أمد/
باريس: تسارع الدول الأوروبية إلى إعداد خطة لقطاع غزة تكون بديلا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ووضعه تحت الوصاية الأمريكية.
جاء ذلك وفقا لما أفادت به صحيفة "فاينانشال تايمز"، التي تابعت أن "دولا أوروبية تعمل مع حلفائها العرب على إعداد خطة عاجلة بشأن غزة لتقديمها إلى دونالد ترامب كبديل لمقترحه".
وأشارت الصحيفة إلى أن اقتراح ترامب فاجأ وأثار قلق الدول العربية والأوروبية، لكنه، في الوقت نفسه، "أعطى زخما جديدا لأشهر من النقاش المبدئي حول كيفية حكم غزة وتأمينها".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحيفة إن الجهود المبذولة لمواجهة خطة ترامب لا يمكن أن تكون "موثوقة إلا إذا توصلنا إلى شيء أكثر ذكاء".
وذكرت الصحيفة، نقلا عن دبلوماسي أوروبي، أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا سيجرون محادثات بشأن الأزمة في قطاع غزة مع دول عربية رئيسية في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن. ويشار على أن الولايات المتحدة ينبغي أيضا أن تشارك، لكن ليس من الواضح بعد على أي مستوى.
وبحسب "فاينانشال تايمز"، فإن التركيز الرئيسي سينصب على كيفية تعاون الدول العربية والأوروبية معا في العمل على وضع "خطة أفضل".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على قطاع غزة وستكون مسؤولة عن أعمال إعادة الإعمار في المنطقة"، وأشار إلى أنها ستتحول إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط". لكنه قال إن على سكان القطاع مغادرته إلى دول أخرى إلى الأبد، واقترح الأردن ومصر على وجه الخصوص وجهة لسكان غزة المهجرين، ووصف القطاع بأنه "موقع هدم". ولم يستبعد ترامب أيضا أن ترسل الولايات المتحدة جيشها إلى غزة، ووعد بزيارة القطاع شخصيا.
ماكرون: خطة ترامب حول غزة "غموض استراتيجي شديد"
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب على أوروبا تطوير قاعدة دفاعية وصناعية وتكنولوجية متكاملة، مؤكدًا أنها بحاجة لإبقاء العجز أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف الرئيس الفرنسي: "نؤيد موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أمن أوكرانيا مسؤولية أوروبا"، فيما أكد أن مخططاته بشأن غزة وغرينلاند أمثلة على حالة غموض استراتيجي شديد يعيشها العالم الآن، والتي أصر ماكرون على أن حلف شمال الأطلسي يجب أن يعالجها، ودعا إلى "إعادة التفكير الجذري" في كيفية عمل الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق، أكد "ماكرون"، أن أي حل لإعادة بناء غزة يجب ألا يأتي على حساب عدم احترام حق الفلسطينيين والسيادة الإقليمية.
وأوضح، في تصريحات صحفية، أن "فلسطينيي قطاع غزة لا يريدون توطينهم في الخارج، وكذلك دول الإقليم ترفض ذلك".
وأضاف ماكرون: "لا يمكن أن تقول لمليوني شخص، لا تنتقلوا إلى مدنكم في غزة لأن المسألة سياسية وليست عملية عقارية". وقال "إنها صدمة كهربائية. نحن بحاجة إلى صدمات غير متكافئة؛ نحن بحاجة إلى صدمات خارجية. إنها صدمة خارجية بالنسبة للأوروبيين".