أمد/
غزة: في اليوم الثالث والخمسين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت الصحة يوم الخميس، ارتفاع ضحايا الحرب العدوانية قطاع غزة إلى 48,524 شهيد، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت الصحة في تقريرها اليومي، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,955، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 9 شهداء (7 شهداء انتشلت جثامينهم، وشهيدين جدين) و14 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
استشهاد طفل برصاص جيش الاحتلال شرق غزة
استشهد طفل، مساء يوم الخميس، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المواطنين ما أدى لاستشهاد الطفل أمجد حازم عابد (ثلاث سنوات) في منطقة المنطار بحي الشجاعية.
وأضافت أن مواطنة أصيبت برصاص الاحتلال، إثر إطلاق النار عليها من قبل طائرة مسيرة في بلدة بيت حانون شمال القطاع.
وأطلقت آليات الاحتلال العسكرية نيرات أسلحتها شرق بلدة عبسان الجديدة، شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهاد طفل وإصابة والدته بقصف جيش الاحتلال خيمتهم في بيت حانون
استشهد طفل وأصيبت والدته، مساء يوم الخميس، في قصف الاحتلال خيمتهم في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت خيمة في بيت حانون، ما أدى لاستشهاد الطفل سراج نصير وإصابة والدته بجروح حرجة.
تحذير أممي من نفاد مخزونات المساعدات في غزة بسرعة كبيرة
حذر توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن المخزونات تنفد بسرعة كبيرة في قطاع غزة، حيث تمنع سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس الجاري.
وقال فليتشر، في مؤتمر صحفي، يوم الخميس، إنه بعد دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أحرزنا خلال تلك الأسابيع الستة، تقدما هائلا في إطعام سكان القطاع ممن كانوا بحاجة إلى الغذاء، وإيصال الأدوية، والبدء بإعادة تشغيل المستشفيات، ولكن منذ أحد عشر يوما لم يدخل أي شيء إلى المنطقة.
وشدد على أن فترة أحد عشر يوما هي بالفعل طويلة جدا لمنع وصول المساعدات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، مشيراإلى أن إمدادات المساعدات تنفد بسرعة كبيرة جدا.
وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن "عدم إيصال الوقود يعني إغلاق الحاضنات"، محذرا من أن الوضع "سيتحول بسرعة كبيرة إلى أزمة إنسانية مرة أخرى".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، في الثاني من مارس الجاري، عن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر "حتى إشعار آخر".
جيش الاحتلال يواصل اغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون لليوم الـ13
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري كرم أبو سالم، وبيت حانون "إيرز"، لليوم الثالث عشر على التوالي.
وبعد قرار إغلاق المعابر الحدودية، ووقف تدفق البضائع، حذرت مؤسسات حكومية وأممية من عودة التجويع إلى القطاع، إذا ما استمر قرار الإغلاق ساريًا.
ونتيجة لهذا القرار التعسفي، فقد تفاقم الوضع الإنساني، حيث قفزت أسعار السلع والمواد الأساسية بشكل فوري وبصورة خالية، عدا عن فقدان غالبية السلع من الأسواق.
تحقيق أممي: استهداف قطاع الصحة الإنجابية في غزة يمثل أعمال إبادة
أكد تحقيق صدر عن لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة يوم الخميس، أن إسرائيل ارتكبت أعمال "إبادة" في قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الإنجابية.
وتوصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن سلطات الاحتلال "دمّرت جزئيا القدرة الإنجابية للفلسطينيين في غزة كمجموعة عبر التدمير الممنهج لقطاع الصحة الإنجابية، ما يرقى إلى فئتين من أعمال الإبادة".
وتعرّف اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية هذه الجريمة على أنها أي أفعال ارتُكبت بنيّة تدمير مجموعة وطنية أو عرقية أو دينية بالكامل أو جزئيا.
