أمد/
غزة: واصل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، حربه على قطاع غزة، بتنفيذ غارات مكثّفة على رفح وخانيونس، ومدينة غزة، وبالشجاعية شمالي القطاع، استشهد وأُصيب فيها العشرات، بينهم نساء وأطفال؛ كما كثفت القوات الإسرائيلية في الساعات الماضية، قصفها الجوي والمدفعي على مختلف قطاع غزة.
ويستمر جيش الاحتلال بتنفيذ "توسع تدرجي" في عملياته البرية شمالي قطاع غزة وفي وسط القطاع بمحور نتساريم وفي جنوبه بمدينة رفح ومحيطها.
واستشهد وأصيب فلسطينيون جراء تواصل القصف والغارات الإسرائيلية على أنحاء غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في الشجاعية شرق قطاع غزة وفي جنوب القطاع وتوغله إلى منطقة حي الجنينة غربي مدينة رفح.
واستشهد أكثر من 30 فلسطينيا جراء القصف والغارات الإسرائيلية المتواصلة على أنحاء غزة منذ فجر السبت، فيما يواصل جيش الاحتلال عملياته البرية في عدة محاور بالقطاع.
ونفذ جيش الاحتلال السبت عمليات نسف في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. كما تجددت الغارات الجوية الإسرائيلية مستهدفة مناطق في جنوب مدينة خانيونس.
وأفاد محاصرون في حي الشجاعية بأن القصف الإسرائيلي الكثيف والعشوائي يمنعهم من مغادرة منازلهم وخيامهم، مشيرين إلى أن غالبية الخيام قد تمزقت نتيجة القصف المدفعي، في حين تواصل الطائرات المسيّرة فتح نيرانها بشكل مفاجئ. وناشدت عشرات العائلات، غالبيتهم من النساء والأطفال والمرضى، بضرورة إنقاذهم بشكل عاجل في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنّ قواته "بدأت، خلال الساعات الأخيرة، عملياتها في منطقة الشجاعية شمالي قطاع غزة، بهدف ترسيخ السيطرة، وتوسيع المنطقة الأمنية".
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,669، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115,225، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا و162 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 1,309 شهداء، و3,184 إصابة.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
شهداء وجرحى
استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين ومنزلا في مواصي خان يونس، ما أدى لاستشهاد 5 مواطنين وإصابة أكثر من 20 آخرين.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب القطاع، وحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين قرب المركز الثقافي في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى لاستشهاد المواطن مهند عبد العزيز النجار، وإصابة آخرين.
وأضافت أن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتطلق الرصاص والقنابل بواسطة طائرات مسيرة، ما أدى لإصابة امرأة قرب موقف الشجاعية بالرصاص، فيما استشهد مواطن من عائلة أبو غنيمة إثر قصف الاحتلال منزلين لعائلة حلس والسرساوي بمحيط مسجد السالم.
كما نسف جيش الاحتلال عددا من المنازل شمال مدينة رفح، جنوب قطاع.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في غارتين شنهما طيران الاحتلال الحربي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت بغارتين مجموعة من المواطنين، في حي الشجاعية، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين.
ويتعرض "حي الشجاعية" لليوم الثاني على التوالي لعدوان عسكري بري هو الثالث منذ بدء حرب الإبادة على غزة عام 2023، حيث تتمركز آليات الاحتلال على تلة المنطار ومحيطها، بالتزامن مع سيطرة أخرى على شارع المنصورة.
وأضاف شهود عيان، أن قوات الاحتلال تطلق نيران أسلحتها الرشاشة وقذائف مدفعيتها بشكل مستمر على جنوب شارع المنصورة، شارع وادي العرايس، ومنطقة بيارة الحاج عادل الشوا، إضافة إلى شارع السكة في حي الزيتون باعتبار مجاورته من شارع وادي العريس، كما تتعرض المناطق الشرقية لحي الزيتون، "بيارة الريس ومحيط مدرسة تونس" لقصف مدفعي متواصل بين فترة وأخرى.
استشهد ستة مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف الاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة قيزان رشوان جنوب خان يونس، ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين.
وأضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت شارع وادي العرايس بحي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
استشهد 6 مواطنين على الأقل، وجرح آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية على بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية، إن طائرة استطلاع للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع النعايمة، ببيت حانون، ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين.
استشهد أب ونجله، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المواطنين بدير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين عند مدخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ما أدى إلى استشهاد المواطن سلمان محمود عابد، ونجله محمود سلمان عابد.
استشهد أربعة مواطنين بينهم شقيقان، يوم السبت، في قصف الاحتلال منزلا شرق مدينة غزة، وغرب مدينة خان يونس.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت منزلا بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد الشقيقين عماد، ومحمد الحج سالم.
وأضافت أن مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة المحررات غرب مدينة خان يونس ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخر.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، في قصف الاحتلال استهدف مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومنزلا شمال شرق رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت منزلا يعود لعائلة شعت في بلدة النصر شمال شرق مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد الشاب جبر شعت وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة مسيرة استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين.
وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل مكثف بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.
استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، إثر قصف الاحتلال مدينتي خان يونس وغزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت بصاروخ تكية طعام خيرية، بمخيم القطاطوة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين هم: بلال سعيد محمد أبو مصطفى، ومحمد سليمان أبو مصطفى، ومحيي الدين الخواص، وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرة مسيرة قصفت شقة سكنية وسط خان يونس، ما أدى لاستشهاد المواطن علي زياد الهندي، وإصابة زوجته وطفله بجروح.
وأضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت شارع السكة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد المواطنة ليان نائل جندية.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا يعود لعائلة أبو عطا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين.
كما قصفت مدفعي الاحتلال وسط مدينة رفح، ومنطقة عريبة ومحيطها شمال المدينة.
وأعلنت مصادر طبية، استشهاد الشاب بهاء الدين رائد محارب متأثرا بجروح أصيب بها سابقا في قصف الاحتلال على بلدة النصر شمال شرق مدينة رفح.
توسيع العملية البرية
أعلن جيش الاحتلال أن قوات الفرقة 36 بدأت بشن عملية عسكرية برية في محور موراج في قطاع غزة.
وكانت هيئة البث العبرية أفادت بأن جيش الاحتلال بدأ توسيع نطاق عملياته البرية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وأرسل الفرقة 36 إلى هناك.
ودعا جيش الاحتلال سكان رفح إلى إخلاء المنطقة بشكل فوري والتوجه نحو خان يونس، في خطوة تهدف إلى تهيئة المنطقة قبل العملية البرية.
مقررة أممية تتهم إسرائيل بإخفاء الدليل على قتل المسعفين في رفح
قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، إن ما يحدث في غزة ليس حربا بل إبادة جماعية، وأنه لا توجد حماية لأرواح الفلسطينيين.
وأضافت وفي منشور لها على منصة "إكس" يوم السبت، أن "الدليل على قتل المسعفين في رفح تم إخفاؤه، وأن الجيش الإسرائيلي لا يواجه أي قيود أو ضوابط على قتل الفلسطينيين".
كما أضافت المقررة الأممية أن "القادة الغربيين يدّعون أنهم يحمون المدنيين، بينما يفرشون البساط الأحمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويعتبرون حماية نتنياهو أهم من حماية القانون الدولي أو حماية الفلسطينيين".
وشددت ألبانيز على أن الحريات تتعرض للانتهاك في الغرب، داعية إلى ضرورة حدوث ثورة ضد النظام الذي يسحق الحريات ويضر بالمدنيين.
"اليونيسيف": أكثر من مليون طفل في قطاع غزة حرموا من المساعدات المنقذة للحياة
قالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسيف)، يوم السبت، إن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة حرموا من المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من شهر، لافتة إلى أن استمرار منع دخول المساعدات إلى غزة يمثل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وعواقبه وخيمة على الأطفال.
وأضافت "اليونسيف"، في بيان عبر الموقع الرسمي للمنظمة، أن الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية له عواقب كارثية على مليون طفل في قطاع غزة، مشيرة إلى أن استمرار منع المساعدات سيفاقم حالات سوء التغذية والأمراض ويزيد وفيات الأطفال في قطاع غزة.
وأكدت المنظمة أن لديها آلاف الطرود من المساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة، وأنه يجب السماح بدخولها فورا، كما أن الأغذية التكميلية للرضع في غزة قد نفذت، ولم يبق من الحليب الجاهز إلا ما يكفي لـ400 طفل فقط لمدة شهر.
