كتب حسن عصفور/ بعدما ناقش تفاصيل المرحلة الجديدة من حرب الفاشية المعاصرة على قطاع غزة، مع مجلس العدو في تل أبيب، ومنحهم فرص قتل ما يمكنهم قتله من بني فلسطين، وصل وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن الى العاصمة الأردنية عمان، لعقد لقاء مع "سداسي عربي"، يلتقي للمرة الأولى منذ عشرات السنين، دون توضيح حقيقة المشاركة تلك، لا أسبابا ولا أهدافا، ولم يشر المؤتمر الصحفي الذي حدث ما بعد نهاية الجلسة الخاصة عما كان واقعا وليس رغبة.
بدون إنهاك العقل البشري للتفكير فيما جمع "السداسي العربي"، أوضحه وزير خارجية مجلس الحرب العدوانية بلينكن، بأنه بحث بعمق عن اليوم التالي لوقف تلك الحرب، أي ماذا سيكون المشهد بعد تدمير قطاع غزة وقلع مظهر الحياة الإنساني، ورسم ملامح "نكبة رابعة" داخل قطاع غزة ليعيش أهلها في خيام لسنوات الى حين بلورة "مؤتمر إعادة الإعمار"، حيث الثمن السياسي سيكون شرط الضرورة للمشاركة، مع فتح باب خيار التهجير الطوعي لمن لن يجد مكان إيواء أو عمل كي لا يصبح متسولا في بلده.
خيار "اليوم التالي" لوقف حرب تدمير الكيانية الفلسطينية التي عرفها أهل فلسطين وفق اتفاق 1993 ووضع حجر أساسها الخالد المؤسس ياسر عرفات في 4 مايو 1994، ذهبت الى غير رجعة لسنوات تنتظر إطلاق رصاصة ينايرية جديدة.
حاول وزراء العرب الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي الهروب من الحديث عن "الخيار الأمريكي الصهيوني" حول بناء نظام ذيلي في قطاع غزة، ليس لأنه لم يكن جوهر اللقاء، بل خجلا من شعوب كانت تعتقد أن وزن تلك الدول السياسي والمالي قادر أن يكون هو الفارض وليس المفروض، فتلعثموا في التوضيح بكلام يثير ضحك أطفال ذهبوا الى غير رجعة بقنابل من شاركهم اللقاء.
ولعل المشهد الذي سيبقى في الذاكرة من مؤتمر "اللقاء السباعي" في عمان، عندما حاول وزير خارجية مجلس الحرب الفاشية على قطاع غزة بلينكن، أن يبدو بأنه يمتلك "إحساسا" تجاه أطفال فلسطين الذين ذهبوا جراء قنابل "قصف الحياة" الأمريكية، والتي وصلت برقيا من واشنطن الى تل أبيب، فجاهد أن يمثل دورا ثانويا في مسرحية هزلية كمتأثر من تلك الصور الناطقة، وأن المشهد ترك به أثرا لا ينساه، وهو صادق بأنه لن يسناه كونه حقق كراهيته كيهودي صهيوني للفلسطيني.
ما حاول بلينكن تمثيله لم يكن هو السخرية فحسب، بل أن الحاضرين تناسوا كليا أنه "ليس شريكا" فقط في الحرب الاقتلاعية، بل هو صاحب تلك القنابل التي تدخل العمل للمرة الأولى وفقا لوسائل إعلام أمريكية، وذهب البعض في الحديث عن "شراكة تاريخية"، في تجاهل غريب لجرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها في قطاع غزة شراكة مع حكومة الفاشية اليهودية، وأن الوزير ذاته رسم مخطط تطوير مراحل الحرب القادمة حتى تحقيق هدفهم السياسي الخاص، بعد تسهيل الطريق لاستكمال الغزو البري.
وإن كان بعض العرب ينتظرون ما سيكون تاليا، فما الذي كان يريده من يحمل صفة التمثيل الفلسطيني من المشاركة في لقاء يعلم مسبقا حقيقته، هل ليمنح "شرعية الفلسطيني" لمؤامرة التدمير العامة، أم أن هناك وعد كما وعد بوش الابن يونيو 2002 بأن الخلاص من نظام حماس في قطاع غزة هو العقبة الذي بإزالته تصبح الطرق سالكة لـ "شراكة إعمارية استثمارية" قادمة…حضر فلسطيني وغادر وكأنه حضور على طريقة "حصن فاكهة المنظر" في التقليد الشامي القديم.
حاول بلينكن تزوير الإحساس حول أطفال غزة، لكنه سارع قبل أن يصدق البعض ما راوه، بأنه يرفض أي وقف لإطلاق النار حتى لو لساعات تمنح من لم يغادر لملمة بعضا من وقت ليبحث قوتا بات مفقودا، وقد يذهب ولا يعود، متذرعا أن حماس قد تستغل ذلك لترميم وضعها العسكري…في كذبة ربما لم يدركها "غوبلز" في حينه.
عندما يعلن بلينكن رسميا بأنه مع استمرار الحرب حتى تحقيق هدفها بتدمير كل ركن للوطنية الفلسطينية، وإعادة الحياة الى قرون ضوئية للوراء، ويصر البعض أنه "شريك تاريخي" بصداقته لهم، فتلك الوصفة الأمثل لدعم حرب الفاشية المعاصرة.
مشهد "اللقاء السباعي" سيبقى في الذاكرة الإنسانية الفلسطينية، بأنه لقاء الخديعة الأكبر التي مررها بلينكن نحو المضي في حرب "قصف الحياة" في الركن الجنوبي من فلسطين التاريخية.
ملاحظة: من مفارقات حرب الفاشية المعاصرة على فلسطين الجنوبية..أن أهل الغرب حاسيين بعمقها أكثر من غالبية العرب… في إسبانيا حرقوا صور بايدن، أورسولا ونتنياهو باعتبارهم أركان الاستعمار الجديد ومخلبه ..وعي سابق عقول حكام مصفطين فوق عنق الحقيقة…
تنويه خاص: عدم منح ممثل "فلسطين" حق الكلام في مؤتمر الكلام، أكد بأنهم باتوا يعتبرون فرقة رام الله ورئيسها بأنهم غير ذي صلة…وبدكم الصدق كلامهم هاي المرة مع كل عهرهم السياسي طلع صحيح..حتى في التمثيل طلعت فرقة عباس فاشلة بامتياز.