وأفاد التحقيق بأن إسرائيل تورطت في اثنين على الأقل من خمسة أفعال تعرفها اتفاقية الأمم المتحدة على أنها إبادة جماعية.
وأشار إلى أن إسرائيل كانت "تتسبب عمدا بظروف حياتية للمجموعة (أي الفلسطينيين) محسوبة للتسبب بتدميرها بدنيا" و"تفرض إجراءات تهدف إلى منع حدوث ولادات ضمن المجموعة".
وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي، في بيان، إن "هذه الانتهاكات لم تتسبب بإيذاء بدني ونفسي شديد مباشر للنساء والفتيات فحسب، بل أدت كذلك إلى تداعيات طويلة الأمد لا يمكن إصلاحها على الصحة النفسية والإنجابية وفرص الخصوبة للفلسطينيين كمجموعة".
وأفاد التحقيق بأن إسرائيل نفّذت ضربات ممنهجة استهدفت البنية التحتية الصحية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والعيادات التي تقدم خدمات الرعاية الإنجابية.
وأوضح أن ذلك أدى إلى تدمير شبه كامل لقدرة القطاع الصحي على تقديم الرعاية للنساء الحوامل وحديثي الولادة.
وأكد أن "القيود المشددة على الإمدادات الطبية والأدوية الضرورية فاقمت من تدهور الصحة الإنجابية للنساء والفتيات في غزة، ما أسهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة".
و أسس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكوّنة من ثلاثة أشخاص في أيار/ مايو 2021 للتحقيق في الانتهاكات المفترضة للقانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
رفض إسرائيلي
ورفضت إسرائيل بشدة تلك الاتهامات. ووصفت اللجنة بالتحيز، واتهمتها بأنها تطبق على إسرائيل معايير مختلفة عن الأطراف الأخرى.
وقالت بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف في بيان رداً على ذلك إن الجيش الإسرائيلي "لديه أوامر واضحة… وسياسات تمنع صراحة مثل تلك الإساءات"، مضيفة أن عمليات المراجعة التي تنفذ تتسق مع المعايير الدولية.
واتهم تقرير سابق نشرته اللجنة في حزيران/ يونيو 2024 حركة حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى بارتكاب انتهاكات خطيرة للحقوق خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الإرهابي بما تضمن التعذيب والمعاملة المهينة.
وإسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة منع الإبادة الجماعية وأمرتها محكمة العدل الدولية في يناير/ كانون الثاني 2024 باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية خلال الحرب على حركة حماس. لكن إسرائيل ليست طرفاً في نظام روما الأساسي الذي يمنح المحكمة الجنائية الدولية صلاحية إصدار أحكام في قضايا جنائية فردية تنطوي على إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ورفعت جنوب أفريقيا قضية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية بسبب ما فعلته في قطاع غزة أمام محكمة العدل الدولية.
شركة أمريكية ستتولى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
كشفت وسائل إعلام عبرية، يوم الخميس، أن شركة أمريكية ستتولى إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وأفادت القناة 12 العبرية، صباح يوم الخميس، بأن جيش الاحتلال لم يعد يعارض توزيع المساعدات الإنسانية على الأهالي الفلسطينيين في قطاع غزة، ولكن شركة أمريكية ستقوم بتوزيعها.
ونقلت القناة عن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، أنه حتى لو لم تكمل الشركة الأمريكية عملية توزيع المساعدات الإنسانية فسوف ينفذها الجيش بنفسه.
وأوضحت أن هذا القرار يأتي بعد أن عارض رئيس الأركان السابق، الجنرال هرتسي هاليفي، بشدة مشاركة الجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات الإنسانية، خاصة وأنه حصل على دعم وزير الجيش السابق، يوآف جالانت.
ومنذ 19 يناير الماضي يسري اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة في قطاع غزة.
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، إذ شملت مرحلته الأولى، التي دامت 42 يومًا وانتهت مطلع مارس الجاري، الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا، من بينهم 25 أحياء و8 جثث، مقابل إطلاق سراح ما يقارب 1900 أسير فلسطيني.
