أمد/
الضفة: وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه يوم الأحد على مناطق مختلفة في الضفة الغربيةـ أدى إلى تهجير 20 ألف من سكان جنين.
وقال مساعد محافظ جنين منصور السعدي يوم الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أحدث دمارا هائلا في مخيم جنين وتسبب بتهجير أكثر من 20 ألف مواطن قسرا تاركين خلفهم بيوتهم ووثائقهم وممتلكاتهم الشخصية، هو مؤامرة على قضية اللاجئين وصولا لشطبها.
وأكد السعدي في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، أن ما يجري في مدينة جنين ومخيمها هو عقاب جماعي يتعرض له نحو 400 ألف مواطن في المحافظة، مشددا على أن هذا العدوان المتواصل خلف خسائر اقتصادية كبيرة إلى جانب تعطيل العملية التعليمية.
وناشد السعدي المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية كافة الدخول للمخيم وتوثيق حجم الجريمة لا سيما وأن هناك احتمالية كبيرة لوجود جثامين لشهداء ومصابين أيضا تحت أنقاض المنازل المدمرة.
طولكرم
وفي مخيم نور شمس، استشهدت المواطنة سندس جمال محمد شلبي (23 عاما) وجنينها، وأصيب زوجها، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد المواطنة شلبي وهي حامل بالشهر الثامن، وإصابة زوجها بجروح حرجة في الرأس.
وأشارت إلى أن الطواقم الطبية في طولكرم لم تتمكن من إنقاذ حياة الجنين، بسبب إعاقة الاحتلال نقل الإصابات إلى المستشفى، حيث وصلت الأم سندس شهيدة مع جنينها، فيما تم نقل زوجها لمستشفيات رام الله لصعوبة حالته.
وكانت قوات الاحتلال قد منعت طواقم جمعية الهلال الأحمر من الوصول لمصابين داخل مخيم نور شمس، إلا أنها تمكنت بعد فترة من الوصول للشهيدة وزوجها ونقلهما إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، فيما لم تتمكن من الوصول لإصابتين داخل المخيم.
وأفاد شهود عيان لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال ومن خلال قناصتها المنتشرة في المنازل التي استولت عليها أطلقت الرصاص الحي على المركبة التي كانت تستقلها المواطنة شلبي وزوجها في منطقة جبل الصالحين في المخيم، أثناء محاولتهما مغادرة منزلهما والذهاب لمكان آمن.
وباستشهاد المواطنة شلبي يرتفع عدد شهداء طولكرم خلال العدوان المتواصل عليها منذ 14 يوما إلى ستة شهداء.
جنين
ويواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ20 على التوالي مخلفا، 25 شهيدا وعشرات الإصابات.
وعثرت طواقم الدفاع المدني أمس السبت على شاب مصاب بالرصاص الحي في الفخذ داخل مخيم جنين بعد فقدان الاتصال به منذ 19 يوما.
وأفادت مصادر محلية، بأن الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات المواطنين في مخيم جنين تكشف بعد انسحاب آليات الاحتلال من أحياء قليلة داخله وإعادة تمركزها في أحياء أخرى، حيث ظهرت بعض البيوت وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريح صحفي، إن عدد النازحين من المخيم تجاوز الـ15 ألف شخص بواقع 3500 أسرة متوزعين على عدة بلدات وقرى في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين.
وأكد أن الاحتلال مستمر في هدم وحرق منازل المواطنين في المخيم، مضيفا أن الحصار الذي استمر على مدينة جنين لأكثر من عامين ماضيين فاقم من سوء الوضع الاقتصادي.
وتواصل طائرات الاحتلال المسيرة التحليق في سماء مخيم جنين، حيث ألقت قنابل في ساحة المخيم وعدة شوارع أخرى أكثر من مرة.
كما تواصل آليات الاحتلال حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل اليه، ولليوم العشرين على التوالي تعاني أقسام المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على إيصال المياه للمستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بعد منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني الدخول إلى المستشفى.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت 3 مواطنين من اليامون غرب جنين، في حين احتجزت مركبات المواطنين وعرقلت حركتهم في المنطقة الصناعية داخل المدينة. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة مصحوبة للجرافات العسكرية إلى مدينة جنين ومحيط المخيم.
طوباس
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها العسكري على مخيم الفارعة جنوب طوباس، لليوم الثامن على التوالي.
ومنذ صباح يوم الأحد، دفع الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمرا باتجاه المخيم.
وكان الاحتلال أجبر، يوم أمس، عشرات العائلات في المخيم، على النزوح من منازلها وإخلائها، تحت تهديد السلاح.
ويواصل جيش الاحتلال تدميره للبنية التحتية وممتلكات المواطنين في المخيم، بالتزامن مع استمرار مداهمة منازل المواطنين، والتحقيقات الميدانية معهم.
ومنذ صباح السبت حتى اللحظة، اعتقل الاحتلال ثمانية شبان من المخيم، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.
وفي وقت سابق، أدان محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، إجبار الاحتلال عائلات فلسطينية على النزوح من المخيم.
وكانت عدة مدارس في طوباس فتحت أبوابها لإيواء النازحين من المخيم.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، مدينة طوباس.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة، الليلة الماضية، وداهمت منزل عائلة الشهيد محمد دراغمة، إضافة إلى منزل شقيقه كمال.
وأضافت أن قوات الاحتلال قامت بأخذ قياسات المنزلين، وأحدثت خلال ذلك تدميرا كبيرا في محتوياتهما.
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت منزل الشهيد قبل مداهمته وأطلقت الرصاص نحوه.
كما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على والد الشهيد وقامت طواقم الإسعاف بنقله إلى المستشفى.
ودمرت جرافات الاحتلال ممتلكات المواطنين.
وفي 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا على شمال الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما. ثم وسّع الاحتلال عدوانه إلى مدينة طولكرم ومخيمها في 27 كانون الثاني/يناير، قبل أن يقتحم بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس في الثاني من شباط/فبراير الجاري، حيث انسحب من طمون بعد حصار دام 7 أيام ويواصل عدوانه حتى الآن على مخيم الفارعة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية التي شنها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، صعد الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 908 مواطنين بينهم 183 طفلا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين.
ومنذ مطلع العام الجاري 2025، استشهد 73 مواطنا، بينهم 11 طفلا.