وفاء حميد
أمد/ عدوان جائر يتربص بالشعب الفلسطيني في كل مكان، اينما كان في وطنه، ولايهنأ في أرضه، اينما حل، فأصبحت حركاته وانفاسه وحريته حكرا على الكيان حسب ما يظن، فحرب غزة اذاقته ويلات الفشل، وحجمته أمام جميع الدول، فماعادت تلك القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، لها سطوتها وزعامتها، ترهب الجوار الذي يهرول اليها بالسلام ….
ماحصل في غزة خاصرة الوطن، لم تواجهه دول عظمى في حروبها ، ولا حتى في صمودها أو بمجابهتها لاقوى متاريس الجيوش، مايحدث في بقعة من ارض فلسطين ملطخة بدماء أطفالها ونسائها وشيوخها، لا يتقبله قلب خلق كصخرة، بل نزف للمشاهد الطاحنة والدمار والخراب الذي حل عليها، لمجرد رفض مقاومتها الذل والهوان والرضوخ، لنشاهد بطش هذا الكيان المحتل يزحف إلى قلب الضفة مخيم جنين”عش الدبابير ” ومدينته حاضنة الثورة، التي لم تهدأ يوما في مواجهة هذا الكيان الغاشم، ولم تتوان مقاومتها في التصدي لها، فاصبحت المقاومة والدفاع عن ارضها يسمى إرهابا من قبل الامبريالية والصهيونية، فمن يدافع عن أرضه يسمى ارهابيا، ومايصنعه الكيان المحتل من مجازر وحرمان وتعذيب، على ارض ليست بارضه، هو دفاع عن النفس، وعندما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية اعتقال رئيس حكومة دولة الفاشية ووزير جيشها غالانت، بتهم ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية، سارعت الولايات المتحدة “لمساندة” مجرمي الحرب …..
فتجرأت الولايات المتحدة الأمريكية، بمحاكمة المحكمة الجنائية، ومعاقبة المعنيين فيها، لتجرئهم على ربيبتها المستعمرة التي زرعتها بعناية في قلب الوطن، فهي تعتبر نفسها القوة الفاعلة والشرطي الذي يحل مشاكل العالم؛ لكن هي في الحقيقة لا تعترف بالتاريخ ولا بالقانون وهي تقوم بلغة الاملاء والفرض على الآخرين ، لتبسط سيطرتها كيفما تشاء ومتى تشاء، فكيف إن كانت ربيبتها التي زرعته في الوطن، هي المتهم، فالدفاع سيكون صارخا من اجل الكيان وستبذل كل مابوسعها لحمايته، او من يقف أمام توسعاتها الاستعمارية وهذا ماشاهدناه حتى الآن، من اعتقال لطلبتها الجامعيين لمطالبتهم بإيقاف نزيف الدم وحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة…
وبهذا الدعم والتسليح المتواصل والحماية المطلقة للكيان الصهيوني ، مازال يصر على بطشه واميركا تمده، ويبدو أن صفيح النار في غزة سينتقل إلى الضفة، وحلقة حقد العدو على عجلة في توسيع نارها الملتهبة، إلى كل المنطقة، فأين الأمتين العربية والإسلامية من كل مايحدث وما يجري لشعب يباد أمام أعينهم وعلى مرأى العالم …؟