أمد/
غزة: في اليوم التاسع عشر من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال.
فيما أكدت مصادر محلية استمرار دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح البري لليوم الثامن على التوالي.
واستمر المواطنين في العودة إلى شمال قطاع غزة بعد بدء تطبيق عودة النازحين يوم الإثنين.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 47,583، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,633 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 31 شهيدا (منهم 28 شهيدا انتشل جثامينهم، و1 متأثرا بجروحه، وشهيدان جديدان)، و4 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية.
استشهاد مواطن برصاص جيش الاحتلال في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات
استُشهد مواطن، يوم الخميس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن المواطن سلمان رشدي سلمان أبو غولة استُشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال في بلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات.
غرق مئات خيام النازحين نتيجة الأمطار والرياح الشديدة في رفح ومواصي خان يونس
رقت مئات الخيام وتطايرت أخرى تؤوي آلاف النازحين جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة في رفح ومواصي خان يونس جنوب القطاع.
واضطر النازحون إلى قضاء ليلتهم في العراء تحت تأثير البرد القارس والرياح التي مزقت ما تبقّى من خيامهم المهترئة فأصبحت لا تصلح لحماية ساكنيها في مثل هذه الأجواء.
وفاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظات قطاع غزة معاناة عشرات الآلاف من المواطنين الذين دمرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية منازلهم، في ظل تأثير منخفض جوي يضرب الأراضي الفلسطينية.
ويواجه النازحون ظروفًا قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف.
كما يواجه من عادوا إلى شمال القطاع صعوبات في نصب خيامهم وتثبيتها، في ظل ظروف مناخية غير مواتية، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية وانعدام مواد التدفئة.
ويقيم المواطنون الذين دُمرت منازلهم بسبب جرائم الاحتلال ومجازره، في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.
ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا.
نازحون في غزة يفترشون العراء والبرد يهدد حياتهم
قضى النازحون في مخيمات الإيواء بقطاع غزة ليلة قاسية تحت تأثير منخفض جوي شديد تخللته أمطار غزيرة ورياح عاتية أدت إلى غرق خيامهم واقتلاع بعضها، ما زاد معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشونها بعد تدمير منازلهم جراء الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
لم يدخل قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار أي كرافانات أو خيام جديدة توفر الحد الأدنى من الحماية من الظروف الجوية القاسية، ما زاد معاناة النازحين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين السيول والرياح العاتية، ما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية للمواطنين الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.
مشاهد مأساوية في المخيمات
في مخيم الشاطئ شمال قطاع غزة، قالت المواطنة تغريد عبدو لمراسلنا: "السيول والأمطار أغلقت الشوارع، والمياه تحاصر الخيام، ولا توجد أي وسائل لإنقاذ الناس من هذه الفيضانات. الأطفال يرتجفون من البرد، ولا نعلم كيف سنُمضي الليلة المقبلة".
وفي منطقة العطار جنوب قطاع غزة، قال المواطن صلاح موسى: "الأمطار جرفت خيامنا، وأمضينا الليلة في العراء تحت السماء المفتوحة. الأطفال يبكون من البرد، ولا نملك ما نحميهم به من الأمطار الغزيرة."
واقع كارثي يتفاقم
لم تكن هذه الليلة استثناءً، بل هي جزء من واقع مأساوي تعيشه آلاف الأسر النازحة منذ أشهر، في ظل غياب حلول عاجلة تحميهم من تقلبات الطقس القاسية. ومع استمرار المنخفضات الجوية، تتزايد المخاوف من وقوع كوارث إنسانية جديدة، في ظل شح المساعدات وانعدام البدائل المناسبة للإيواء.
وتكشف المنخفضات الجوية عن حجم معاناة النازحين، إذ تزداد الأوضاع سوءًا في ظل قلة الإمكانيات وانعدام وسائل الإنقاذ، فإن تدمير المباني والبنية التحتية بالكامل يجعل من المستحيل تقديم المساعدة اللازمة.
وفي مناطق متفرقة في قطاع غزة، يقيم النازحون في منطقة المواصي وبين أنقاض منازلهم المدمرة، وقد لجأوا إلى خيام بدائية مصنوعة من القماش والنايلون.
إلى جانب ذلك، يقيم المواطنون الذين دُمرت منازلهم، في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.
وتمتد منطقة المواصي من غربي مدينة رفح إلى غربي مدينتي دير البلح (وسط) وغربي مدينة خان يونس (جنوب)، حيث يعيش المواطنون في أوضاع إنسانية متدهورة تزيد معاناتهم، وسط ظروف قاسية وصعوبات يومية في تأمين الاحتياجات الضرورية.
ومنذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، دمر الاحتلال نحو 88% من البنى التحتية بالقطاع، بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.
الأونروا تحذّر من تعرض مئات آلاف المواطنين في غزة لخطر البرد
حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الخميس، من أن الأمطار الغزيرة والرياح العاتية بقطاع غزة تعرض مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين لخطر البرد، بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم خلال الإبادة التي استمرت أكثر من 15 شهرا.
وأضافت الوكالة الأممية في منشور عبر منصة إكس، أن "العديد من العائلات الفلسطينية لا تزال تعيش في ملاجئ مؤقتة بسبب الدمار الواسع النطاق بالقطاع".
وذكرت أن "الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي اشتدت بقطاع غزة، لاسيما خلال الـ 24 ساعة الماضية، تعرض مئات آلاف الفلسطينيين لخطر البرد".
وأشارت إلى أن "فرقها تواصل تقديم المساعدات العاجلة التي طال انتظارها، وفي مقدمتها الخيام، والمراتب، والبطانيات، والملابس للنازحين في أنحاء القطاع".
كما نشرت الأونروا مقطعا مصورا يظهر الرياح العاتية وهي تقتلع خيام النازحين المصنوعة من القماش والنايلون، وتبعثر أغراضهم في منطقة المواصي شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.