أمد/
تل أبيب: شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على عدة مواقع في لبنان، بينها في البقاع شرقي البلاد، بادعاء مهاجمة مواقع عسكرية تابعة لحزب الله.
وجاءت الغارات التي استهدفت عدة بلدات لبنانية، بالتزامن مع كلمة الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، والذي شدّد على أنه ما من ذريعة، تتيح بقاء إسرائيل في لبنان، في أي نقطة كانت بعد الثامن عشر من 18 شباط/ فبراير، وهو موعد انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال.
وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية، أن "الطيران المعادي شنّ 3 غارات على أطراف بلدتي حربتا وحلبتا في البقاع الشمالي".
وأشارت لاحقا إلى أن "الطيران الحربي المعادي، شن غارة على محلة وادي الزين في جرود بلدة بوداي".
كما أكّدت أن "الاحتلال الإسرائيلي نفذ تفجيرا في منطقة اللبونة بالقطاع الغربي".
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، مساء اليوم، أن "طائرات تابعة لسلاح الجوّ الإسرائيليّ، هاجمت بشكل محدَّد، وبتوجيه استخباراتيّ عددا من المواقع العسكرية، حيث تم رصد نشاط لحزب الله".
وأضاف أن المواقع هذه "تحتوي على منصات إطلاق صواريخ، وأسلحة داخل الأراضي اللبنانية".
وقال إن "نشاط عناصر (حزب الله) في هذه المواقع، يشكّل خرقا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وفي وقت سابق اليوم، استشهدت امرأة، اليوم الأحد، بنيران الجيش الإسرائيلي في بلدة حولا الحدودية جنوبي لبنان، إثر دخول سكّان إليها، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، قبل يومين من انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وانسحاب قوات الاحتلال.
وقالت الوكالة إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت "الرصاص في اتجاه أحياء حولا بعد دخول الأهالي، ما أدى إلى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين"، مضيفة أن الجيش الاسرائيلي قام بـ"خطف ثلاثة مواطنين" في البلدة أيضا.
كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: لا ذريعة لبقاء إسرائيل في لبنان بأيّ نقطة
أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها مساء يوم الأحد، أن ما من ذريعة، تتيح بقاء إسرائيل في لبنان، في أي نقطة كانت بعد الثامن عشر من 18 شباط/ فبراير، وهو موعد انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر نعيم قاسم أن "مسؤولية الدولة اللبنانية تتمثل في العمل، لدفع إسرائيل إلى الانسحاب في 18 فبراير".
وأضاف "إذا بقيت إسرائيل داخل لبنان بعد الاتفاق، فهي محتلة، والكل يعلم كيف يتم التعامل معها".
وشدّد على أنه "ليس هناك أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب أن يكون موقف الدولة اللبنانية صلبا وحاسما".
وذكر أن "الإعمار مسؤولية الدولة اللبنانية، وسنتعاون معها في هذا الأمر".
وأضاف "سنعمل مع حركة أمل والقوى السياسية، لنكون شركاء في تعمير لبنان".
وقال الأمين العام لحزب الله "أقترح على الحكومة إجراء التعيينات الإدارية، بعيدا عن المحاصصة"، على حدّ وصفه.
خطر المشروع الأميركيّ
وشدّد على أن "المشروع الأميركيّ، خطر على الدول العربية والإسلامية"، مشددا على "رفض أي تهجير للفلسطينيين إلى أي مكان، بشدة".
وذكر الأمين العام لحزب الله، أن "الصمت العربي والدوليـ هو الذي ساعد للوصول إلى هذا الموقف الأميركي".
وقال إن "الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه"، داعيا إلى "دعم الشعب الفلسطيني بكل أشكال الدعم، حتى يثبت في أرضه".
وذكر الأمين العام لحزب الله "جاهزون للمشاركة في أي خطة عربية، لمنع تهجير الفلسطينيين".
وتابع "إسرائيل لم تتخل عن مشاريع التوسع".
وأتت كلمة نعيم قاسم، بعد يوم من مواجهات اندلعت بين عناصر الجيش ومتظاهرين من أنصاره، قرب مطار بيروت الدولي، خلال اعتصام نُظِّم، السبت، احتجاجًا على ما وصفه الحزب "بالتدخل الإسرائيلي السافر في الشؤون اللبنانية".
وكان نعيم قاسم قد أكّد في كلمة ألقاها في الثاني من الشهر الجاري، أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة اللبنانية، لمتابعة احترام وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، والذي لا تزال إسرائيل ترتكب الخروقات بشأنه، كما شدّد على أنه ما مِن إمكانية لبقاء إسرائيل جنوبيّ البلاد.
وقال الأمين العام لحزب الله، حينها إنه "سيتم تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 شباط/ فبراير" الجاري، مشيرا إلى أنه "سيتم تشييع هاشم صفي الدين، بصفته أمينا عاما للحزب". وأضاف أن "إسرائيل اغتالت هاشم صفي الدين، بعد انتخابه أمينا عاما للحزب".
وقال نعيم قاسم "نعتبر أن الدولة اللبنانية مسؤولة بالكامل عن متابعة ومحاولة الضغط على الاحتلال لوقف خروقاته وعدوانه".
وذكر الأمين العام لحزب الله، أن "المقاومة خيار، وسنتصرف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب، بشأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وإن ما يحدث من جانب الاحتلال، لا يوصف سوى بأنه عدوان، وليس ضغطا فحسب"، مضيفا "صبرنا على انتهاكات إسرائيل حتى تقوم الدولة اللبنانية بمسؤولياتها في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".
وطالب حزب الله الحكومة اللبنانية، في وقت سابق اليوم، بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في بيروت، عادّا ذلك "خضوعًا لإملاءات خارجية"؛ كما طالب الحكومة بـ"تحمل مسؤولياتها كاملة في حماية المعتصمين السلميين، وحقهم في التعبير عن مواقفهم ومطالبه".
وجاء في بيان صادر عن حزب الله، أن "الاعتصام الشعبي الذي نظّمه الحزب كان تحركًا سلميًا وتعبيرًا حضاريًا عن موقف شعبي رافض للخضوع غير المبرر للإملاءات الخارجية"، مضيفًا أن المتظاهرين "فوجئوا بإقدام بعض عناصر الجيش اللبناني على إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، في تصرّف مستهجن يشكل اعتداءً غير مبرر على مواطنين سلميين".