أمد/
غزة: في اليوم السادس والخمسين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
أعلنت مصادر طبية، يوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,572، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 112,032، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 29 شهيدا (15 شهيدا انتشلت جثامينهم، و14 شهيدا جديدا)، و51 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
شهيد في قصف لجيش الاحتلال جنوب مدينة غزة
استشهد شاب، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد الشاب محمد خالد الدحدوح، من حي الزيتون، جرّاء قصف طائرة مُسيرة إسرائيلية قرب مفترق الكويت جنوب مدينة غزة.
استشهاد مواطنين متأثرين بجروحهما وانتشال جثمان شهيد في قطاع غزة
استشهد مواطنان، متأثرين بجروحهما، يوم الأحد، وانتشل جثمان شهيد في قطاع غزة.
وقات مصادر محلية إن الشابة ندى عيسى استشهدت متأثرة بإصابتها في قصف منزلها في مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما استشهد الشاب أحمد أبو رواع متأثرا بجروحه بعد قصف الاحتلال يوم أمس على بيت لاهيا.
كما انتشلت الطواقم الطبية جثمان شهيد تعرض لقصف من مسيرة تابعة لطيران الاحتلال يوم أمس في بلدة جحر الديك وسط قطاع غزة.
شهيد في قصف جيش الاحتلال تجمعا للمواطنين وسط قطاع غزة
استشهد مواطن، وأصيب آخرون، صباح يوم الأحد، في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال تجمعا للمواطنين في بلدة جحر الديك وسط قطاع غزة.
يذكر أن شهيدين ارتقيا يوم أمس، في قصف الاحتلال المنطقة ذاتها، و10 آخرين استشهدوا في قصف بيت لاهيا، ليرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي إلى 151 شهيدا.
جيش الاحتلال يواصل اغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون لليوم الـ15
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري كرم أبو سالم، وبيت حانون "إيرز"، لليوم الخامس عشر على التوالي، مع وقف تام لدخول المساعدات.
وبعد قرار إغلاق المعابر الحدودية، ووقف تدفق البضائع، حذرت مؤسسات حكومية وأممية من عودة التجويع إلى القطاع، إذا ما استمر قرار الإغلاق ساريًا.
ونتيجة لهذا القرار التعسفي، فقد تفاقم الوضع الإنساني، حيث قفزت أسعار السلع والمواد الأساسية بشكل فوري وبصورة خالية، عدا عن فقدان غالبية السلع من الأسواق.
ويتكوف: مقترح حماس لوقف إطلاق النار لا يصلح أساسًا للتفاوض
قال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اليوم الأحد، إن الرد الذي قدمته حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة "غير مقبول على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن المقترح الأميركي يتضمن إطلاق سراح 5 رهائن أحياء، بينهم مواطن أميركي.
وفي مقابلة مع CNN، شدد ويتكوف على أن الفرصة لا تزال قائمة أمام حماس لكنها "تتلاشى بسرعة"، داعيًا الحركة إلى أن تكون "أكثر عقلانية" في تعاطيها مع المفاوضات، محذرًا بالقول: "أنصح حماس بأن تشاهد ما الذي نفعله بالحوثيين".
وأضاف ويتكوف أن المقترح الأميركي يشمل أيضًا إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، معتبرًا أن ذلك "أمر سيكون رائعًا لعائلاتهم". وفي سياق حديثه عن المفاوضات، قال إن مقترح حماس الحالي لا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض.
وعلى صعيد آخر، أشار المبعوث الأميركي إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أحرزت تقدمًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الخلافات بين الجانبين تقلّصت بشكل ملحوظ، وأنهما باتا أقرب إلى طاولة المفاوضات مما كان عليه الحال قبل زيارته الأولى إلى موسكو.
وقال، في مقابلته مع CNN، إن اجتماعه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان إيجابيًا واستمر ما بين 3 إلى 4 ساعات، مشيرًا إلى أن بوتين "يتقبل فلسفة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب". وأضاف أن الأخير يشارك في كل قرار مهم يتعلق بجهود إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال ويتكوف إنه يتوقع اتصالًا بين ترامب وبوتين خلال الأسبوع الجاري، بينما تستعد الفرق التفاوضية الأميركية للقاء نظيراتها الروسية والأوكرانية هذا الأسبوع. وأضاف: "نجري محادثات مع أوكرانيا والأطراف المعنية، وأخرى مع روسيا بشأن الأقاليم التي سيطرت عليها خلال الحرب".
وشدد ويتكوف على أن التركيز يجب أن يكون على التقدم المحرز منذ تنصيب ترامب، معتبرا أن التقدم الذي تحقق فاق التوقعات، وأنه متفائل جدًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.
وفي سياق آخر، أشار ويتكوف إلى أن الضربات الأميركية ضد الحوثيين كانت "توضيحًا لموقف واشنطن من الإرهاب".
مسؤول إسرائيلي: فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس
صرّح مسؤول إسرائيلي، اليوم الأحد، بأن الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس "لا تزال كبيرة"، مما يجعل التوصل إلى اتفاق قريب أمرًا غير مؤكد، بحسب هيئة البث العام الإسرائيلية.
وأضاف المسؤول أن "التقدير السائد هو أن الضغط سيؤدي في النهاية إلى قبول حماس بمقترح جسر الجوات"، لكنه شدد على أن ذلك "ليس مضمونًا على الإطلاق".
