أمد/
تل أبيب: حذر تقرير عبري من "نتائج عكسية" لسياسات العقاب الجماعي، التي ينفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية المحتلة، بعد تهجير عشرات الآلاف، وتدمير مناطق واسعة.
ارتداد عكسي
وقال رون بن يشاي المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إن "الحكومة الإسرائيلية ترد على حادثة العبوات الناسفة التي زرعت في الحافلات مساء يوم الخميس الماضي، بطريقة تشكل مزيجاً من العقاب الجماعي والنشاط الاستخباري والنشاط العملياتي الضروري".
وأضاف: "المشكلة هي أن جرعة العقاب الجماعي الكبيرة هذه لا تؤثر على المسلحين فقط، بل على أولئك غير المتورطين في النشاط المسلح بشكل كبير للغاية، وقد ترتد على إسرائيل، وتلحق بها ضرراً كبيراً".
وتابع: "سيكون لهذا عواقب عديدة تتجاوز مجرد الإضرار بالفلسطينيين أنفسهم، وأن هذه السياسة من شأنها أن تضر بالشرعية الدولية لإسرائيل، وتضعف السلطة الفلسطينية على ثلاثة مستويات: اقتصادياً، وفي مكانتها بين جماهيرها، وفي الإضرار بأجهزتها الأمنية".
انتفاضة ثالثة
وقال "إذا استمر مسلسل العقاب الجماعي الحالي، والذي يهدف إلى حد كبير إلى تحقيق أغراض سياسية، فقد نواجه انتفاضة ثالثة في غضون بضعة أشهر، وهذه المرة لن تكون السمة المميزة بالضرورة هي الانتحاريين كما في الانتفاضة الثانية، بل أجهزة متفجرة متطورة داخل الخط الأخضر، وعلى الطرق في الضفة الغربية".
وأضاف المحلل العسكري للصحيفة العبرية أن "هناك بالتأكيد ما يدعو إلى الخوف من أن تؤدي الجرعة المتزايدة من العقاب الجماعي للفلسطينيين في الضفة الغربية، من أجل إرضاء المستوطنين، إلى تأجيج نيران حرب العصابات، بدلاً من التسبب في إخمادها".
وأشار إلى أن إعلان وزير الجيش يسرائيل كاتس، أنه لن يسمح لأربعين ألفاً من سكان مخيمي جنين ونور الشمس بالعودة إلى منازلهم لمدة عام خطوة دراماتيكية في الاتجاه الخاطئ، مضيفاً "الأكثر فعالية بكثير أن نواصل النشاط الهجومي المستمر، بما في ذلك الغارات الجوية، واستخدام الجرافات للكشف عن العبوات الناسفة، والدخول اليومي إلى المخيمين، بدلاً من تهجير عشرات الآلاف، وكثير منهم من الشباب الذين سيدفعون إلى الانضمام إلى صفوف العمل ضد إسرائيل".
وقال: "ليس هناك حاجة لخلق ضغوط هائلة على السكان هناك، وتظهر التجربة أن مثل هذه الضغوط لا تردع العناصر المسلحة، بل على العكس فهو في الواقع تزيد من دوافعهم".
خطة سموتريتش
وقال بن يشاي: "الأفضل لرئيس الوزراء بنيامين ووزير جيشه عديم الخبرة أن يعيدا النظر في سياسة العمل ضد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، والتي تتضمن نصب العديد من نقاط التفتيش، التي لا تؤدي إلا إلى إثارة الاستياء بين السكان".
وأضاف "هذه الخطة تتضمن إدخال دبابات غير ضرورية حقاً إلى منطقة مخيم جنين للاجئين، من أجل إظهار نوع من الوجود القوي ليس أمام الفلسطينيين، الذين لن يتأثروا بها، بل لإرضاء المستوطنين اليهود، الذين يطالبون بإجراءات صارمة متزايدة باستمرار".
وأوضح أن الهدف من هذه الإجراءات هو أن تؤدي هذه الإجراءات إلى دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضي الضفة بشكل دائم وتركها في أيدي إسرائيل، مضيفاً "هذه هي الخطة التي وضعها في عام 2017 عضو الكنيست آنذاك والوزير الحالي بتسلئيل سموتريتش".
وقال إن "الوجود الدائم لقوات الجيش الإسرائيلي في المخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية، وهو أمر قد يتسبب بكوارث إضافة إلى أنه غير فعال".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من شهر عملية عسكرية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، توسعت لاحقاً لتشمل طولكرم ومناطق أخرى، تسببت بتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني، وتدمير منازل وبنى تحتية هناك.