وأضافت أن الأطفال الذين يتلقون علاجا من سوء التغذية معرضون لخطر شديد بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأشارت إلى أن إغلاق 15% من مراكز علاج سوء التغذية في غزة منذ 18 آذار/ مارس الماضي بسبب أوامر الإخلاء أو القصف الإسرائيلي يهدد حياة 350 طفلا يعتمدون على هذه المراكز.
"الأونروا": نحو 1.9 مليون شخص في غزة تعرضوا لتهجير قسري متكرر
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوم السبت، إن نحو 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، بمن فيهم آلاف الأطفال، تعرضوا لتهجير قسري متكرر وسط القصف والخوف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضافت الوكالة، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن انهيار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تسبب في موجة أخرى من النزوح طالت آثارها ما يزيد عن 142 ألف شخص.
هيئة أممية: النساء في غزة يواجهن تهديدا على حياتهن
قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن النساء في قطاع غزة يواجهن تهديدا خطيرا على حياتهن وصحتهن وكرامتهن، إذ يعيش السكان المنهكون دون أي فرصة للراحة من الحرب والدمار.
وأضافت الهيئة، لدى عرضها نتائج لحوارها مع عدد من النساء في غزة، اليوم السبت، أن النساء الحوامل يتعرضن للخطر بشكل خاص، حيث تواجه 50% منهن حملا "عالي الخطورة"، فيما ينتشر سوء التغذية بين النساء والأطفال.
وأشارت إلى أنه منذ 18 آذار المنصرم، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتجددة والمكثفة على غزة عن استشهاد مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فيما أُجبر أكثر من 142,000 شخص على النزوح مجددا دون وجود أي مكان آمن يلجؤون إليه.
الأونروا في يوم الطفل الفلسطيني: الحاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار بغزة
دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى ضرورة إنقاذ جميع أطفال قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة، وشددت على الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت في منشور لها عبر منصة (إكس) لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، "منذ اندلاع الحرب في غزة، تعرض نحو 1.9 مليون شخص بينهم آلاف الأطفال، للنزوح القسري المتكرر وسط القصف والخوف والفقدان".
وتابعت: "وقد تسبب انهيار وقف إطلاق النار في موجة نزوح جديدة أثّرت على أكثر من 142 ألف شخص بين 18 و23 آذار/ مارس الماضي فقط".
وشددت الأونروا على أن "جميع الأطفال بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".
في يوم الطفل الفلسطيني: 350 طفلا معتقلون لدى الاحتلال
قالت مؤسسات الأسرى، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتقال أكثر من 350 طفلا، في معتقلاتها ومعسكراتها، من بينهم أكثر من 100 طفل محكومين بالإداري.
ويواجه الأطفال المعتقلون جرائم منظمة تستهدف مصيرهم، أبرزها التعذيب، والتجويع، والإهمال الطبي، إلى جانب عمليات السلب والحرمان، التي أدت مؤخرا إلى استشهاد أول طفل في معتقلات الاحتلال منذ بدء الإبادة الجماعية وهو وليد أحمد (17 عاما) من بلدة سلواد شرق رام الله الذي استشهد في معتقل "مجدو".
وأضافت المؤسسات وهي: (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في تقرير لها، اليوم السبت، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الذي يصادف الخامس من نيسان من كل عام، إن قضية الأطفال المعتقلين شهدت تحولات كبيرة منذ بدء الإبادة الجماعية، حيث تصاعدت حملات الاعتقال بحقهم، سواء في الضفة بما فيها القدس المحتلة، التي سُجل فيها ما لا يقل عن (1200) حالة، أو في غزة التي لم تتمكن المؤسسات من معرفة أعدادهم بسبب استمرار جريمة الإخفاء القسري، والتحديات التي تواجه المؤسسات في متابعة قضية معتقلي غزة، ومنهم الأطفال.
وعلى مدار الأشهر الماضية، تمكنت الطواقم القانونية، من تنفيذ زيارات للعديد من الأطفال المعتقلين في معتقلات (عوفر، ومجدو، والدامون)، رغم القيود المشددة التي فرضت على الزيارات، وخلالها تم جمع عشرات الإفادات منهم، والتي عكست مستوى الوحشية التي تمارس بحقهم.
ونفّذت إدارة معتقلات الاحتلال، جرائم تعذيب ممنهجة بحق الأطفال، وعمليات سلب غير مسبوقة، نستعرض جملة من المعطيات والحقائق عن واقع عمليات اعتقالهم وظروف احتجازهم:
اقتلاعهم من بين ذويهم
إن الأعداد المذكورة لحالات الاعتقال بين صفوف الأطفال، ليست المؤشر الوحيد على التحولات التي رافقت سياسة استهدافهم عبر عمليات الاعتقال، والتي تشكل جزءا من السياسات الممنهجة بهدف اقتلاعهم من بين ذويهم ومحاربة أجيال كاملة، فهذا العدد لحجم الاعتقالات في الضّفة واجهناه سابقا، وكان هناك عدة مراحل تصاعدت فيها عمليات اعتقال الأطفال بشكل كبير، ويمكن الإشارة هنا إلى المرحلة التي تلت الهبة الشعبية، إلا أن هذا المعطى على الصعيد الراهن يعكس بشكل أساس مستوى تصاعد الجرائم والانتهاكات الممنهجة بحقّهم، ونشير هنا إلى أن حجم حملات الاعتقال بحقّ الأطفال، تتركز في المناطق الأكثر تماسا مع جنود الاحتلال الإسرائيليّ، إلى جانب المستعمرين.
وأبرز هذه الجرائم: تعرضهم للضرب المبرح، والتهديدات بمختلف مستوياتها، حيث تشير الإحصاءات والشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال؛ إلى أن غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين، والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطّفل.
وإلى جانب عمليات الإعدام الميدانية التي رافقت حملات الاعتقال، وكان من بينها إطلاق الرصاص بشكل مباشر ومتعمد على الأطفال، عدا عن توثيق لعدد من الحالات خلالها استخدم الاحتلال الأطفال رهائن للضغط على أحد أفراد العائلة لتسليم نفسه، وعمليات الاستدعاء من قبل مخابرات الاحتلال، حيث يتم إجبار ذوي الأطفال على إحضارهم لإجراء مقابلات خاصة معهم، وفي ظل التصاعد الكبير لعمليات التحقيق الميداني، فإن الأطفال لم يكونوا بمعزل عن هذه السياسة، فقد تعرض العشرات منهم لعمليات تحقيق ميدانية.
ويتعرض الأطفال لسياسات ثابتة وممنهجة، منذ لحظة الاعتقال مرورا بمرحلة التوقيف، واعتقالهم لاحقا داخل المعتقلات، وتتخذ هذه السياسات أشكالا عدة منها: اعتقالهم في ساعات متأخرة من الليل، وكان هناك العديد منهم مصابون، ومرضى، وخلال عملية اعتقالهم، استخدم الجنود أساليب مذلّة ومهينة، وحاطّة من كرامتهم، والغالبية منهم تم احتجازهم في مراكز توقيف في ظروف مأساوية، تحت تهديدات وشتائم، واعتداءات بالضرب المبرح، وحرمانهم من الطعام ومن استخدام دورة المياه لساعات طويلة، وذلك في محاولة للضغط عليهم لإجبارهم على الإدلاء باعترافات، كما يجبرون على التوقيع على أوراق مكتوبة باللغة العبرية.
ويكمل الاحتلال سلسلة انتهاكاته وجرائمه بحق الأطفال داخل المعتقلات، من خلال تجويعهم، وتنفيذ اعتداءات متكررة بحقهم باقتحام الأقسام من قبل وحدات القمع، التابعة لجيش الاحتلال، وقد وثقت المؤسسات المختصة العديد من عمليات الاقتحام التي جرت لأقسام الأطفال بعد بدء العدوان، خلالها دخلت القوات أقسامهم مدججة بالسلاح، واعتدت عليهم بالضرب، وأصيب العديد منهم، عدا عن حرمان المرضى والجرحى من العلاج، وهناك من يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، وإصابات بمستويات مختلفة.
جريمة التجويع
واحتلت جريمة التّجويع التي تُمارس بحق المعتقلين ومنهم الأطفال، السطر الأول في شهاداتهم بعد العدوان، فالجوع يخيم على أقسام الأطفال بشكل غير مسبوق، ما يضطر العديد منهم للصوم لأيام جراء ذلك، وما تسميه إدارة معتقلات بالوجبات، هي فعليا مجرد لقيمات.
ففي الوقت الذي عمل فيه المعتقلون وعلى مدار عقود طويلة من ترسيخ قواعد معينة داخل أقسام المعتقلين، من خلال وجود مشرفين عليهم من البالغين إلا أن ذلك فعليا لم يعد قائما، واستفردت إدارة المعتقلات بالأطفال دون وجود أي رقابة على ما يجري معهم، والرعاية التي حاول المعتقلون فرضها بالتضحية، انقضت عليها إدارة المعتقلات كما كافة ظروف الحياة الاعتقالية التي كانت قائمة قبل العدوان.
الطفل الشهيد وليد أحمد
اعتقل الشهيد الطفل وليد أحمد البالغ من العمر (17 عاما) من منزل عائلته في سلواد في تاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2024، وعلى مدار الشهور التي قضاها في معتقل (مجدو)، واجه جرائم ممنهجة -كان أبرزها التجويع- التي أدت إلى استشهاده في تاريخ 22/3/2025، وكان وليد قد أصيب بمرض (الجرب– السكايبوس) لعدة شهور، وتعرض لجريمة طبية، وحرم من العلاج حتى آخر يوم في استشهاده، إلا أنّه وبحسب التقرير الطبي بعد تشريح جثمانه، أكد أن الجوع كان السبب المركزي في استشهاده.
انتشار الجرب
خلال الشهور الماضية، طالت المعتقلين الأطفال أمراض جلدية، أبرزها مرض (الجرب السكايبوس)، الذي تحول إلى كارثة صحية سيطرت على غالبية أقسام المعتقلين، وفي عدة معتقلات مركزية، واستخدمه الاحتلال فعليا إلى أداة لتّعذيبهم، ومنهم الأطفال، وذلك عبر حرمانهم من العلاج، وكذلك تعمد الإدارة، عدم اتخاذ الإجراءات التي تحد من استمرار انتشاره.
ويحتل مرض الجرب، مجمل إفادات المعتقلين مؤخرا، خاصة أن بعضهم ممن تعافوا منه، أصيبوا به مجددا، وبحسب العديد من تقارير الطواقم القانونية، فإن العديد منهم ومنهم أطفال خرجوا للزيارة، والدمامل تغطي أجسادهم، واشتكوا من عدم قدرتهم على النوم، بسبب الحكة الشديدة التي ترافقهم على مدار الساعة، ورغم بعض الجهود التي قامت بها بعض المؤسسات للضغط على إدارة المعتقلات لتوفير العوامل التي تحد من انتشاره وتحديدا النظافة، إلا أنه وحتى اليوم، ما زال المرض ينتشر بنسبة كبيرة بين صفوفهم، وقد أدى خلال الشهور الماضية إلى التسبب باستشهاد معتقلين داخل المعتقلات والمعسكرات.
محاكم الاحتلال:
ويستكمل الاحتلال جريمته بحق الأطفال من خلال محاكمتهم بطريقة تفتقر للضمانات الأساسية العادلة، كما في كل محاكمات المعتقلين؛ التي شكلت أداة مركزية في انتهاك حقوقهم، سواء من خلال المحاكم العسكرية في الضفة، أو في القدس، والتي لا تزال قضية الحبس المنزلي فيها تتصدر العنوان الأبرز، حيث حولت سلطات الاحتلال منازل عائلات الأطفال المقدسيين إلى معتقلات.
100 طفل يواجهون جريمة الاعتقال الإداري
شكّلت جريمة اعتقال الأطفال إداريا تحت ذريعة وجود (ملف سري) تحولا كبيرا، ويبلغ عددهم أكثر من 100 طفل، بينهم من لم يتجاوزوا الـ15 عاما، لتضاف إلى مجمل الجرائم التي ينفذها الاحتلال بحقهم.
وتشهد جريمة الاعتقال الإداري، منذ بدء الإبادة تصاعدا غير مسبوق، حيث يبلغ عدد إجمالي المعتقلين إداريا 3498 معتقلا حتى بداية نيسان/ ابريل الجاري، وهذا المعطى لم يسجل حتى في أوج حالة المواجهة في الانتفاضتين الأبرز في تاريخ شعبنا.
وجددت المؤسسات مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدولية باتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية الدولية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها في ضوء الإبادة والعدوان المستمر، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.