ولم يتفق الطرفان بعد بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ تتمسك حماس بتنفيذها وترفض تمديد مرحلته الأولى.
مكتب نتنياهو ينفي التخلي عن مطلب إبعاد قادة حماس بغزة
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء يوم الخميس، أن تكون حكومته تخلت عن مطلبها بشأن إبعاد قادة حماس إلى خارج قطاع غزة.
وقال المكتب في بيان مقتضب، إن هذه مجرد أخبار كاذبة كاملة.
وكانت قناة 12 العبرية أوردت خبرًا بشأن أن إسرائيل أزالت من قائمة مطالبها هذا المطلب ولم تعاد تطالب بإبعاد قادة حماس من غزة إلى الخارج كأحد الشروط المتعلقة بنهاية الحرب
واشنطن تقدم مقترحا جديدا لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة
قدم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اقتراحًا أمريكيًا محدثًا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لعدة أسابيع مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن من قبل حماس واستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة ، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لوكالة أكسيوس.
ووفقا لأكسيوس فإن الاقتراح هو محاولة من جانب إدارة ترامب لشراء المزيد من الوقت للمفاوضات ومنع استئناف الحرب خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي، حسب المصادر.
وانتهت الهدنة في الأول من مارس/آذار، ورغم أن القتال لم يستأنف بعد فقد قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية إلى غزة للضغط على حماس للموافقة على صفقة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
لا يزال 59 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن 22 منهم ما زالوا على قيد الحياة، بمن فيهم الأمريكي إيدان ألكسندر.
ووصل ويتكوف إلى الدوحة مساء الثلاثاء وأجرى اجتماعات مع الوسطاء القطريين والمصريين ومع المفاوضين الإسرائيليين المتواجدين في العاصمة القطرية.
كما أجرى ويتكوف محادثات مع رئيس وزراء قطر ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية. وحضر مسؤول كبير من الإمارات العربية المتحدة ومستشار كبير للرئيس الفلسطيني اجتماعًا ركز على الخطة المصرية لقطاع غزة بعد الحرب.
وسافر ويتكوف إلى الدوحة بعد أسبوع من المفاوضات المباشرة بين مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر وكبير مفاوضي حماس خليل الحية، والتي أوردها موقع أكسيوس لأول مرة.
ولم يلتق ويتكوف بأي مسؤول من حماس في الدوحة.
وقدم ويتكوف للأطراف يوم الأربعاء اقتراحًا محدثًا يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح، الذي ينتهي في 20 أبريل، واستئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسبما ذكرت المصادر.
وتدعو المبادرة حماس إلى إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء على الأقل وبقايا نحو تسعة رهائن متوفين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الموسع، بحسب مصدر مطلع.
وكان الاقتراح الأميركي الأصلي الذي قدمه ويتكوف قبل أسبوعين، يدعو إلى إطلاق سراح نحو 10 رهائن أحياء ونحو 18 رهينة متوفين.
وبحسب الاقتراح المحدث، فإن إسرائيل وحماس سوف تستخدمان تمديد وقف إطلاق النار للتفاوض على هدنة طويلة الأمد في غزة.
وإذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق طويل الأمد، فسيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار الموسع، قبل الهدنة طويلة الأمد.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن إسرائيل أعطت ويتكوف ردا إيجابيا.
وقال المصدر إن وسطاء قطريين ومصريين التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة مساء الأربعاء وقدموا لهم الاقتراح المحدث.
وقالت المصادر الثلاثة إن الوسطاء ينتظرون الآن رد حماس.
وقال أحد المصادر إن "حماس رفضت مقترحات مماثلة من قبل، لكنها تريد أيضا تجنب العودة إلى القتال خلال شهر رمضان".
