أمد/
كتب حسن عصفور/ منذ زمن بعيد، لم تنجب الحالات السياسية الحاكمة، وربما المعارضة، وقحا بما تشمله وصفا وسمة ومضمونا، كما هو بنيامين نتنياهو، ليس ما يتعلق بأحداث داخل دولة الفاشية اليهودية، والتي يسير بسرعة غير معتادة نحو بناء “هيكل بيبي”، وهدم ما كان منذ 1948، دون أن يقف كثيرا أمام ضجيج لا يتوقف، بكل الأشكال، بل ما يحيطها أيضا.
الحديث عما به “وقاحة سياسية” مصاحبة لحالة استخفاف فريدة بما حول دولة الكيان، من واقع إقليمي، لم يعد تحليلا أو قراءة لقادم، بل وفق ما أعلنه منذ زمن بعيد خلال وجوده في ممثلية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة عام 1984، حتى عودته لرئاسة حكومة الكيان الاحلالي نوفمبر 2022، وهو متمسك بتراث والده “الجابوتنسكي”، كراهية العرب وتوسعية المشروع التوراتي من “النيل إلى الفرات”.
وكي لا يخرج من لا يرى سوى ما يريد أن يرى، ويعتبر ذلك محاولة استرجاعية ماضي إرهابي لنتنياهو فكرا وممارسة، وأبرزها ما كان مشاركة في اغتيال رابين وقيادة أوسع حملة تحريض ضده عام 1995، ثم التحالف مع الداعين للقتل بن غفير وسموتريتش، لكن الحديث راهنا يرتبط بما بات يكرره بين حين وحين، تحت مسمى “حرب النهضة” أو “الجبهات السبعة”، نحو صناعة شرق أوسط جديد.
وتذكيرا بما يريد نتنياهو تحديده، يوم 9 أكتوبر 2023، وبعد 48 ساعة فقط على حادثة 7 أكتوبر، أعلن نتنياهو، وأثر لقاء شارك به الرئيس الأمريكي السابق بايدن ووزير خارجيته اليهودي بلينكن، أن عملية تغيير الشرق الأوسط قد بدأت، ما يشير بلا أي من غموض، ان حدث 7 أكتوبر هو فعل فاعل غير غزي، رغم أن الغزي وخاصة الحمساوي استغل “أداة” بعلم بعض منهم أو بجهالة وغباء جيني بداخلهم.
بعد أن قرر كسر صفقة الدوحة للهدنة والتبادل، التي توافقوا عليها بمساهمة مصرية قطرية ومشاركة أمريكية يوم 19 يناير 2025، لشن عملية عدوانية واسعة ومختلفة عما كان سابقا من حرب تدميرية شاملة، لفرض وقائع سياسية جديدة، يعتبر قطاع غزة رأس دبوس بمخططه الأوسع، أعاد الحديث مساء يوم 18 مارس 2025، بأنه لن يتراجع عن هدفه بتغيير الشرق الأوسط.
ولا ضرورة للإشارة، أن هدف نتنياهو الإقليمي المركزي لتغيير الشرق الأوسط، هو جزء عضوي من رؤية أمريكية موسعة، تجمع بين المصالح العامة وبين “رؤية توراتية”، تستند لها الفرقة الجديدة في البيت الأبيض، وغالبهم يهود غير علمانيين، وفق ما تم كشفه مبكرا من ترامب والآخرين.
وتدليلا، أن حرب نتنياهو ليست منفصلة عن حرب أمريكا الإقليمية الخاصة، ما حدث في بيان مجموعة السبع يوم 14 مارس 2025 في الكيبيك الكندية، عندما فرضت واشنطن تغير جوهر سياسي مستخدم رسميا منذ عام 2002، دوليا وأمريكيا ما يرتبط بشعار “حل الدولتين”، وقبله حق تقرير المصير منذ 1979، ليصبح الحديث عن “مسار نحو أفق سياسي” للشعب الفلسطيني، ما يؤكد جوهر الرؤية التوراتية في الإدارة الأمريكية الراهنة بشطب فلسطين.
وهنا، يقفز السؤال الذي يتم تجاهله بشكل غريب، ما هو الشرق الأوسط الذي يعمل نتنياهو على تغييره، خارج فلسطين، ومن هي الدول التي هي هدفا لذلك التغيير، خاصة بعدما تفاخر بأنه كيانه لعب دورا مركزيا في تغيير المشهد اللبناني وكذا السوري، والاعتقاد بأنه يبحث عن التغيير في بلاد الفرس وبعض ما يتبعون، ليس سوى “نظرة قاصرة” نسبيا، لإدراك البعد التلمودي في أقوال نتنياهو السياسية.
اليس من الضرورة أن يتم الربط بين تصريحات نتنياهو المتلاحقة، حول تغيير الشرق الأوسط وتصريحات ترامب وخطته حول تهجير أهل فلسطين، وخاصة التحديد نحو مصر والأردن، بعيدا عن رفض الدولتين، لكنها ملامح لمشروع لم يخرج من خريطة التنفيذ.
استمرار “سيادة” مقولة أن حرب حكومة نتنياهو حدودها أرض فلسطين أو قطاع غزة، لتغيير واقعها وشطب حكم حماس منها، ليس سوى وجه آخر لاستمرار سذاجة التغافل عن حقيقة الرؤية السياسية الشمولية لأهداف “حرب النهضة” اليهودية المعاصرة.
مخزر نتنياهو السياسي، وبدعم لا محدود من إدارة أمريكية توراتية الفكر، تجاوز كثيرا حدود فلسطين ومنها قطاع غزة..فهل ترى عين بعض العرب رأس المخرز المسموم..تلك هي القضية؟!
ملاحظة: حكومة الانجليز بسرعة البرق تنصلت من كلام وزير خارجيتها..اللي قال بدون تردد ولا ارتعاش أنه دولة اليهود كسرت كل قيم البشر.. ونطت على كل حواجز أخلاق البشر بمنعها المساعدات الإنسانية..مع أنه الزلمة ما قال غير اللي بيحكيه كل من شاف وسمع..مع هيك صرماية ديفيد على راس الكبير فيهم..جدع يا لامي..
تنويه خاص: زوج سارة قال للمعارضة والقانون طز فيكم…رجع بن غفير مش بس للحكومة لكن وزير “أمن قومي”..وطبعا مش كلها حب في هبلان الولد.. لكنه الخوف من سقوط حكومته بتصويت الميزانية.. بعد ما هدد بعض “المتدينين الحريديم”..قالك بلا ميارا بلا لابيد راس بيبي وفق الجميع..ويا أهلا بالمعارك..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص