أمد/
على الرغم من انتهاء الصراع المندلع بين لبنان وإسرائيل قبل ساعات، وبدء الحرب في لملمة أعزالها، إلا أن الذعر والمخاوف لم تنته بعد لدى أهالي مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وذلك بعد القصف الصاروخي الذي استهدفها من قبل حزب الله اللبناني، والذي خلّف دمارا كبيرا في أنحاء المدينة الفلسطينية، التي لم تسلم أيضا من الاعتداءات الإسرائيلية، فباتت بين مطرقة الاحتلال وسندان صواريخ حزب الله.
وأثارت مشاهد الدمار الكبير في طولكرم، تفاعلا واسعا من قبل الفلسطينيين واللبنانيين والإسرائيليين على حد سواء، بعدما شهدت يوما مأساويا جراء الصواريخ التي وصلتهم من دولة عربية شقيقة، ولو عن طريق الخطأ، حيث تسبب الصاروخ في دمار واسع النطاق وأثار حالة من الذعر الكبير بين السكان.
ووثقت العديد من الصور والفيديوهات آثار الانفجار الذي هز أرجاء المدينة، حيث خلّف مشاهد مروعة من الأبنية المدمرة، والطرقات المليئة بالحطام، فيما كانت أصوات الإسعافات تصدح في الأرجاء محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما تدمر العديد من المنازل الفلسطينية والبنى التحتية الأساسية، مثل شبكات المياه والكهرباء، مما ترك أجزاء كبيرة من المدينة في ظلام دامس، بينما كانت المهمة أكثر تعقيدا أمام طواقم الإنقاذ والدفاع المدني بسبب كثافة الدمار وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
كما عبّر سكان طولكرم عن قلقهم العميق من احتمالية تصاعد حدة الهجمات واتساع نطاق إطلاق النار، خاصة مع غياب أي خيارات دفاعية حقيقية تحميهم من مثل هذه الاعتداءات، حتى أن أحد السكان المتضررين قال في احدى اللقاءات التلفزيونية: “لا نملك ملاذًا آمنًا ولا وسائل للحماية. نحن عالقون بين الخوف والانتظار”.
تُبرز هذه الحادثة مرة أخرى ضعف الإمكانيات الدفاعية المتاحة أمام المدن الفلسطينية، والتي تبقى في الغالب عرضة للتوترات الإقليمية دون أي ضمانات للحماية. وفي ظل تصاعد التوترات على عدة جبهات، يبدو أن المدنيين وحدهم يدفعون ثمن هذه الصراعات، مما يضعهم في مواجهة خطر دائم.
ومع تفاقم الوضع في طولكرم، طالبت العديد من الجهات المحلية المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتحرك الفوري لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين، فيما يطالب السكان بجهود دبلوماسية عاجلة لاحتواء كل الصراع في المنطقة ووقف الهجمات التي تهدد حياتهم اليومية وأمنهم.
وفي الوقت الذي يحاول فيه أهالي طولكرم تجاوز الصدمة، يبقى السؤال الأكبر معلقًا هو: إلى متى ستظل المدن الفلسطينية ساحة للصراعات الإقليمية؟ وكيف يمكن حماية المدنيين من كوارث مشابهة في المستقبل؟
يبدو أنه مكتوب على المواطن الفلسطيني الموت والدمار أينما كان، سواء بصواريخ إسرائيلية أو أخرى عربية بالخطأ، فمن يوقف القتل ويحقن الدماء؟ لك الله يا أيها الفلسطيني أينما كنت!!