أمد/
يا وطني الخالدُ …
يا غيمةً حُبلى بالمطرِ ..
تتدفقُ أنهارًا في القُلوب ..
يا سنبلةَ الخيرِ في صَحراءِ الجُوع ..
يا ترنيمةَ السلامِ المصلوبة ..
على جدرانِ المَنفى ..
قُدسُكِ مئذنةُ الروحِ ..
شرفةُ السَماءِ الأولى ..
سُلَّمُ الأنبياءِ ..
إلى الأبدية ..
***
يا وطني الأبديُ …
زرعناكَ سنابلَ تُزاحمُ الضوء ..
تحملُ أسرارَ الأرضِ في عروقِها ..
ترقصُ للريحِ ..
تتمايلُ كقصيدةٍ في فمِ النهار ..
سكبناكَ شهدًا في جرحِ الوقت ..
غنَّتْ لأجلكَ الحناجرُ نشيدَ البقاء ..
حتى صارَ صوتُكَ ..
زغرودةً تُزهرُ في الحقول ..
***
لكنهم …
وضعوا في دربكَ ألغامَ العتمة ..
حفروا في عينيكَ آبارَ الحزن ..
زرعوا الخناجرَ في خاصرتِكَ ..
وسقوا ترابَك بالدمِ ..
كأنَّ الخرابَ عرشُهم ..
وكأنَّ الموتَ ..
قَسمُهم الوحيد ..!
***
لكن لا تخف …
الزيتونُ ما انحنى للريحِ يومًا ..
النهرُ وإن ضاقت عليه ضفافُه ..
يجدُ طريقهُ نحو البحرِ دومًا ..
الليلُ مهما طالَ ..
ينهارُ عندَ أولِ نافذةٍ ..
يُقبِّلُها الفجر ..
***
يا وطني الرائعُ يا وطني ..
سينحسرُ المدُّ الأسود ..
وتنهضُ السنابلُ فوقَ الرمادِ ..
وتعودُ الطيورُ إلى أعشاشِها ..
تُهدهِدُ صغارَها ..
بأغنيةِ العودة ..
فاصبرْ …
إن فجرُ الحريةِ ..
لابدَّ قادمٌ ..
يولدُ من رحمِ الصبرِ ..
يكبرُ في قلوبِ الشهداءِ والأطفال ..
ها هو قادمٌ كنجمٍ ..
قادمٌ كالشمسِ ..
بعدَ ليلٍ طويل …!