساندرز في انتخابات 2016.
ومع ذلك، تبنّت لاحقًا مواقف انتُقدت من داخل الحزب، مثل دعمها لسياسات ترامب الخارجية (كزيارتها للرئيس السوري بشار الأسد) ومعارضتها لـ"إلغاء الثقافة".
التحول الأيديولوجي:
في أكتوبر 2022، أعلنت ترك الحزب الديمقراطي ووصفتها بـ"المنظمة النخبوية المتعصبة"، مبدية تعاطفًا مع خطاب الحزب الجمهوري المحافظ. هذا التحول أثار تساؤلات حول ثبات مبادئها السياسية.
المعلومات عن تعيينها كـ"مديرة للمخابرات الوطنية" (DNI) في عهد ترامب غير صحيحة. لم تشغل غابارد هذا المنصب قط. المنصب يشرف على 18 وكالة استخباراتية، وشغلته أفريل هاينز تحت إدارة بايدن. يُحتمل أن النص خلط بينها وبين شخصية أخرى، أو أنه افتراضي.
علاقتها بترامب:
بعد تركها الحزب الديمقراطي، أبدت غابارد تقاربًا مع ترامب، حتى ترددت شائعات عن احتمال انضمامها لإدارته. لكن لم يتم تعيينها في أي منصب رفيع.
خلاصة:
رحلتها تعكس تحولًا من اليسار إلى اليمين، مع تركيز على قضايا مثل السياسة الخارجية والحريات الفردية. ومع ذلك، يُنظر إلى تقلبات مواقفها بوصفها استراتيجية سياسية أكثر منها التزامًا أيديولوجيًا ثابتًا. المعلومات عن تعيينها في منصب استخباراتي رفيع غير دقيقة وتحتاج لتوضيح.