تفاصيل المقترح الأمريكي
بحسب المصادر، قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف المقترح خلال اجتماعاته في الدوحة، حيث التقى الوسطاء القطريين والمصريين، إلى جانب مفاوضين إسرائيليين ومسؤولين عرب.
ويقضي المقترح الأمريكي بتمديد الهدنة حتى 20 أبريل، أي لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وذلك لمنح مزيد من الوقت للمفاوضات حول هدنة طويلة الأمد.
وفي المقابل، يُلزم المقترح حماس بالإفراج عن خمسة رهائن أحياء، بالإضافة إلى تسليم جثامين تسعة رهائن آخرين، في اليوم الأول من تمديد وقف إطلاق النار.
موقف الأطراف المعنية
إسرائيل قدمت ردًا إيجابيًا أوليًا على المقترح، لكنها لم تحسم موقفها النهائي. الوسطاء القطريون والمصريون عرضوا المبادرة على حماس خلال اجتماع في الدوحة، ويُنتظر رد الحركة خلال الأيام المقبلة. أكدت مصادر دبلوماسية أن حماس رفضت سابقًا مقترحات مماثلة، لكنها قد تدرس العرض الحالي لتجنب استئناف القتال خلال شهر رمضان.
ضغط إسرائيلي ومأساة إنسانية في غزة
منذ انتهاء الهدنة في 1 مارس، لم تستأنف العمليات العسكرية بشكل كامل، لكن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في محاولة لزيادة الضغط على حماس. لا يزال 59 رهينة محتجزين في غزة، ويُعتقد أن 22 منهم فقط على قيد الحياة، من بينهم الأمريكي إيدان ألكسندر.
جهود دبلوماسية ومباحثات حول مستقبل غزة
تزامن المقترح الأمريكي مع مباحثات حول خطة ما بعد الحرب في غزة، حيث التقى ويتكوف في الدوحة مع: رئيس الوزراء القطري وزراء خارجية مصر، الأردن، والسعودية مسؤول إماراتي رفيع حسين الشيخ أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية
وفقًا للمصادر، فإن المفاوضات الأمريكية مع الأطراف الإقليمية تسعى إلى وضع إطار سياسي وأمني لإدارة غزة بعد الحرب، في ظل تحفظات إسرائيلية على منح أي دور مباشر لحركة حماس.
احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل
يقترح الجانب الأمريكي استخدام فترة تمديد الهدنة للتفاوض حول اتفاق طويل الأمد، وفي حال نجاحه، سيتم الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين في اليوم الأخير من الهدنة، تمهيدًا لوقف إطلاق نار دائم.
إلا أن المصادر تشير إلى أن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد لا يزال محفوفًا بالعقبات، مع استمرار الخلافات حول مستقبل غزة، وطبيعة القوة الأمنية التي ستدير القطاع بعد الحرب.
إقالة مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر
واشنطن: أفادت وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصادر أمريكية مطلعة باقالة آدم بوهلر مبعوث الرئيس دونالد ترامب لشؤون الرهائن، بحسب تقارير نشرت يوم الخميس .
ودعا نواب جمهوريون في مجلس الشيوخ إلى إقالة بوهلر، بعد الكشف عن محادثات مباشرة أجراها مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين.
وبدأت انتقادات المبعوث الخاص لترامب بسلسلة من المقابلات التي أجراها بويلر مع وسائل إعلام أميركية وعبرية، حيث كشف أنه أجرى مفاوضات مباشرة مع إرهابيين من حماس في محاولة لتأمين إطلاق سراح الجندي المخطوف إيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وقال بور في مقابلة خاصة مع برنامج "النسخة المركزية" إن محادثاته مع كبار مسؤولي حماس أجريت بموافقة وموافقة البيت الأبيض.
بعد وصفه رجال حماس بـ«اللطيفين».. مبعوث ترامب يُغضب الاحتلال الإسرائيلي
أثار مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأسرى، آدم بوهلر، بتصريحات وصف فيها عناصر حماس بأنهم «لطيفون» حالة من الغضب في إسرائيل التي تسعى لشيطنة الحركة الفلسطينية، ما أجبره على التراجع عنها تحت ضغط تل أبيب.
