2023-12-17 16:18:42
رام الله : قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن استباحة الاحتلال للضفة الغربية تأتي في إطار العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، وشدد المركز على أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم عدوان واستباحة للمدن والمخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في سياسية ممنهجة تهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتصفية قضيته، ففي ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتهجير القسري في قطاع غزة، تمعن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بجرائمها في استباحة مدن الضفة الغربية واستهداف المدنيين والأعيان المدنية في سياسية قتل وتدمير ممنهجة وخاصة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ومازالت مدينة جنين ومخيمها ومدينة طولكرم ومخيماتها ومدينة أريحا ومخيماتها وباقي مخيمات الوطن شاهداً حياً على تلك الممارسات العدوانية في قتل واستهداف المدنيين من الأطفال والشيوخ وتدمير للبنية التحية واستخدام الطائرات المسيرة ، إلى جانب تدمير المباني وتدنيس المساجد ومحاصرة المستشفيات وإعاقة عمل طواقم الإسعاف ومنعهم من نقل الجرحى للمستشفيات وللمراكز الصحية.
يشدد مركز" شمس" على أن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام لمدينة طولكرم ومخيم نور شمس بتاريخ 16/12/2023م يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان ، إذ قامت باستهداف الشباب الفلسطينيين في المخيم بطائرة مسيرة مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة عدد من الجرحى، وعلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على منع سيارات الإسعاف من نقل المصابين إلى المستشفيات مما أدى إلى استشهادهم ، وهم الشهيد وليد عبد الرازق أسعد زهرة (22 )عاماً ، والشهيد أسعد فتحي أسعد زهرة (33 )عاماً، والشهيد محمود سامر جابر (22) عاماً، والشهيد غيث ياسر شحادة (25) عاماً، والشهيد جهاد حاتم عمارنة (23)عاماً. وتم إعلان مخيم نور شمس منطقة عسكرية مغلقة ،كما قامت بتدمير البنية التحتية في المخيم.
وأكد مركز "شمس" على أن ما تقوم به (إسرائيل) السلطة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم بشتى أنواعها وأشكالها ما كان ليحصل لولا الدعم الدولي الأوروبي والأمريكي لتلك الجرائم وتوفير الغطاء السياسي لدولة الاحتلال في المؤسسات الدولية من الإدانة أو الملاحقة سواء من خلال مؤسسات الأمم المتحدة أو من خلال المؤسسات القضائية الدولية في محاكمة قادة وجنرالات دولة الاحتلال الإسرائيلي في ضمان سياسة الإفلات من العقاب عن تلك الجرائم التي ترتكبها كل يوم بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم أجمع.
وندد مركز "شمس" بما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية من تقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في حربها وعدوانها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، والمتمثل بالجسر الجوي من المساعدات العسكرية من تلك الدول إلى دولة الاحتلال، وقدوم البوارج البحرية الأمريكية والبريطانية إلى مياه شرق المتوسط لدعم ومساندة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الفلسطيني، والتعاون الأمني والاستخباراتي بين هذه الدول ودولة الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الشعب الفلسطيني وتنفيذ جرائم الاغتيالات وحملات الاعتقالات واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في استهداف الشعب الفلسطيني ومؤسساته المدنية.
وأدن مركز "شمس" ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من استهداف للمدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والهجمات التي ينفذها طيران الاحتلال على الأهداف المدنية ، وعلى المدنيين على وجه الخصوص ، تلك الهجمات التي تستهدف المدنيين العزل ، دون أن يكون هناك أي أهداف عسكرية تذكر ، فما المعنى والقيمة والرمزية العسكرية لاحتلال مركز إيواء أو السيطرة على مستشفى ، سوى القتل والتدمير والإبادة للمدنيين الفلسطينيين ، والتي تأتي بدافع الانتقام والعمل على استرجاع ما يعرف بقوة الردع الإسرائيلية، وممارسة أعمال الإبادة الجماعية وتدمير الكينونة المدنية الفلسطينية، إذ تمعن القيادات السياسية في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في تلك الجرائم من أجل استعادة الاعتبار لشخوصها وتحسين وضعها السياسي في المجتمع الإسرائيلي على حساب دماء وجماجم المدنيين الفلسطينيين.
وشدد مركز "شمس" أن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ، كما يشكل انتهاكاً لكافة القيم والمثل الأخلاقية والدينية التي تحمي حقوق الإنسان وكرامته، فهو انتهاكاً للمادة رقم (18) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنص على( لا يجوز بأي حال من الأحوال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات) وانتهاك لاتفاقية لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة1907م وخاصة المادة رقم (27) والتي نصت على(أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية)، وانتهاكاً لاتفاقية روما لسنة 1998م إذ نصت المادة رقم (8) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب).
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" هيئة الأمم المتحدة وحكومات الدول الصديقة المؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة أطباء بل حدود، ومنظمة العفو الدولية، بضرورة التحرك العاجل والقيام بواجباتها والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وإلزامها بتطبيق قواعد القانون الإنساني في تحييد المدنيين والأعيان المدنية عن مواقع الاشتباك والعمليات العسكرية وعدم استهدافهم وتوفير مناطق آمنة لحمياتهم.