أمد/
تل أبيب: أفادت وسائل إعلام عبرية يوم الاثنين، بأن قطر نقلت رسائل إلى إسرائيل والإدارة الأمريكية بأن سلوك تل أبيب بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتصريحات الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعرضان المرحلة الأولى للخطر.
وتشعر قطر بالاستياء الشديد من سلوك نتنياهو بعد أسبوع من النشوة في واشنطن، وخاصة تصريحاته حول تهجير الفلسطينيين، وفشله في إرسال وفد إلى الدوحة يوم الاثنين الماضي لبدء المفاوضات.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل لصحيفة "هآرتس" العبرية، إن القطريين نقلوا رسائل غاضبة، وذكروا إسرائيل مرارًا وتكرارًا بأن هذا الاتفاق يشملهم أيضًا، وأنهم ضامنون لتطبيقه، وليس مجرد صفقة بين إسرائيل وحماس.
وأضاف القطريون أن تعامل إسرائيل مع الموقف يهدد باستمرار إطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى. وجاء الدليل على ذلك يوم الجمعة الماضي عندما تأخرت حماس في الإفراج عن أسماء الرهائن المحررين.
وإذا لم يتم التعجيل بمفاوضات المرحلة الثانية، فقد تحدث تأخيرات مماثلة يوم الجمعة المقبل، بل وربما يحدث تصعيد، مثل تأخير الإفراج عن الرهائن أنفسهم.
وقد يعني تأخير إطلاق سراح الرهائن يوم السبت المقبل انهيار المرحلة الأولى، ونظراً للتصعيد الدبلوماسي، لا يمكن استبعاد هذا الخيار.
وجاء دليل آخر على غضب قطر في بيان غير عادي أصدرته وزارة الخارجية في الدوحة يوم الأحد، أدان إسرائيل. ففي الأسبوع الماضي، فضلت قطر الصمت، متمسكة بمبدأ الحياد كوسيط.
إلا أن مقابلة نتنياهو التلفزيونية مع القناة العبرية 14، دفعتهم إلى أبعد من ذلك. ففي المقابلة، كرر نتنياهو اقتراحه بنقل السكان الفلسطينيين من غزة إلى المملكة العربية السعودية، على أراضيها الشاسعة.
نتنياهو والمرحلة الانتقالية
وذكرت صحيفة معاريف العبرية، أن إسرائيل تدرس الانتقال إلى مرحلة انتقالية بين الفترتين الأولى والثانية من تنفيذ اتفاق غزة وتبادل الأسرى، دون أن يشمل ذلك إعلان وقف الحرب، ووفقًا للصحيفة، فإن هذه المرحلة ستضمن استمرار الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة على دفعات.
في سياق متصل، أفادت القناة 12 العبرية، بأن رئيس وزراء دولة الاحلال بنيامين نتنياهو يعقد يوم الإثنين اجتماعًا تقييمًا محدودًا لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك قبيل انعقاد المجلس الوزاري المصغر، ومن المتوقع أن تركز هذه الجولة من المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا، إضافة إلى وضع معايير جديدة لتبادل الأسرى.
مخاوف إسرائيلية من انهيار المفاوضات خلال رمضان
أعربت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها من أن يشهد شهر رمضان تصعيدًا قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات، مما قد يعيد الأوضاع إلى دائرة المواجهة العسكرية.
وبحسب مصادر عبرية، عاد الوفد التفاوضي الإسرائيلي من الدوحة في ساعة مبكرة من صباح اليوم بعد جولة مباحثات تناولت تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق.
*نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الأولى
من المقرر أن يعقد نتنياهو يوم الثلاثاء، اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لمناقشة تطورات الصفقة، وسط محاولات إسرائيلية لتمديد المرحلة الأولى دون تقديم تنازلات في المرحلة الثانية.
البرغوثي وسعدات في صلب مفاوضات المرحلة الثانية
في المقابل، أكد القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق في تصريحات لقناة سكاي نيوز عربية، أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية لم تبدأ فعليًا بعد، مشيرًا إلى أن تأخر نتنياهو عن الاجتماع جاء بسبب زيارته للولايات المتحدة، وأضاف أن حماس ستطالب بالإفراج عن مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وهما من أبرز الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كجزء من المرحلة الثانية من الاتفاق.
مخاوف إسرائيلية من عودة القتال
صحيفة يديعوت أحرونوت حذرت من أن إسرائيل قد تجد نفسها أمام خيار صعب في حال عدم موافقة حماس على تمديد المرحلة الأولى، مشيرة إلى أن ذلك قد يدفع تل أبيب لاستئناف العمليات العسكرية، في ظل بقاء 65 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين في غزة، بعضهم ما زال على قيد الحياة.
في ظل هذه التطورات، يبقى مصير الاتفاق رهينًا بالتطورات الميدانية والسياسية، وسط تجاذبات داخلية في إسرائيل، وضغوط أمريكية لإنجاز الصفقة، مقابل موقف فلسطيني يتمسك بالإفراج عن قيادات بارزة من الأسرى الفلسطينيين.