2023-12-16 16:20:07
رام الله: اعتبرت "دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية" إن اسرائيل تحاول الاستفادة من الدعم الامريكي والغربي الذي توفر لعدوانها على قطاع غزه، لتمرير مخططات من بينها التهجير الجماعي والقسري للسكان وتصفية وكالة الغوث باعتبارها "تديم مشكلة اللاجئين وحق العودة ويجب التخلص منها، وفقا لمقال نشر مؤخرا في صحيفة معاريف الاسرائيلية للكاتب "افرام غانور" بعنوان: "حان وقت تفكيك وكالة الغوث". وهو مقال يعكس وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية بأدق تفاصيله.
وقالت "دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية": يبدو واضحا ان قصف مقرات وكالة الغوث لا علاقة له لا بأية اعمال عسكرية، بل السبب، كما حدده "غانور"، هو "ان مناهج التعليم في وكالة الغوث تشجع وتشعل إوار الكراهية لإسرائيل ولليهود عموما، بما في ذلك العنف والقتل إلى جانب تمجيد الشهداء".. لكن اذا كانت اسرائيل تبرر، بشكل كاذب، قصف مقرات الاونروا لتواجد عناصر من المقاومة بداخلها، فكيف تبرر قصف مراكز ايواء النازحين وتجمعاتهم والمستشفيات ودور العبادة والمقرات الصحفية وكافة المنشآت المدنية في قطاع غزه.. وهو سؤال نعرف اجابته، لكن نضعه برسم الدول التي ما زالت ترى العدوان بالعين الاسرائيلية.
وتابعت دائرة وكالة الغوث في الجبهة بقولها: ليس صدفة ان يتم استهداف مدارس الاونروا (نحو 65 مدرسة تعرضت للقصف والتدمير الكلي او الجزئي) ومقراتها ومخازنها ويسقط شهيدا من موظفيها ما يزيد عن 136 موظفا، اضافة الى استشهاد اكثر من 2000 من طلبتها. ما يؤكد بأن اسرائيل تسعى للانتقام من وكالة الغوث والامم المتحدة اللتين تزعجان اسرائيل بتحذيراتهما حول الاوضاع الانسانية في القطاع وتداعياتها، ومن اللاجئين الذين ما زالوا يشكلون مصدر ازعاج لها بصمودهم وتمسكهم بحقهم في العودة. لذلك هي تعتقد ان الفرصة الآن مؤاتية للاجهاز على الوكالة، التي بدا واضحا انها واحدة من الاهداف على اجندة العدوان.
وقالت "دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية" في فضحها لعمليات التحريض الاسرائيلية: كما يبرز الكذب والتحريض بشكل واضح في مقال "غانور" حين يقول: "نشر مراقبو الأمم المتحدة غير مرة تقارير قاسية عن وكالة الغوث كشفت مظاهر فساد خطيرة". والسؤال؛ الم يطلع الكاتب على نتائج التحقيق التي اجرته الامم المتحدة وايدته الدول المانحة، وفندت فيه حقيقة الاكاذيب والمزاعم عن وجود قضايا فساد في الوكالة، ليتأكد ان مصدر التحريض على وكالة الغوث هو منظمات صهيونية وظيفتها التشهير بوكالة الغوث وموظفيها ومناهجها التعليمية بهدف دفع الدول المانحة لوقف مساهماتها المالية، وقد اكدت الامم المتحدة من خلال عدة لجان تحقيق عدم صحة مزاعم تلك المنظمات.
وختمت "دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" قائلة: الآن يمكننا ان نفهم بشكل اعمق ما الذي قصده رئيس وزراء العدو في شهر تشرين الثاني الماضي حين قال: "نريد سلطة في قطاع غزه لا تعلم اولادها كراهية اسرائيل"، ويمكن ان ندرك ايضا مغزى دعوة "غانور" أن تكون ميزانيات الوكالة تحت رقابة إسرائيلية. ومثل هذه المواقف تؤكد صحة تحذيراتنا السابقة من ان وكالة الغوث تتعرض لاستهداف اسرائيلي تمريكي واضح، وهذه المواقف هي برسم الدول المانحة واعضاء الامم المتحدة المطالبين اليوم اكثر من اي وقت مضى بحماية وكالة غوث وتوفير شبكة امان سياسي ومالي يبعدها عن دائرة الضغوط والتحريض اليومي ويمكنها من ممارسة وظيفتها بحرية بعيدا عن كل اشكال التدخلات في ادارة برامجها.. كما يتطلب على المستوى الفلسطيني استراتيجيات وطنية على مساحة كل تجمعات اللاجئين تدافع عن وكالة الغوث وما تمثله من كونها احدى المكانات الهامة التي يتأسس عليها حق العودة.