أمد/
تل أبيب: نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما ورد في تقرير الصحفي، رونين بيرغمان، الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، واصفا ما جاء فيه بأنه "إعادة تدوير لأكاذيب لا أساس لها، سبق أن دُحضت"
وأوضح البيان أن تلك "الأكاذيب" كانت تستهدف "تشويه سمعة رئيس الوزراء الذي يحقق إنجازات غير مسبوقة على سبع جبهات".
وأوضح البيان أن الادعاء بأن نتانياهو اقترح مبادرة سلام عربية لممثل سعودي قبيل انتهاء عملية "الجرف الصامد" عام 2014 هو "محض كذب".
كما أشار إلى أن قضية الأموال القطرية نُسّقت بدعم من جهات بارزة في الأجهزة الأمنية، التي رأت فيها وسيلة لاحتواء حركة حماس وضمان الهدوء، مخصصةً لاحتياجات إنسانية مثل رواتب الموظفين، المساعدات للعائلات المحتاجة، وتمويل الكهرباء.
وفيما يتعلق بالاتهامات بعدم اتخاذ نتنياهو إجراءات لمنع اجتياح حماس في 7 أكتوبر 2023، أكد المكتب أن العكس هو الصحيح، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي كان مستعدًا لصد أي توغل.
"خطر الأنفاق الهجومية"
كما أوضح المكتب أن تقديرات الاستخبارات حينها كانت تشير إلى أن أي عملية برية لحماس ستقتصر على عشرات المسلحين في مواقع متفرقة، بينما لم يُعرض على رئيس الوزراء مخطط سابق لحماس، يعرف إسرائيليًا بـ "جدار أريحا"، سوى بعد اندلاع الحرب.
وأضاف البيان أن التهديد الرئيسي الذي طُرح أمام نتانياهو حينها كان خطر الأنفاق الهجومية، ولذلك أصرّ على بناء حاجز تحت الأرض لمواجهته، رغم معارضة الجيش والأجهزة الأمنية للمشروع، مشيرًا إلى أن فعالية هذا الحاجز ثبتت في منع أي توغل عبر الأنفاق خلال هجوم 7 أكتوبر.
ولفت البيان إلى أن وزير الجيش السابق، بيني غانتس، قدّم شكره لنتنياهو لاحقًا على إصراره على بناء الحاجز.
من جانب آخر، رفض المكتب الادعاءات التي تفيد بأن نتنياهو ركّز على السعودية واعتبر حماس تهديدًا ثانويًا، واصفًا هذه المزاعم بـ "المضللة والمتلاعبة".
وأوضح أن نتنياهو رأى في إيران التهديد الرئيسي لإسرائيل، بما في ذلك دعمها لحماس، وقاد لسنوات حملة دولية لمواجهتها رغم المعارضة الداخلية والخارجية.
كما نفى البيان المعلومات التي تفيد بأن نتانياهو منع الأجهزة الأمنية من تصفية قادة حماس خلال عملية "حارس الأسوار".
وأكد، أن رئيس الوزراء هو من أعطى الضوء الأخضر للعملية، بل ودفع باتجاه اغتيال محمد الضيف، حتى أنه مدّد العملية أسبوعًا إضافيًا رغم الضغوط الأميركية لإنهائها.
وأشار البيان إلى أن نتنياهو كان أيضًا وراء اغتيال القيادي في "سرايا القدس"، بهاء أبو العطا، في نوفمبر 2019، كما أكد أن ما ورد بشأن تقديرات الوضع في 1 أكتوبر 2023 هو عكس الحقيقة تمامًا.
وأوضح أن رئيس الشاباك، رونين بار، أوصى حينها بتقديم تسهيلات مدنية لحماس مقابل الحفاظ على الهدوء، ودعا إلى تجنب تنفيذ اغتيالات في غزة ولبنان لمنع تصعيد جديد.
واختتم البيان بالتأكيد على أن نتنياهو، خلال اجتماع أمني، كان من دعا إلى تصفية قيادة حماس في حال حدوث تصعيد، بينما رأى رئيس الشاباك في 3 أكتوبر 2023 أن حماس تسعى لتجنب مواجهة عسكرية مع إسرائيل، بل واعتبر أن استقرارًا طويل الأمد في غزة ممكن إذا منحت إسرائيل "أفقا اقتصاديا إيجابيا" للقطاع.
واتهم تقرير الصحيفة العبرية، المنشور يوم الجمعة، إن نتنياهو منع خلال السنوات الأخيرة عدة مخططات لتنفيذ عمليات اغتيال لقائد حركة حماس يحيى السنوار وقائد كتائب القسام محمد الضيف آخرها قبل هجوم 7 أكتوبر،
وقال التقرير، في السنوات الأخيرة، اقترحت المؤسسة الأمنية عدة مرات القضاء على يحيى السنوار ومحمد الضيف وغيرهما من كبار قادة حماس. لكن نتنياهو، الذي لم يعارض الاغتيالات رسميا وبروتوكوليا، أثار صعوبات جعلت العمليات شبه مستحيلة.
وتضيف الصحيفة، قبل أيام قليلة من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بارـ إن تكثيف الاتصالات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية كان بمثابة مسرع للأعمال العسكرية لتعطيل هذه العملية.
وقال بار إنه من ناحية، "يجب علينا ضمان ازدهار غزة؛ ومن ناحية أخرى، يجب علينا مواجهة السنوار، واقترح إعداد خطة عملياتية لمواجهة حماس، كما أوصى رئيس الأركان، الفريق أول هرتسي هاليفي، "بإعداد حملة واسعة النطاق في قطاع غزة"، فضلاً عن العمليات لإحباط المقار العملياتية لحماس في الضفة الغربية، والتي تعمل من غزة وتوجه الإرهاب من هناك".
وكان نتنياهو سريعا في الرد، وأضاف أن "الهدف النهائي هو السلام مع السعودية"، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تحافظ على "ضبط النفس، مع التصرف بشكل دقيق للغاية والحفاظ على الاستقرار الأمني". نتنياهو لا يوافق على إحباط مقار حماس في الضفة الغربية، لكنه يأمر فقط بإعداد هذه الإحباطات.
فضل السلام مع السعودية على كبح جماح حماس
وتكمل الصحيفة العبرية تقريرها، وفهم بعض الحاضرين في الاجتماع ما يعنيه هذا، حيث يقول أحدهم: "نتنياهو لن يقول أبدا إنه ضد الاغتيالات". "ولكن الأمر لا يقتصر على أنه يتحدث عن "التحضير" فحسب. ففي كل مرة، على مدار العام الماضي، كان يتحدث أيضاً عن الاغتيالات، ولكنه في الممارسة العملية منعنا من تنفيذ عمليات اغتيال من الجو وطالب بعمليات متواضعة: إصابات، أو تسميم، أو اغتيالات من مسافة قريبة. وهو يعلم جيداً أن القدرة على تنفيذ مثل هذه العمليات ضئيلة للغاية. باختصار، كان يشوه سمعتنا لأنه كان يريد السلام ويريد التوصل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية. وهذا هو الشيء الوحيد الذي كان يهمه".