والأسبوع الماضي، التقى بوهلر بمسؤولين كبار من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ومن بينهم 5 أمريكيين.
وعن اللقاء قال في حديث لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، الأحد، إن رجال حماس «لطيفون جدًا».
ووفق صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مكالمة هاتفية متوترة مع بوهلر «عندما علمت إسرائيل بالمحادثة غير المسبوقة».
ومن جهته، زعم عضو الكنيست سيمحا روثمان رئيس لجنة الدستور بالكنيست (البرلمان) أن «آدم بوهلر وكل من يجري مفاوضات مباشرة مع حماس يسببون ضررا هائلا لعودة المختطفين»، وفق صحيفة «يسرائيل هيوم».
وفي السياق، أفاد موقع «i24news»، بأن إسرائيل أصدرت أمرًا بعدم التحدث علنًا ضد بوهلر أو الرئيس ترامب، على الرغم من ظهور أمور صعبة في المحادثات الداخلية لوزراء الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك غضب الوزير ديرمر.
وكان بوهلر قال في وقت سابق، تعليقًا على غضب إسرائيل من المحادثات الأمريكية مع حماس: «أنا أفهم لماذا الإسرائيليون غاضبون، ولكن نحن الولايات المتحدة- لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة».
وأضاف: «ربما سألتقي بهم (الإسرائيليين) وأقول لهم: إنهم في الواقع رجال مثلنا، رجال لطيفون».
وتابع أن الاجتماعات مع ممثلي حماس «وافق عليها ترامب، وكانت مفيدة للغاية في الترويج لإطلاق سراح الرهائن».
وإثر ردود الفعل المنتقدة والمهاجمة، اضطر بوهلر «بعد الكثير من الانتقادات، وربما بعد توبيخه» إلى نشر تدوينة تنصل فيها من تصريحاته التي أثنى فيها على حماس، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ووسط الضجة التي أثارها كلام المبعوث الأمريكى، توجه الفريق الإسرائيلي المفاوض مساء أمس، إلى الدوحة.. حيث ستجرى مناقشات حول مواصلة الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار المؤقت والإفراج عن الرهائن.
أمريكا تفاوض حماس على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فقط
كشفت قناة "كان" العبرية يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة قررت قصر التفاوض من جانبها مع حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.
وذكرت القناة أن العرض الأمريكي لحركة حماس سيكون بلا اتفاقيات وسيركز فقط على إطلاق سراح رهائن يحملون الجنسية الأمريكية.
بالتوازي مع ذلك، نقلت القناة 13 العبرية، عن مصدر سياسي قوله إنه "وعلى عكس التقارير الكاذبة، لم يتم تقديم أي عرض على الإطلاق لإعادة 10 رهائن مختطفين مقابل وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يومًا.
يأتي ذلك بعد وقت قصير من تصريح مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تراجع فيه للمرة الثانية عن رغبته بتهجير سكان قطاع غزة.
وقال ترامب خلال لقاء مع رئيس وزراء أيرلندا، "إننا لا نقوم بترحيل أحد من غزة ولن يجبر أحدٌ الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة".
وتزامن ذلك مع هجوم عنيف شنته عيناف تسينغاوكر والدة الأسير الإسرائيلي ماتان على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال تظاهرة أمام مقر "الكرياه" الحكومي.
وانتقدت نتنياهو رداً على ما أدلى به في شهادته أمام المحكمة في وقت سابق، قائلة: "أنت من يضع المختطفين في الجحيم عندما تتركهم في الأسر، وتسيء معاملة عائلاتنا من خلال خطة لإطلاق سراح المختطفين قطعة قطعة"، وفق وصفها.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تفاؤلهم الحذر وحديثاً عن تقدم طفيف في المحادثات الجارية في الدوحة، والتي انضم إليها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف.