أمد/
غزة: واصل الجيش الإسرائيلي، الإثنين، حربه على قطاع غزة، بتنفيذ غارات مكثّفة على رفح وخانيونس، ومدينة غزة، وبالشجاعية شمالي القطاع، استشهد وأُصيب فيها العشرات، بينهم نساء وأطفال؛ كما كثفت القوات الإسرائيلية في الساعات الماضية، قصفها الجوي والمدفعي على مختلف قطاع غزة.
استشهد وأصيب العشرات، جراء هجمات برية وجوية شنّها الجيش الإسرائيليّ، الإثنين، على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وبخاصّة على دير البلح وسط غزة، وعلى رفح جنوبيّ القطاع.
وفي اليوم الـ22 من استئناف الحرب على غزة، شن الطيران الإسرائيلي غارات دامية على خانويس ودير البلح أوقعت شهداء وجرحى، بعد أن شهدت الـ24 ساعة الماضية مجازر في مناطق بينها حي التفاح بمدينة غزة.
وشهد قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، غارات عنيفة استهدفت مربعات سكنية وخيامًا للنازحين، في مختلف أنحاء القطاع، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، جلهم من النساء والأطفال وكبار السن.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الإثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,752، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 115,475، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 57 شهيدا منهم شهيد انتشال، و137 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 1,391 شهيدا، و3,434 إصابة.
ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد خمسة مواطنين على الأقل، منتصف الليلة، جراء قصف نفذته طائرات الاحتلال استهدف منزلاً قرب أبراج المخابرات شمال غرب مدينة غزة.
استشهد 9 مواطنين وأُصيب آخرون بينهم نساء، الليلة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا يعود لعائلة صباح، في محيط مسجد الأبرار قرب القصر الملكي بمنطقة البركة جنوب غربي دير البلح، وسط قطاع غزة.
وكانت مصادر طبية قد أعلنت، في وقت سابق من مساء يوم الاثنين، عن استشهاد أربعة مواطنين جرّاء قصف متفرق نفذته طائرات الاحتلال على مناطق في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الإثنين، إثر قصف الاحتلال منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة عدد آخر، إثر قصف طيران الاحتلال الحربي منزلا لعائلة غراب غرب مدينة دير البلح.
استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، جراء قصف متفرق نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد المواطن ممدوح كامل شراب، إثر استهدافه من طائرة مسيّرة قرب سوق السيارات جنوب مدينة خان يونس، فيما استُشهد المواطن محمد سعيد عبد الشفوق العبادلة، جراء قصف آخر من طائرة مسيّرة في منطقة الإقليمي جنوب غرب المدينة.
كما استُشهد المواطن نشأت أحمد، متأثرًا بجراح أُصيب بها مساء أمس في قصف استهدف منزلًا في حي الأمل بخان يونس، في حين أفادت مصادر طبية بوصول جثمان الشهيد محمد العبادلة إلى مجمع ناصر الطبي، عقب استهدافه من قبل طائرات الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح.
وفي سياق متصل، أُصيب مواطنان بجروح متفاوتة جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف دراجة نارية شرق جباليا شمال القطاع.
استشهد مساء يوم الإثنين، 3 مواطنين بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلا في مدينة دير البلح وسط مدينة غزة.
استُشهد 16 مواطنا وأصيب آخرون، يوم الاثنين، في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن إثر استهدافه من طائرة مسيّرة للاحتلال في عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقصفت أخرى منزلا في حي السلام شرق جباليا البلد.
واستُشهدت أم وطفلها، وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي للاحتلال على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وأضافت أن الاحتلال قصف حي النصر غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، واستشهاد مواطن في قصف الاحتلال مركبة قرب برج الوحدة في شارع الشفا غرب مدينة غزة، كما استُشهد مواطن وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب عمارة الزهارنة على شارع الجلاء بمدينة غزة.
واستشهد الطبيب محمود رفيق أبو عمشة إثر قصف الاحتلال قرب مدرسة صلاح الدين غرب مدينة غزة.
وقصفت طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة آخر.
وفي الجنوب، استُشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال تكية طعام خيرية في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وقالت طواقم الإسعاف، إنها نقلت إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني شهيدين وعددا من المصابين، جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين في شارع 5 غرب مدينة خان يونس.
استُشهد مواطنان وأصيب آخرون، يوم الاثنين، في قصف الاحتلال شمال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت مفترق الأمن العام شمال مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين.
وأصيب مواطنون جراء استهداف مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة قيزان النجار جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهد 10 مواطنين على الأقل بينهم صحفي، وأصيب آخرون، فجر يوم الإثنين، في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت خيمة للصحفيين قرب مستشفى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهد الصحفي حلمي الفقعاوي، والشاب يوسف الخزندار، وإصابة الصحفيين: أحمد منصور، وحسن إصليح، وأحمد الأغا، ومحمد فايق، وعبد الله العطار، وإيهاب البرديني، ومحمود عوض، وماجد قديح، وعلي إصليح، بجروح مختلفة بعضها خطيرة.
وأضافت أن الاحتلال قصفت منزلين غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.
وقالت مصادر محلية، إن طائرات الاحتلال المسيرة استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع وادي العرايس بحي الزيتون جنوب مدينة غزة ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين هم: غسان بسام الأنقر، وعوض جمال الحرازين، وسعيد عاشور دغمش.
وأضافت أن الاحتلال قصف أيضا شارع مسعود في منطقة الجرن شمال مدينة غزة ما أدى لاستشهاد الشاب عبد الكريم أكرم مقبل.
كما استشهد مواطنان وأصيب أخرون في قصف الاحتلال على جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وبحسب مصادر طبية، ارتفع عدد الشهداء منذ فجر الإثنين إلى أكثر من 50 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي.
استمرار إغلاق الاحتلال معبري القطاع يفاقم الكارثة الإنسانية
يواصل الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبري قطاع غزة (رفح، وكرم أبو سالم) للشهر الثاني على التوالي، ما يُنذر بحدوث مجاعة في قطاع غزة الذي يعاني حرب إبادة منذ أكثر من عام ونصف عام.
وفرغت أسواق القطاع من المواد الغدائية الأساسية كافة، الأمر الذي دفع النازحين إلى العودة إلى ما تبقى من المعلبات والاعتماد في وجباتهم على الفلافل الذي ارتفع سعره بشكل جنوني، جراء ارتفاع أسعار زيت الطهي والحمص، والنقص الحاد في غاز الطهي.
وقال محمود اللحام صاحب بسطة لبيع المواد الغذائية في مواصي خان يونس، إنه اضطر إلى إغلاق بسطته بسبب عدم توفر المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع أسعار ما تبقى منها.
وأضاف اللحام لـ"وفا"، أن الأسواق بدأت تفرغ من المواد الأساسية، بسبب الاعتماد على أصناف معينة، نظرا لمرور أكثر من شهر على إغلاق المعبرين، ومنع إدخال المساعدات والمواد الغذائية الأساسية والمحروقات، وغاز الطهي، منذ مطلع آذار/ مارس الماضي.
وتابع، أن النقص الحاد أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني يفوق قدرة النازحين على الشراء، بعد أن استنزفت جيوبهم على مدار أكثر من عام ونصف عام.
النازح من عبسان الكبيرة كمال قديح (57 عام) عبر عن استيائه الشديد من استغلال التجار النقص في المواد الأساسية بسبب إغلاق المعبرين في رفع أسعارها بشكل خيالي يفوق قدرة المواطن على الشراء.
وتساءل: "هل يُعقل أن يصل سعر لتر زيت الطهي إلى 45 شيقلا ما يعادل 12 دولارا، فيما يصل سعر كيلو السكر إلى 40 شيقلا ما يعادل 11 دولار، وكيلو الطحين 20 شيقل؟".
وأشار قديح إلى أن التكايا التي كان يلجأ إليها المعوزون أغلقت أبوابها بسبب نقص مستلزمات الطهي وارتفاع أسعارها.
من جانبه، أشار أبو سليمان النجار مسؤول مخيم فلسطين في مواصي خان يونس، إلى أن التكية التي كان يستفيد منها المخيم الذي يقطنه نحو 1800 نازح قد أغلقت أبوابها منذ أسبوعين، بسبب النقص في المواد الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، منوها إلى أن أنبوبة الغاز ارتفع سعرها من 60 شيقلا إلى 2000 شيقل ما يعادل 570 دولارا.
وأضاف، أن ارتفاع سعر الغاز انعكس على أسعار الحطب كذلك، إذ ارتفع سعر الطن من 1000 شيقل إلى 6000 أي ما يعادل 1700 دولار.
واعتبر الصحفي رائد لافي أن ما يحدث في القطاع من إغلاق للمعبرين وفرض سياسة التجويع، يأتي في إطار تصريحات وزراء الاحتلال العلنية بالتضييق على النازحين لإجبارهم على الهجرة الطوعية.
وبين لافي لـ"وفا" أن ما أقدم عليه الاحتلال بعد استئناف الحرب خلال الشهر الماضي على إخلاء محافظة رفح من سكانها وعزلها عن باقي القطاع، يأتي في إطار استكمال المخطط بتسوية ما تبقى من المنازل، ليسهل تنفيذ مخططاته التي أعلن عنها بتقسيم القطاع وإنشاء ممرات أخرى، على غرار ممر صلاح الدين الذي يطلق عليه اسم "فيلادلفيا" في الجنوب، و"نتساريم" في الشمال تمهيدا لمخطط التهجير.
وكان برنامج الغذاء العالمي، قد أعلن توقف 25 مخبزا من المخابز التي كان يمدها بالدقيق عن العمل، بسبب نفاد مخزون الدقيق لديه، كما أعلنت وكالة الغوث عدم قدرتها على استكمال دورات التسليم، بسب خلو مخازنها من الدقيق.
مصادر طبية: أغلب الأدوية والمهام الطبية في قطاع غزة رصيدها صفر بسبب العدوان
أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، أن أغلب الأدوية والمهام الطبية في قطاع غزة رصيدها صفر، بسبب استمرار عدوان الاحتلال بحق أبناء شعبنا، واستهدافه المباشر للمستشفيات والطواقم الطبية.
وأوضحت في بيان صحفي، صدر اليوم الاثنين، أن 37% من الأدوية، و59% من المهام الطبية، و54% من أدوية السرطان وأمراض الدم، و40% من أدوية الرعاية الأولية، و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل، رصيدها صفر، الأمر الذي يهدد حياة المرضى.
وأشارت إلى أن 13 ألفا من المرضى والجرحى أُغلقت أمامهم فرص العلاج التخصصي خارج القطاع، بعد إغلاق معبر رفح، منوهة إلى أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهددان أكثر من مليوني مواطن بسوء التغذية، والإصابة بفقر الدم، خاصة الأطفال منهم.
وقالت: قطاع غزة بلا دواء، وتداعيات خطيرة وكارثية ستضاف إلى الوضع الصحي والإنساني المتدهور، موضحة أن أدوية العمليات والعناية المركزة وأقسام الطوارئ مستنزفة إلى مستويات غير مسبوقة، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية.
ونوهت إلى أن الأقسام الحيوية في المستشفيات تعمل على المولدات الكهربائية التي يتهددها التوقف، جراء نقص الوقود وقطع الغيار، وتدمير معظمها.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن المرضى والجرحى في قطاع غزة محرومون من خدمات التصوير التشخيصي، بسبب تدمير الاحتلال للأجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي.
وأفادت بأن طواقم الإسعاف والفرق الإنسانية تعمل ضمن دائرة الاستهداف المباشر خلال مهام إنقاذ الجرحى، وقد استُشهد منهم 1300، كما أن 42% من التطعيمات الخاصة بالأطفال غير متوفرة في قطاع غزة، كون الاحتلال يمنع إدخال اللقاحات، ما يعني انهيار الجهود التي استمرت طيلة الأشهر السبعة الماضية لمكافحة الوباء.
وحذرت من أن تعطل خطوط المياه يزيد المخاطر الصحية والبيئية وتفشي الإسهال والأمراض الجلدية.
واستدركت قائلة: باتت معطيات خطيرة تشكل عبئا ثقيلا على مقدمي الرعاية الصحية، ما يتطلب تحركا عاجلا لإخراج المنظومة الصحية من دائرة الاستهداف، وإتاحة الإمدادات الطبية الضرورية، لتمكين الطواقم من تقديم الرعاية للمرضى والجرحى.
"الهلال الأحمر" يطالب بتحقيق دولي مستقل لمحاسبة المتورطين في جريمة استهداف طواقم الإسعاف في رفح
أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن استهداف قوات الاحتلال موكب الإسعاف في منطقة الحشاشين بمدينة رفح بتاريخ 23 آذار/مارس الماضي، يشكل "جريمة حرب مكتملة الأركان"، ويعكس نمطا خطيرا من الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني.
وطالبت جمعية الهلال الأحمر على لسان رئيسها يونس الخطيب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الاثنين، للوقوف على آخر التطورات المتعلقة بحيثيات استشهاد المسعفين الثمانية في رفح، بالكشف الفوري عن المسعف أسعد النصاصيرة، الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى اللحظة.
وتُظهر اللقطات في الفيديو الذي وثقه الزميل المسعف الشهيد رفعت رضوان اللحظات الأخيرة للطاقم أثناء توجهه بسيارات إسعاف واضحة الشارات، وأضواء الطوارئ المنارة، إلى موقع استهداف مركبة الإسعاف الأولى التي أُصيب طاقمها، ورغم وضوح هوية المركبات والطواقم، تعرض الموكب لوابل من الرصاص لقرابة خمس دقائق كما يظهر في الفيديو المنشور، بينما أثبتت المكالمات بين الفريق ومركز الاتصال المركزي أن إطلاق النار استمر لمدة لا تقل عن ساعتين، إذ سُمع إطلاق النار بشكل متواصل إلى حين انقطاع الاتصال بشكل نهائي بأحد أفراد الطاقم.
وأكدت الجمعية، في بيان، أن ما جرى لم يكن استهدافاً عشوائياً أو خطأً فردياً، بل سلسلة هجمات متعمدة، بدأت بإطلاق النار على مركبة إسعاف كانت في طريقها لإجلاء مصابين جراء قصف منزل في منطقة الحشاشين، تلاها استهداف مباشر لموكب مركبات إسعاف الجمعية والدفاع المدني رغم اتباعه جميع بروتوكولات السلامة، ثم إطلاق النار على مركبة إسعاف رابعة كانت في طريقها لدعم الفريق.
وحسب البيان، من الجدير بالذكر أن المنطقة لم تكن مصنفة منطقة حمراء في وقت الاستجابة، ما يعني عدم الحاجة إلى التنسيق المسبق لدخول المكان، حيث لم تكن تظهر آليات الاحتلال في المنطقة، وهو ما يثبته تسجيل الفيديو الطويل، حيث سار الطاقم قرابة 15 دقيقة في الشارع ذاته ذهابا وإيابا قبل أن يتم استهدافهم، كما أنه تبين من خلال متابعة تسلسل الأحداث أنه بعد تعرض القافلة للاستهداف بقرابة ساعة، مرت مركبة مدنية ومركبة تابعة للأونروا، وهو ما يؤكد أن المنطقة لم تكن منطقة عمليات عسكرية في ذلك الحين.
وأضاف: على مدار قرابة خمسة أيام، منع الاحتلال فريق الإنقاذ من دخول الموقع للبحث عن الطاقم المفقود بذريعة أن المنطقة حمراء، ثم سمح بالدخول لوقت قصير تمكنا خلاله من انتشال جثمان أحد أفراد الدفاع المدني، وأجبرتنا حينها قوات الاحتلال على الانسحاب من الموقع، وفي 30 آذار، عُثر على جثامين 14 مسعفاً وموظفاً من أفراد الدفاع المدني وموظف الأونروا موضوعين على شكل كومة واحدة في كيس شبكي أسود، في قبر جماعي، بطريقة وحشية مهينة للكرامة الإنسانية.
وبإفادة جميع أفراد الطاقم الذين شاركوا في مهمة انتشال جثامين أفراد طواقم الإسعاف السبعة، وهم: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف، فقد تبين أن جميع مركبات الإسعاف والإنقاذ تم تدميرها بشكل كامل ودفنها تحت التراب، وهو ما يعني قصد تدميرها وإخراجها بشكل نهائي عن الخدمة، وتعمد استهداف شارة الحماية.
وقد أظهر التقرير الأولي للطب الشرعي أن المسعفين استُشهدوا نتيجة إصابتهم بعدة طلقات نارية في الأجزاء العلوية من أجسادهم، في دليل إضافي على القتل المتعمد.
وقالت: إن استهداف فرق الإسعاف التي تحمل شارة الهلال الأحمر وتحظى بالحماية بموجب اتفاقيات جنيف، يشكل جريمة حرب. ودعت الجمعية إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومساءلة جميع المتورطين، وحثت الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف على الوفاء بالتزاماتها واتخاذ إجراءات عملية لمحاسبة إسرائيل على هذه الجرائم.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر أن الصمت الدولي عن استهداف الطواقم الإنسانية لا يعني فقط الحكم بالإعدام على الفلسطينيين في غزة، بل يمثل تهديداً مباشراً للعمل الإنساني في كل مكان.
"الصحة العالمية": 90% من الحوامل والمرضعات في غزة يعانين سوء تغذية
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن 90% من النساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية حادا، وإن نقص المعدات الطبية يحول دون حصولهن على العلاج اللازم.
واستعرضت هاريس في تصريحات صحفية، لمناسبة أسبوع الصحة العالمي، الممتد بين 7 و13 إبريل/ نيسان من كل عام، الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ نحو عام ونصف عام لحرب إبادة جماعية إسرائيلية.
وأشارت إلى أن صحة الأمهات والأطفال في غزة شهدت تدهورًا حادًا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت أن 90% من النساء الحوامل والمرضعات وآلاف الأطفال يعانون سوء تغذية حادا.
وشددت هاريس على أن الكثير من النساء والأطفال في غزة بحاجة ماسة إلى العلاج.
وقالت بهذا الخصوص: "كثيرون منهم بحاجة ماسة إلى العلاج. ولا تصل إلى غزة أي مساعدات غذائية أو طبية حاليًا. الأمهات والأطفال يعانون بالفعل، والوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم".
وتحدثت عن الفترة التي ساد فيها وقف مؤقت لإطلاق النار قبل استئناف إسرائيل الإبادة قائلة: "خلال قرابة شهرين من الهدوء، استعادت بعض المستشفيات قدرتها على تقديم الخدمات، وتمكنّا من إرسال فرق طبية، ووجدنا دعمًا دوليًا جيدًا"، واستدركت: "لكن بعد انتهاء الهدنة، دُمّرت العديد من المراكز الصحية، بما في ذلك مستشفى ناصر".
ولفتت إلى أنه "يوجد نحو 20 مستشفى لا تزال تعمل بشكل جزئي في غزة، لكنها غير قادرة على تأدية وظائفها دون مستلزمات طبية".
وأردفت: "نحن عاجزون حاليًا عن إيصال هذه المستلزمات. والكوادر الطبية مرهقة وتفتقر إلى المعدات اللازمة حتى لنقل الدم، فيما المرضى مصابون بإصابات مروّعة ونزيف حاد. ومع ذلك، حين تتحدث إليهم، يقولون إنهم ما زالوا في مواقعهم من أجل خدمة الناس".
وأعربت هاريس عن امتنانها لجميع العاملين في مجال الصحة ممن يعملون في ظروف صعبة للغاية، مضيفة: "نشكر كل عامل صحي يبذل أقصى ما لديه يوميًا لإنقاذ الأرواح وتحسين الصحة والرفاه، رغم كل التحديات".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 50,752 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 115,475 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
خبراء أمميون: ممارسات إسرائيل تؤدي إلى مذبحة بحق الشعب الفلسطيني
حذرت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين، من أن أفعال إسرائيل في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة تؤدي إلى مذبحة بحق الفلسطينيين. وقال الخبراء: "نشهد تدميرًا لحياة الفلسطينيين. إن لم يُقتلوا بالقنابل أو الرصاص، فإنهم يختنقون ببطء لانعدام أبسط وسائل البقاء. الفرق الوحيد هو وسيلة الموت وسرعته".
وأشار الخبراء إلى أنه منذ أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار الهش بالكامل في 18 آذار الماضي، عاد القصف المتواصل، ونيران المدفعية أصبحت أكثر عدوانية من أي وقت مضى.
وأضافوا: "أن عمليات القتل خارج نطاق القضاء والمقابر الجماعية في سياق العمليات الإسرائيلية الفوضوية في غزة، دليل إضافي على نية الإبادة الجماعية، ولم يُسمح للمحققين الدوليين حتى الآن بدخول غزة للوصول إلى هذه المواقع وغيرها من المواقع التي يُحتمل وقوع فظائع فيها، للحفاظ على الأدلة الحيوية والسعي إلى الحقيقة والمساءلة".
وقال الخبراء: "إن سياسات إسرائيل أكثر تطرفًا من أي شيء شهدناه منذ 7 تشرين الأول 2023، إذ كثّفت هجومها الإبادي الجماعي ضد جميع الفلسطينيين، بما في ذلك في الضفة الغربية المحتلة".
وأشار الخبراء إلى أن الدول ملزمة بوضوح بضمان امتثال إسرائيل للقانون الدولي، بما في ذلك وضع حدّ للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الفلسطينيين.
وتابعوا: "يجب أن يكون واضحًا لجميع الدول أن استمرار دعمها المادي والسياسي لإسرائيل، ولا سيما استمرار نقل الأسلحة والوقود، ينتهك التزامها بمنع الإبادة الجماعية، ويهدد بتواطؤها فيها".
وقال الخبراء: "كلما طال أمد الإفلات من العقاب، أصبح القانون الدولي واتفاقيات جنيف غير ذات صلة، إن عدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والعدوان والصراع، إذ يدفع المدنيون الثمن غاليًا – حياتهم".