أمد/
القاهرة: أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه لأي خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال السيسي يوم الثلاثاء، إنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال تحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على أن مصر لن تقبل بأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني "تحت أي مسمى".
وفي كلمته بمناسبة يوم الشهيد، أعرب الرئيس المصري عن سعادته بتكريم شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن، وأكد أن تضحياتهم ساهمت في تحقيق الاستقرار والأمان لمصر، مُشيرًا إلى أن البلاد اليوم تشهد نتائج هذه التضحيات من خلال مشروعات التنمية التي تُظهر قوة وصمود الشعب المصري.
وأضاف الرئيس السيسي أن احتفال هذا العام يتزامن مع ذكرى العاشر من رمضان، الذي شهد معركة نصر لشعب مصر وجيشها، كما شدد على أن مصر لا تنسى أبناءها الشهداء، وستظل دائمًا سندًا لأسرهم.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة، الحضور الكريم،
تبلغ سعادتي مداها كل عام، بأن أتواجد معكم وبينكم، لنرسل معًا رسالة لأصحاب العطاء من شهدائنا الأبرار، الذين قدموا المثل والقدوة في التضحية، من أجل بقاء هذا الوطن، والحفاظ على مقدرات شعبنا العظيم، والتي تعبر بجلاء، عن إرادة هذه الأمة عبر تاريخها، بأنها قادرة وقاهرة لكل مانع، يقف حائلًا أمام تحقيـق أمنـها وسـلامتها وريـادتها، فلهذا الوطن رجال صنعوا المستحيل، وحققوا لمصر دائمًا في الماضي والحاضر صمودًا، أكد وحدة الشعب المصري، وجعله أكثر صلابة، فكل عام وشعبنا الأصيل، في خير وأمن وسلام.
وإنه لمن حسن الطالع، أن يتواكب احتفالنا هذا العام، بيوم الشهيد، متزامنًا مع العاشر من رمضان، الذي خاضت فيه مصر أشرف المعارك، وقدم فيها الرجال جلائل الأعمال، التي عبرت بنا إلى آفاق الكرامة والكبرياء، بوحدة شعب وصلابة جيش، عقدوا العزم على تحقيق النصر.
إن شهداءنا الأبرار، لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل قدموا المستقبل لمصر، فقد مهدوا لنا طريق الاستقرار والأمان، الذي نواصل فيه اليوم مسيرة البناء والتنمية، وبفضل تضحياتهم استطاعت مصر، أن تواجه التحديات، وتمضي قدمًا في تنفيذ المشروعات القومية، التي أصبحت شاهدًا، على صلابة هـذا الوطـن وعزيمة شـعبه.
إننا اليوم، نرى نتائج هذه التضحيات واضحة، في كل ربوع مصر، من مدن جديدة تبنى، ومشروعات ترسم ملامح القوة للجمهورية الجديدة، وما كان ليتحقق كل ذلك، لولا الدماء الطاهرة التي سالت، ليبقى هذا الوطن آمنًا مستقرًا، قادرًا على التقدم والبناء.
وإذ نحتفل اليوم بذكرى شهدائنا العظام، فإننا نؤكد التزامنا تجاه أسرهم، فهم لم يفقدوا أبناءهم فحسب؛ بل قدموا للوطن أغلى ما يملكون، فمصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وستظل دائمًا سندًا لهم، كما ستظل قواتنا المسلحة -درع الوطن وسيفه- صامدة في وجه أي تهديد، حامية لمقدرات هذا الشعب العظيم.
الحضور الكريم،
على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التي يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التي خلفت واقعًا مضطربًا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعي مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسي في هذه القضية، والتي أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفًا ثابتًا راسخًا، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، تحت أي مسمى، ولم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعي الشعب المصري، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرًا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن، واسمحوا لي، أن أقدم تحية للشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه، مُؤكدًا أننا سنقدم لهم كل عمل؛ من شأنه أن يساندهم في معركة البقاء والمصير.
السيدات والسادة،
وقبل أن أختتم كلمتي، أوجه تحية واجبة، للشعب المصري وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتي سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، والتي ساعدتنا على تجاوز كل التحديات، وأهلتنا لمواجهة كل التهديدات، فما تحقق على أرض مصر، ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا، ونؤمن مستقبل الأجيال.
وفي الختام، وباسم الشعب المصري، نتوجه بتحية تقدير وإجلال، لشهدائنا الأبرار وأسرهم الكريمة، لما قدموه من تضحيات وبطولات، وأعدكم أمام الله -سبحانه وتعالى- أننا سنستمر في العمل، لتحقيق ما تتطلعون إليه، من رفعة وتقدم واستقرار، لوطننا الغالي مصر.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير.
ودائمًا وبالله: "تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.