توقعات إسرائيلية بشن عمليات عسكرية في غزة إن فشل اتفاق الرهائن
أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو قد توافق على شن عمليات عسكرية جديدة في قطاع غزة إذا لم يتم تحقيق تقدم في اتفاق تبادل الرهائن.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الأحد، فإن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" والقيادة الجنوبية يعملون على توسيع بنك الأهداف المحتملة لحركة "حماس" في جميع أنحاء القطاع، بالتزامن مع فترة وقف إطلاق النار الحالية.
وأوضحت المصادر أن هذا التوسع في بنك الأهداف يهدف إلى تمكين الحكومة من تصعيد العمليات العسكرية بشكل تدريجي لممارسة ضغوط على قيادة "حماس"، في حال تعثرت المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الرهائن.
ومن بين الخيارات المطروحة كأدوات ضغط محتملة، إعادة احتلال بعض المناطق في شمال غزة، على الرغم من تأكيد مسؤولي الجيش على أهمية دراسة كافة جوانب وقف إطلاق النار والمفاوضات قبل اتخاذ أي خطوات تصعيدية.
في غضون ذلك، شهدت الأيام الأخيرة تكثيفا للغارات الجوية الإسرائيلية في غزة، بالإضافة إلى زيادة حالات إطلاق النار باتجاه الفلسطينيين.
وفي وقت سابق، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات وقف النار في غزة وإبرام اتفاق تبادل الأسرى بأنها "معقّدة للغاية"، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق.
ومن جانبها أعلنت هيئة البث العبري أن هناك دعما من الولايات المتحدة للقيام بهذه التحركات، لكن لا تزال هناك فرصة لأن تنجح الولايات المتحدة في الضغط على حماس من خلال الوسطاء للتوصل إلى "صفقة صغيرة".
إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبول خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
ويشمل المقترح الإفراج عن 5 محتجزين أحياء، بينهم الأمريكي- الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وجثث 10 قتلى، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين ووقف العمليات العسكرية لمدة تتراوح بين 42 و50 يوما، يتم خلالها التفاوض على إنهاء الحرب.
وبعد خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة من خلال عدم بدء المرحلة الثانية من الاتفاق كما هو متفق عليه، ووقفها البروتوكول الإنساني وحصار غزة للأسبوع الثاني، أعلنت حماس الخميس استئناف المفاوضات مع الوسطاء في العاصمة القطرية الدوحة.
وأبدت الحركة مرونة في التفاوض من خلال الموافقة على مقترح الوسطاء الإفراج عن جندي إسرائيلي- أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وفي المقابل، حاول نتياهو إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها "تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية".
رد أمريكا على الخطة العربية لإعمار غزة نهاية مارس
أفادت مصادر مصرية لـ "العربية" أن الولايات المتحدة ستعطي ردا كاملا ومفصلا على الخطة العربية التي تم اقراها في قمة القاهرة الطارئة حول إعادة إعمار قطاع غزة نهاية مارس، وأنها طلبت من القاهرة الاطلاع على أسماء من سيديرون غزة مستقبلا.
كما كشفت المصادر، أن الولايات المتحدة طلبت من مصر إبعاد أي أسماء مرتبطة بحماس عن حكم غزة، كما تريد إدخال نقاط على خطة إعمار غزة بعد اجتماعات ثنائية.
واجتمع وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، الأربعاء الماضي، في الدوحة مع المبعوث الأميركي للشرق الوسط ستيف ويتكوف.
وأكد موفد قناتي "العربية" و"الحدث" أن اجتماعات وزراء خارجية الدول الخمس مع ويتكوف بحثت الخطة العربية لإعمار غزة، مضيفاً أن حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حضر اجتماعات الدوحة.
وذكرت مصادر قناتي "العربية" و"الحدث" أن اجتماعات الدوحة بحثت كذلك اللجنة الإدارية الخاصة بإدارة قطاع غزة.
وذكر بيان صدر عقب الاجتماع أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وذكر البيان أن الوزراء العرب "عرضوا خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في 4 مارس (آذار) 2025، كما اتفقوا مع المبعوث الأميركي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع".
وأضاف البيان أن الوزراء العرب أكدوا "أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
وفي وقت سابق، كانت وزارة الخارجية المصرية قد ذكرت أن المشاركين في الاجتماع تناولوا سبل تنسيق الموقف العربي وبحث مخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت بالقاهرة والاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بشأن دعم الشعب الفلسطيني.
وبحث المجتمعون سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، ولاسيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية وبحضور الدول والجهات المانحة.
كما قالت وزارة الخارجية المصرية إن الوزير بدر عبد العاطي التقى اليوم، نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة، حيث بحث الجانبان الجهود المبذولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسبل تفعيل الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع.
وأضافت الخارجية في بيان أن الوزيرين "حرصا على متابعة مخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت بالقاهرة والاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة حول دعم الشعب الفلسطيني".
وأشارت إلى أن اللقاء تناول "سبل تفعيل وتنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، والخطوات الخاصة بحشد التمويل اللازم لها، خاصة في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية وبحضور الدول والجهات المانحة".
وتتوسط قطر ومصر إلى جانب الولايات المتحدة بين حركة حماس وإسرائيل بهدف وقف إطلاق النار بين الجانبين، والإفراج عن المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
وتبنت الدول الأعضاء في الجامعة العربية في الرابع من مارس (آذار) خطة اقترحتها مصر لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه بتكلفة تصل إلى 53 مليار دولار.
وتأتي الخطة رداً على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة وتوطين معظمهم في الأردن ومصر وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو الاقتراح الذي رفضته القاهرة وعَمان على الفور واعتبرته معظم دول المنطقة مزعزعاً للاستقرار بشدة.