أمد/
نيويورك: اعتمد مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون خطاب معادٍ لروسيا.
وصوّت لصالح القرار الذي يدعو لـ "إنهاء سريع للصراع"، ويحث على "تحقيق سلام دائم بين أوكرانيا روسيا"، 10 دول في مجلس الأمن المكوّن 15 عضواً، فيما امتنع الخمسة الآخرين ومنهم بريطانيا وفرنسا عن التصويت.
وجاء في نص القرار، أن "الغرض الأساسي للأمم المتحدة هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين والتسوية السلمية للنزاعات"، مطالبًا بشدة "إنهاء الصراع فورًا وضرورة إقامة سلام دائم بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية".
وكان "مجلس الأمن الدولي، رفض بالإجماع اقتراح فرنسا واليونان والمملكة المتحدة، بتأجيل التصويت على مشروع القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الصراع في أوكرانيا".
وأشادت القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، بنتائج التصويت، وقالت إنه "القرار الأول الذي يتخذه المجلس منذ 3 سنوات بشأن أوكرانيا ويحمل دعوة قوية لإنهاء الصراع.. وهذا القرار يضعنا على طريق السلام".
واعتبرت شيا القرار أنه "خطوة أولى، لكنها حاسمة، وعلى الجميع الفخر بها.. والآن يتعين البناء لمستقبل سلمي لأوكرانيا وروسيا والمجتمع الدولي".
وقبل التصويت، ذكرت السفيرة الأميركية، أن "الوقت قد حان لإعادة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديداً، إلى هدفه الأصلي وهو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك تسوية النزاعات سلمياً". ووصفت مشروع القرار الأميركي بأنه "أنيق في بساطته، وهو خطوة رمزية وبسيطة نحو السلام".
إشادة روسية
من جهته، اعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن المشروع الأميركي "يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح"، وقال إنه "يعكس إرادة الإدارة الجديدة في البيت الأبيض للمساهمة في تسوية الصراع سلمياً.. ونحن نقدر ما قاله الرئيس ترامب فعلياً".
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد محاولة أوروبية في مجلس الأمن لتعديل مشروع القرار الأميركي.
ورفضت الأمم المتحدة، في وقت سابق الاثنين، المساعي الأميركية لتخفيف موقف الجمعية العامة تجاه حرب روسيا في أوكرانيا.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً على مشروعي قرارين متنافسين، أحدهما صاغته واشنطن، والآخر صاغته أوكرانيا والدول الأوروبية، بمناسبة الذكرى الثالثة لغزو روسيا لجارتها.
واضطرت الولايات المتحدة للامتناع عن التصويت على قرارها الخاص بعد أن نجحت الدول الأوروبية في تعديل المشروع لإضافة تعبيرات تؤكد دعم الأمم المتحدة الراسخ لكييف خلال الحرب، بما في ذلك دعم سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
"حرب كلامية"
وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكراني ماريانا بيتسا للجمعية قبل التصويت: "هذه الحرب ليست من أجل أوكرانيا فقط. إنها تتعلق بحق أساسي لأي دولة في الوجود واختيار طريقها والعيش دون التعرض للعدوان".
وظهرت المواجهة في الأمم المتحدة بعد أن أطلق ترمب مسعى للتوسط لإنهاء الحرب، أثار خلافاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومخاوف بين الحلفاء الأوروبيين من احتمال استبعادهم من محادثات السلام.
وحصل القرار المعدل الذي صاغته الولايات المتحدة على تأييد 93 صوتاً، بينما امتنعت 73 دولة عن التصويت، وصوتت 8 دول ضده. ولم تفلح محاولة روسيا لتعديل القرار الذي صاغته الولايات المتحدة بالجمعية العامة ليشمل إشارة إلى معالجة "الأسباب الجذرية" للصراع.
وقالت القائمة بأعمال السفيرة الأميركية قبل التصويت على النص الأميركي، إن التعديلات الأوروبية والروسية المقترحة تستهدف خوض "حرب كلامية، وليس إنهاء الحرب".
وذكرت أن التعديلات تحيد "عما نحاول تحقيقه من خلال هذا القرار المتطلع للمستقبل، وهو توافق قوي في آراء أعضاء هذه الهيئة على الاتحاد خلف قرار يدعو إلى إنهاء هذا الصراع".