رام الله: أكد وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي ان الجهد الدبلوماسي الذي يقوده السيد الرئيس محمود عباس لم يتوقف في أي لحظة، كان قبل العدوان على قطاع غزة الأخير في 7 أكتوبر أو ما بعده، ونحن في وزارة الخارجية والمغتربين نعمل على تنفيذ تعليماته بهدف أولا إيصال الرواية الفلسطينية كما هي للعالم أجمع لدحض الرواية الإسرائيلية، ولتغيير مواقف الكثير من الدول لصالح الموقف الفلسطيني، وللتضامن مع القضية الفلسطينية ونضالات شعبنا ولتغيير مواقف تلك الدول في المحافل الدولية والإقليمية، هذا ما نقوم به وهذا ما اعتدنا على القيام به باستمرار كمسؤولية أولى وأولوية أساسية نقوم بها.
واضاف د. المالكي خلال استضافته في برنامج ملف اليوم على شاشة تلفزيون فلسطين مساء امس الثلاثاء، أن الدبلوماسية الفلسطينية تتحرك على مستوى الأمم المتحدة وكافة منظمات الأمم المتحدة سواء كان ذلك في نيويورك أو جنيف أو في باريس- اليونيسكو ، وتتحرك على مستوى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الافريقي والاتحاد في أمريكا الجنوبية، وحركة عدم الانحياز، ومجموعة 77 والصين، هذه المجموعات التي نتحرك من خلالها باستمرار، مؤكداً أن الحضور الفلسطيني دائما موجود والقضية الفلسطينية دائما هي على رأس أولويات كل هذه اللقاءات والتجمعات، وبالتالي عندما جاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كانت وزارة الخارجية والمغتربين في قمة التأهب والاستعداد، واصلنا ما كنا نقوم به وركزنا بشكل كبير على هذا العمل، كما ضاعفنا من جهودنا خاصة أنّ المواقف وردود الفعل الأولى لعديد الدول خاصة الغربية منها كانت تقف وتدعم الموقف الإسرائيلي وهذا ما استدعى منا وضع استراتيجية واضحة في كيفية التحرك على هذا المستوى من أجل تغيير مواقف مثل هذه الدول، وهذا ما نقوم به حتى هذه اللحظة.
وتطرق د.المالكي خلال اللقاء إلى المخرجات المهمة للقمة العربية الاسلامية المشتركة التي عقدت مؤخرا في الرياض، حيث منحتنا زخما كبيرا وأدوات جديدة نحن جزء منها ونستفيد منها بشكل كبير ونتحرك من خلالها وتوفر لنا المظلة ونقوم بتغيير مواقف الكثير من هذه الدول، ونحن شاهدنا إذا ما قارنا مواقف تلك الدول قبل 7 أكتوبر وبعده نجد اليوم تغير وتطور مهم ليس كافيا كما نريد لكنه تطور مهم، وهذا هو الطريق الصحيح ومستمرون بالعمل عليه وجهودنا تتضاعف باستمرار وجهودنا لم تتوقف منذ ذلك الحين حتى هذه اللحظة.
وقال د. المالكي أن السيد الرئيس دعا إلى قمة عربية طارئة من اجل وقف العدوان الاسرائيلي الغاشم على شعبنا في قطاع غزة وما يتعرض له من قتل ودمار وإبادة جماعية، وفي ذات الوقت دعا إلى قمة إسلامية طارئة، مضيفا أن المملكة العربية العربية السعودية مشكورة كونها تترأس القمتين وضعت القمتين في وقت متتالي بحيث يتم الاستفادة من حضور القادة العرب أيضا للمشاركة في القمة العربية الإسلامية . وأكد د.المالكي أن انعقاد قمة مشتركة عربية إسلامية في الرياض، جاء بعد لقاء تشاوري بين وزراء الخارجية العرب، مشيرا إلى انها الأولى من نوعها في تاريخ الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتعكس خطورة الوضع على الارض واهمية الحدث وكان هناك تجاوب غير مسبوق من قبل كل الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.
