كتب حسن عصفور/ حسنا جاء قرار الغاء قمة عمان مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، رغم أن الأصل ان لا يلتقي به أي مسؤول من بلادنا من محيطها لخليجها كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخوض حربا عدوانية رأسها غزة وفلسطين ونهايتها ستطال كل من يراه "متمردا"، أو يفكر بـ "التمرد" على الرغبة الأمريكية.
واهم جدا، وساذج بأكثر شدة من يرى أن ما يحدث هو تصفية حساب مع قطاع غزة وترسانته المسلحة، فكل ما حدث منذ 2007 كان تحت أعين أمريكا ودولة الكيان، علما وتمويلا، لكن قرار الخلاص ارتبط برؤية أمريكية بعدما أدركت أن "نفوذها" بدأ بالانحسار ونحو الأفول، فجاء قرار "حربها الإقليمية" مبكرا من منطقة حساسيتها السياسية خاصة، فلجأت الى رأس حربتها المستدامة للجريمة والعدوان، باستخدام ذريعة مخادعة كما حدث في حربها التدميرية ضد العراق، عندما اخترعت الكذبة الأشهر في الزمن المعاصر، حول أسلحة الدمار الشامل، والتي لم تجد لها أثرا بعد سنوات من التنقيب.
الحرب الأمريكية بقيادة بايدن من غزة على المنطقة العربية، لن تقف ما لم يتم تغيير جوهري في مسار الفعل الرسمي العربي تجاه ذلك، ليس تنديدا ولا استنكارا، فتلك مسألة لا قيمة لها دون أن ترتبط بخطوات حقيقية تعبر عما بها، فلغة "البكاء" و"العويل"، يمكن أن تجدها في غالبية بيانات تصدر بمظهر "إنساني"، تصدر عن مجرمي الحرب وتحالفهم، كما جاء في بيان البيت الأبيض، وكذا وزير خارجية أمريكا الصهيوني اليهودي بلينكن، حزن دون أن يدين.
ولكن لا يمكن لدولة عربية أن تذهب لاتخاذ خطوة فعل حقيقية، جادة ذات تأثير سياسي على مسار الحرب الإجرامية، دون أن تبادر "الرسمية الفلسطينية" ورئيسها محمود عباس بطلاق لا رجعة فيه عن مسار الاستسلام للرغبة الأمريكية، الذي بدأ عمليا خلال سنوات المواجهة الكبرى 2000- 2004، وبعدما اغتالوا الخالد المؤسس ياسر عرفات وتم تنصيبه رئيسا، وقف مسايرا الى حد الاتهام.
ليس وقت المحاسبة، رغم أنه الأنسب، لكن حجم الخطر الكبير على القضية الوطنية يضع المسألة الحسابية وفقا لسلوك الرسمية والرئيس عباس، مع التطور الأبرز منذ انطلاقة الحرب العدوانية الأمريكية – الإسرائيلية، لوضع حجر أساس تصفية تاريخ الثورة والمنظمة وإنهاء "المشروع الوطني الفلسطيني" لصالح مشروع يتقاسم المكان وظيفيا مع الدولة اليهودية وأدواتها الفاشية.
خطاب "البكائية" فجر الأربعاء المغلف بحزن قد لا يصدقه غالبية أهل فلسطين، لن يمسح غبار ما حدث لحظات لقاء عباس ووفده مع وزير خارجية دولة الحرب بلينكن ضاحكا مازحا، وكأن سقوط ما يقارب الـ 3000 شهيدا وآلاف الإصابات وتشريد ما يقارب الـ 800 ألف مواطن بين تيه وتيه داخل رقعة الموت بها حيث تكون، ليس سببا كي يغضب الرئيس ومن معه من موظفين، ولا يذهب أو بحده الأدنى أن يبدو بمظهر سيبقى حاضرا في "الذاكرة الشعبية – الوطنية".
ولو حقا هناك ما يراد القيام به يجب الذهاب فورا الى:
سياسيا
إنهاء المرحلة الانتقالية بكل ما يرتبط بها، واعتبار السلطة بكل مؤسساتها هي دولة فلسطين تحت الاحتلال، تمارس حقوقها كافة، وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
تعليق الاعتراف المتبادل دون تأخير ساعة واحدة، الى حين الاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء العدوانية ضد الضفة والقدس وقطاع غزة.
وقف كل أشكال التواصل مع دولة الاحتلال وأجهزتها المدنية والأمنية.
اعتبار أي وجود "يهودي" عسكري أو استيطاني فوق أرض فلسطين هو وجود عدو، يصبح مطلوبا ومن حق كل فلسطيني أجهزة أمنية وقوى وطنية مقاتلهم وفقا للقانون الفلسطيني، كجزء من ممارسة حق تحرير أرض دولتهم المحتلة.
المطالبة الفورية بتعليق عضوية دولة الكيان والجريمة بالأمم المتحدة، ومؤسساتها كافة.
الطلب الفوري من الدول العربية الشقيقة، التي تمتلك علاقات مع دولة العدوان والجريمة سحب السفراء والممثلين، وتعليق العلاقات معها.
الطلب بعقد قمة عربية طارئة تبحث أشكال مواجهة الجريمة والعدوان، والدور الأمريكي الريادي بها.
داخليا
تشكيل غرفة عمليات سياسية مشتركة بمشاركة فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد، تضع رؤية موحد لمسار الحرب وما بعد الحرب.
بحث أبعاد خطاب تصريح بايدن حول شطب "حل الدولتين" من جدول الأعمال، ومآله السياسي على القضية الوطنية.
دراسة أبعاد تعيين أمريكا السفير ساترفيلد مبعوث خاص لـ "المساعدات الإنسانية".
تكليف د. محمد اشتية بإعادة تشكيل حكومته لتصبح حكومة دولة فلسطين، حكومة موسعة، تضع أولوياتها وفقا لمسار الحرب والجريمة.
خطوات أولية لا بد منها، لو حقا يراد مواجهة المشروع الأخطر على القضية الوطنية الفلسطينية، بكل أبعادها، والتخلص النهائي من "مخزون فكرة أنها حرب ضد سلاح قطاع غزة"، لأنها بالحقيقة حرب على فلسطين المراد أن تكون وفققا لمخططهم.
الرئيس عباس، لا تملك ترف الوقت للتفكير أبدا، بل عليك التنفيذ فورا لكل ما كان قرارات وطنية، اعتقلتها ترضية لمن يخوض حربا ضد الوجود الفلسطيني..وعليك أن تعلم أن "رأسك" سيكون مطلوبا قبل رأس السنوار لو حققوا مرادهم، فما بعد الحرب خيارهم أدوات أخرى يعاد تربيتها وفق مبدأ التعبية والذيلية، لها زمن قادم وليس زمن منتهي..
ملاحظة: مجزرة المعمداني بغزة وما تركته أثرا مخزيا على وجهة الرسميات جميعها محليا وعربيا ودوليا، لو مرت ببيانات والسلام يكون هتلر عاد بمظهر جديد …لتبدأ رحلة نازية معاصرة…
تنويه خاص: هتاف البعض في غزة، وأمام مؤتمر صحفي حول "مجزرة المعمداني" يبث على الهواء للعالم، بـ "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" خدمة داعشية لدولة الفاشية…خرسكم ربح صافي للوطن!