أمد/
واشنطن: ذهب تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية، إلى أن طهران تواصل الضغط على إسرائيل بشكل رئيس من خلال شبكتها من الوكلاء، وتلجأ إلى استراتيجية العمليات السرية وضبط النفس المحسوب والإنكار لتجنب مخاطر حرب مدمرة واسعة النطاق.
وبحسب التقرير، يمر الوضع المضطرب بالفعل في الشرق الأوسط بمنعطف آخر وسط التوترات التي لم يتم حلها بين إيران وإسرائيل.
وكشف التقرير أن التطورات الأخيرة تشير إلى تحوّل في التكتيكات في إيران، إذ يوجد ميل متزايد لاختيار مزيج من العمليات السرية والمواقف الاستراتيجية بدلاً من المواجهات المفتوحة.
استراتيجية إيران الإقليمية
وأشارت الصحيفة، إلى أن زعيم حركة "الجهاد" الفلسطينية، زياد النخالة، تلقى خلال زيارته إلى طهران هذا الأسبوع تأكيدات على دعم الجمهورية الإيرانية "الثابت" للمسلحين الذين يقاتلون ضد إسرائيل.
وقال كل من حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي، ومحمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، للزعيم الفلسطيني إن دعم فصائل "المقاومة" يظل ركيزة أساسية لاستراتيجية إيران الإقليمية الأوسع.
ووصف نخالة إيران بأنها "جبل تعتمد عليه جميع جماعات المقاومة"، بحسب بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية، عقب اجتماع الزعيم المتشدد مع علي أكبر أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وبشكل منفصل، أعلن قائد الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده خلال مقابلة تلفزيونية رسمية أن عملية "الوعد الصادق 3"، الاسم الرمزي للانتقام الإيراني المرتقب ضد إسرائيل، "حتمية".
مظاهر الانتقام الموعود
وفي حين يضغط المتشددون الإيرانيون من أجل إجراء العملية بحزم وشدة، تم تفسير هذا الإعلان على نطاق واسع على أنه إعادة تأكيد لتعهد إيران طويل الأمد بالانتقام من الهجمات الصاروخية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول، التي وجهت ضربات قوية لقدرات الدفاع الصاروخي الإيرانية.
وعلى الرغم من أن طهران أصدرت باستمرار مثل هذه التحذيرات، فإن الطريقة والتوقيت الدقيقين للانتقام كانا غامضين.
ونظراً لنفوذ القوة الجوية المتاحة لإسرائيل، بما في ذلك الاتفاق الذي أبرمته أخيراً مع حكومة الولايات المتحدة للحصول على قنابل جوية ضخمة، فإن إيران تواجه معضلة استراتيجية حرجة؛ كيفية الرد دون التسبب برد فعل إسرائيلي كارثي.
ولفت التقرير إلى أن القادة الإيرانيين أشاروا مرارًا وتكرارًا إلى أن ردود طهران يمكن أن تختلف بشكل كبير، ما دفع مؤيدي الحكومة للإشارة إلى أن انفجارات حافلات تل أبيب قد تكون أحد المظاهر المحتملة للانتقام الموعود.
عمليات سرية
وبدلاً من شن ضربات صاروخية أو هجمات بطائرات دون طيار، وهي إجراءات من شأنها أن تستدعي رداً إسرائيلياً فورياً وربما ساحقاً، ربما تستفيد طهران من تكتيكات الحرب غير المتكافئة.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني سارعت إلى تقديم تغطية واسعة النطاق للانفجارات في إسرائيل، وسلطت الضوء على "ضعف" إسرائيل و"موجة الذعر المنتشرة بين الإسرائيليين"، لكن لم يظهر أي إعلان رسمي للمسؤولية المباشرة أو غير المباشرة.
وخلص التقرير إلى أنه نظراً للخطابات الأخيرة الصادرة عن جنرالات الحرس الثوري الإيراني، تتزايد الاقتراحات بأن استراتيجية طهران ربما تحولت من الوابل المباشر من الصواريخ إلى المزيد من العمليات السرية.