وفي السياق ذاته، تطرق د.المالكي إلى قرار تشكيل اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية بالتحرك على المستوى الدولي حيث تم الأخذ بعين الاعتبار بأن يكون هناك تمثيل اولا لدولة فلسطين وثم لرئاسة القمة العربية والقمة الاسلامية والدول المجاورة وهي الاردن ومصر وايضا دول اسلامية مهمة لكن تمثل الحضور القاري وبالتالي تركيا كحضور اوروبي واندونيسيا كحضور اسيوي ونيجيريا كحضور افريقي، مؤكدا على تنسيق الجهود بين أعضاء اللجنة لتحديد كيفية التحرك الدولي، حيث كان الاستهداف الاساس لعواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الامن وبعد ذلك الدول المؤثرة في مناطقها الجغرافية، وتم التوجه اولا إلى الصين ثم روسيا ثم بريطانيا وفرنسا، وسوف تتوجه اللجنة في الأيام القادمة إلى واشنطن، ثم بقية الدول الاعضاء في مجلس الامن، وأيضا الدول المؤثرة في العالم بشكل تدريجي وبشكل أساس، كما اشار د.المالكي إلى الزيارة التي قامت بها اللجنة إلى اسبانيا التي تتراس الاتحاد الاوروبي حاليا والمشاركة باجتماع للاتحاد من اجل المتوسط في برشلونة حضره وزراء خارجية الدول الاوروبية.
وتطرق د.المالكي إلى المحطة المهمة القادمة حيث سنتحرك في اللجنة الوزارية الى واشنطن من اجل استكمال السفر للدول دائمة العضوية في مجلس الامن، وسنلتقي ليس فقط بوزير الخارجية بل بعدد اخر من مسؤولي ادارة الرئيس بايدن وايضا باعضاء من الكونغرس الامريكي ومؤسسات الفكر والبحث في واشنطن، وايضا لقاء مع وسائل الاعلام الامريكية المهمة. هذا جدا مهم لنا لكي نغطي كل ما يتعلق بصانعي القرار المباشر وغير المباشر في الولايات المتحدة الامريكية. ثم سوف ننتقل الى محطة أخرى مهمة وهي كندا التي هي من مجموعة السبعة الكبار، وهناك سنعقد لقاءات مع رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية ولا زلنا نبحث عقد لقاءات اخرى في كندا، قبل الانتقال مرة اخرى الى أوروبا. كما سيكون لنا لقاءات في المانيا مع المستشار الالماني ووزيرة الخارجية وايضا مع مسؤولين اخرين فيها وهي دولة مهمة جدا داخل الاتحاد الاوروبي ومؤثرة ويتبعها كثير من الدول داخل الاتحاد الاوروبي، ودورها لغاية اللحظة لم يكن ايجابيا بكل معنى الكلمة. ثم سننتقل الى بروكسل سيكون لنا لقاء مباشر مع وزراء خارجية الدول الاوروبية جميعها وهذا سيكون فرصة للحديث مرة اخرى مع الـ ٢٧ دولة اوروبية وسيعطينا فرصة اخرى لنعمل معهم بخصوص الرؤية المشتركة لكيفية التحرك لوقف هذا العدوان ووقف اطلاق النار وكيفية توفير الحماية لشعبنا الفلسطيني وكيفية منع التهجير وغيرها، ولا زلنا نطرح مجموعة من الخطوات الاخرى التي نحن بحاجة للسفر اليها، على سبيل المثال سنتوجه الى جنيف وسنلتقي هناك مع الكثير من وزراء الخارجية حيث الان هو الذكرى ٧٥ للإعلان العالمي لحقوق الانسان سيكون هناك حضور كبير على مستوى وزراء الخارجية سنستغل ذلك للحديث عن خرق حقوق الانسان الفلسطيني في كل الارض الفلسطينية المحتلة ليس فقط في قطاع غزة بل ايضا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وايضا نفكر بمحطات اخرى لاحقة مثل الهند وهي دولة مهمة جدا مواقفها اصبحت اكثر انحيازا لجانب اسرائيل من الضرورة بمكان الحديث معها بكل وضوح، ونفكر ايضا الذهاب للقارة الافريقية وننسق مع ممثل القارة الافريقية في المجموعة نيجيريا لكي نحدد من هي تلك المحطات الضرورية لكي نتواجد فيها، تحدثنا ايضا مع عديد من الدول في امريكا اللاتينية لنذهب الى هناك للقاء مع كل هذه المجموعة.
واكد د. المالكي سيكون بأننا في اللجنة الوزارية نعمل على تغطية كل بقاع العالم المؤثرة والتي تساهم بشكل كبير في التأثير على ما يحدث في هذه الرقعة من العالم وهي قطاع غزة، حيث نعتزم السفر الى اوسلو -النرويج وسنلتقي هناك مع وزراء خارجية الدول الشمالية وهي النرويج السويد الدنمارك فنلندا وايسلندا، وأضاف ان ردود الفعل متفاوتة، فمثلا الصين تتفهم تتقبل تؤيد وتدعم وتناصر القضية الفلسطينية وتدين ما يتم، بريطانيا من الدول الغربية التي وقفت مع اسرائيل منذ اليوم الاول وادعت ان لإسرائيل الحق بالدفاع عن النفس وبالتالي هي سمحت لنفسها ان تغمض اعينها عن ما ترتكبه اسرائيل من مجازر بحق شعبنا في قطاع غزة والدمار الهائل والابادة الجماعية وعدد الشهداء والجرحى، حيث ان اسرائيل ترتكب كل الجرائم التي نص عليها القانون الدولي، عندما نذهب لدولة مثل بريطانيا نحن نعمل على توضيح ما يحدث في تلك الصورة التي نرسمها ونعمل معهم على حقيقة رؤية الاحداث هناك ونرى ان هناك بعض التحول في مثل تلك المواقف وهذا مهم جدا.
وقال د. المالكي ان التواصل والمتابعة مع كل هذه الدول مفيد حتى تطلع على حقيقة ما يحدث فمنذ البداية كان لديها نوع من الرفض لمعرفة حقيقة ما يحدث، ولكن عندما تجد نفسها مضطرة ان تجلس معنا وتسمع منا لا بد لها ان تتفاعل مع ما نقوله ونقدمه من حقائق ووثائق ومعطيات وارقام، مضيفا، هذا كله سوف يؤدي لتفكيك ذلك الجدار الداعم لإسرائيل بشكل مطلق مما يعني اننا في الطريق الصحيح ننجز ولكن القليل وعلينا ان نتابع ونستمر بالتواصل مع مثل هذه الدول حتى تصل الى قناعة بأن مواقفها كانت خاطئة وانها كانت تغلق اعينها عن رؤية حقيقة ما يحدث من جرائم ترتكب بحق الشعب الفلسطيني من قبل حليفتها دولة الاحتلال.
واكد د. المالكي على أهمية التغير الذي حدث في مواقف تلك الدول، فمنذ بداية الاحداث كانت عملية تصاعدية في تغيير تلك المواقف واقترابه من مواقفنا وابتعاده عن الموقف الاسرائيلي، ونجد ان هناك اجماع على دعم حل الدولتين، اجماع على ضرورة وقف اطلاق النار حتى لو الحديث عن توقف متقطع او متواصل لكن اصبح مثلا الحديث داخل الاتحاد الاوروبي انه يجب ان يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار .
وأضاف، نحن لدينا موقف واضح وثابت واجماع ان اسرائيل ليس لها الحق في الدفاع عن النفس في مثل هذه العملية لأنها دولة احتلال تقوم بالاعتداء على مواطنين تحت احتلالها وبالتالي هذا يجردها بالكامل من اي ادعاء بأن لها الحق في الدفاع عن النفس، مشيراً الى نقطة الاختلاف فيما بيننا وبين الدول التي تقف مع اسرائيل وتعطيها الضوء الاخضر في الاعتداء على الشعب الفلسطيني تحت هذا التفسير، واكد د. المالكي اننا لا زلنا حتى هذه اللحظة نتناقش مع الكثير من هذه الدول حول هذا التفسير الذي هو في غاية الاهمية، لكن هم يربطوا هذا التفسير ان على اسرائيل الالتزام بالقانون الدولي الانساني، وهذا الالتزام مهم جدا بمعنى اخر ان الدفاع عن النفس هو مرتبط بالالتزام بالقانون الدولي الانساني في حال لم يتم الالتزام به يسقط عن اسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، مضيفاً، لقد اثبتنا لهم في كل اللقاءات ان اسرائيل لم تلتزم بالقانون الدولي الانساني وانها خرقته في كافة المجالات، وبالتالي لم يعد بالإمكان الادعاء في حق اسرائيل من الدفاع عن النفس رغم اننا نختلف معهم حول هذا التفسير، كما حاولنا ان نفكك هذا التفسير من خلال التعاطي مع القضايا من ناحية قانونية واجرائية وتفسيرية بكل منطق. مؤكداً في الوقت ذاته، اننا في اللجنة الوزارية عندما نلتقي مع دولة ما هناك تنسيق فيما بيننا بحيث ان كل منا يكمل الاخر، وبالتالي بعد هذه الجولات واللقاءات اصبحنا اكثر تعاونا وتفاهما فيما بيننا في كيفية ان نكمل بعضنا الاخر وان نطرح الموضوع بشكل متكامل، بحيث عادة يبدأ وزير الخارجية السعودي بتقديم المجموعة وان هذه المجموعة جاءت نتيجة لقرارات القمة العربية الإسلامية، وثم يعطي الكلمة لوزير خارجية دولة فلسطين صاحبة الشأن لكي تتحدث، لأنه لن يتحدث احد اخر عن فلسطين الا الفلسطيني والحضور الفلسطيني هو المهم، وبالتالي نحن نبدأ بالحديث نتحدث بالإجمال ثم التفاصيل نعطي الارقام نشير الى ما يحدث ونحدد سقف الحديث، بحيث من يأتي بعدنا من وزراء الخارجية ليتحدثوا لن يكونوا دون ذلك السقف بل ضمنه وبذات القوة ، وهذا مهم جدا وساعدنا كثيرا في ان يكون طرحنا منطقي وواقعي ومتضمن كافة التفاصيل.
واكد د. المالكي على حرصه الدائم بأن يكون لديه كل المعلومات والتفاصيل والارقام قبل أي اجتماع، وقال "حتى اكون حريص ان امثل بشكل صحيح الموقف الفلسطيني بكل حقيقته وكما يحدث في قطاع غزة، واحيانا نكون انسانيين أكثر من كوننا سياسيين في طرح الموضوع واحيانا نكون عاطفيين وجياشين في الطرح واحيانا نكون سياسيين صلبين واحيانا قاسين في طرحنا ومواقفنا حسب الجهة التي تقف امامنا في كيفية التعاطي معها وفي كيفية طرح مثل هذه القضية".
وتطرق د. المالكي خلال المقابلة، الى ان اعداد الشهداء لها تأثير ونحن نتحدث عن ما لا يقل عن ١٦ الف شهيد و٤٠ الف جريح واكثر من ١٠-١٥ الف مفقود تحت الركام، وعن تدمير كامل لكل مقومات الصمود والبقاء لشعبنا الفلسطيني ليس فقط فيما يتعلق بدمار المنازل والبنايات السكنية، بل ايضا دمار المستشفيات والمدارس ومراكز الايواء والكنائس ومحطات تحلية المياه وشبكات الطرق والكهرباء والماء، مما يعني ان اسرائيل تستهدف البقاء والوجود الانساني الفلسطيني على قطاع غزة، حتى لو انتهت الحرب والعدوان كيف يمكن لهذا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ان يصمد في غياب كل هذه المقومات والاساسيات التي يمكن ان يعتمد عليها من اجل بقائه، لهذا السبب الارقام مهمة جدا وطريقة طرح الموضوع مهم جدا، وما يشاهده العالم على محطات التلفاز مهم جدا لأنه هذه المرة الاولى التي يشاهد العالم فيها إبادة جماعية متلفزة وهذا الشيء مؤثر جدا وله انعكاسات كبيرة في مواقف العديد من دول العالم على مستوى القادة وعلى مستوى الشعوب، وقد رأينا خروج شعوب العالم الى الشوارع للتنديد بالعدوان الاسرائيلي والمطالبة بوقف اطلاق النار والعدوان في كافة عواصم العالم، هذا كله يؤثر على مواقف تلك الدول .
كما تطرق الوزير المالكي الى ما قاله وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اللقاء الأخير بقمة المناخ في دبي، حيث قال "ان مشاهدة كل هذا الدمار والقتل في قطاع غزة له انعكاسات وتأثير كبير ليس فقط على مواقف الدول المختلفة بما فيها مواقف الولايات المتحدة الامريكية بل حتى داخل اسرائيل وان اسرائيل بدأت تفقد ان لم تكن قد فقدت الدعم الدولي لها حتى من اقرب حلفائها"، وأضاف د. المالكي انه بمعنى اخر لا تستطيع اسرائيل الاستمرار في هذا العدوان الى ما لا نهاية لان الضغط عليها سيستمر ويكبر بشكل لن تستطيع تحمله، هذا بحد ذاته سيؤثر بشكل كبير في مجريات الحرب وفي استمرارية مثل هذا العدوان.
وقال د. المالكي ان الكثير من الدول اعتقدت ان ادارة الصراع قد يكون هو الحل المناسب، واعتمدته بدلا من حله، وبناء عليه كانت تتعامل مع الاحتلال كأمر واقع كل عامين هناك حرب في قطاع غزة يتم اعادة بناء وهكذا ويستمر الوضع كما هو، اما الان هذه الدول اقتنعت بأن ما يحدث في قطاع غزة وصل الى اعلى حد من التحمل وبناء عليه هي اصبحت على قناعة انه يجب ان تغير من موقفها للتعاطي مع حل الصراع وليس ادارته.
وأشار د. المالكي ان اسرائيل كانت تحاول اقناع الكثير من الدول ان التطبيع مع الدول العربية هو الحل المناسب، ويمكن تخطي القضية الفلسطينية كونها ليست قضية اساسية جوهرية مركزية للعالم العربي والاسلامي وبالتالي التطبيع سوف يهمش القضية الفلسطينية وسوف ينهيها، ما حدث في قطاع غزة اثبت عكس ذلك تماما. وأضاف، في ذات الوقت هناك دول كثيرة كانت تعتقد ان اضعاف السلطة الفلسطينية من خلال الضغط عليها بأشكال مختلفة كالادعاء بقضايا حقوق الانسان وقضايا الانتخابات والتعاطي مع اسرائيل في كيفية اضعاف السلطة حتى لا يكون هناك مشروع وطني فلسطيني ولا يتم طرح قضية الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة ذات السيادة ضمن مفهوم حل الدولتين، الان اصبحوا على قناعة ان هذا الموضوع غير ممكن وانه يجب على هذه الدول العودة للتعاطي مع الشرعية الفلسطينية وهي السلطة الفلسطينية القائمة الموجودة في الضفة الغربية والتي كانت تعمل طوال السنوات ١٧ الماضية في قطاع غزة انها هي الجهة التي يجب التعامل معها للوصول للحل السياسي المنشود والمطلوب.
واكد الوزير المالكي ان كل ما كان يقوله السيد الرئيس طوال كل هذه السنوات هو الان اثبت انه هو الرأي الصحيح، والجميع سوف يعود الى النقطة التي يتحدث بها السيد الرئيس باستمرار. مشيراً ان كل الحديث حول اليوم الذي يلي العدوان الاسرائيلي لا نقبل به ما دام هناك عدوان وقتل ودمار وقتل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما يحدث في الضفة الغربية مستمر، يجب وقف اطلاق النار بشكل دائم وبعدها يمكن الحديث عن الافق السياسي عن اليوم الذي يليه، ولكن بالتأكيد عندما يكون هناك نقاش اوسع مع كل هذه الدول نقول ان الحل ليس عسكريا بل سياسيا يجب ان يكون من خلال مؤتمر دولي للسلام يخرج عنه مجموعة مقترحات وافكار يتم الذهاب بها الى مجلس الامن يتم اعتمادها كمشروع قرار في مجلس الامن، واول نقطة فيه قبول دولة فلسطين كدولة دائمة العضوية في الامم المتحدة ثم وقف العدوان ووقف اطلاق النار وثم الحديث عن جلوس تفاوضي ليس حول النقاط الاساسية بل حول كيفية حل الصراع ضمن رؤية اصبحت واضحة لنا، فنحن على مدار ٣٠ عام تحدثنا عن كيفية التفاوض بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
وفي الختام، اكد الوزير د. المالكي انه لم يعد بالإمكان العودة الى نقطة الصفر وان رؤية دولة فلسطين اصبحت واضحة ومعروفة، ويجب الانطلاق في كيفية ترجمة ما تم التوافق عليه وهذه الرؤية لحل الدولتين دولة فلسطينية على حدود عام ٦٧ والقدس الشرقية عاصمة لها بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، وبناء على هذه الرؤية التي يجب ان تخرج من مؤتمر دولي للسلام تذهب لمجلس الامن يتم اقرارها فيه يتم التعامل معها ضمن سقف زمني، هذه رؤية المجموعة ورؤية دولة فلسطين.