2023-12-17 17:01:48
بيروت: في اطار التواصل مع الاحزاب السياسية العالمية حول تطورات العدوان على قطاع غزه، نظمت دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لقاء دوليا للاحزاب السياسية شارك فيه 59 حزبا ومنظمة موزعين على 42 دولة غربية وعربية. كما شارك في اللقاء نائب الامين العام للجبهة فهد سليمان وعدد من اعضاء المكتب السياسي.
قدم سليمان خلال اللقاء مداخلة سياسية شاملة تضمنت استعراضا لمقدمات العدوان وتداعياته والاهداف الاسرائيلية الامريكية والموقف الدولي المطلوب. وقال سليمان: نحن نتعاطى مع عقلية استئصالية صهيونية هي نتاج عقيدة تؤمن بالقتل والارهاب لتحقيق اهدافها السياسية، والتي تترجم راهنا باستهداف الحاضة الشعبية للمقاومة الفلسطينية، وهي نظرية مستوحاة من نظرية امريكية جرى تطبيقها في فيتنام، اعتقادا منهم ان المقاومة سترفع الراية البيضاء..
واضاف قائلا: جوهر المشكلة ان هناك مجتمع ونخب اسرائيلية لا يعترفون بوجود الشعب الفلسطيني، ولا يؤمنون بأية حقوق سياسية لشعبنا. بل ان نتنياهو لا يعترف بمشكلة فلسطينية اسرائيلية، ويعتقد، واهما، ان المشكلة هي مع الدول العربية التي حين تعقد اتفاقات سلام معها ويسير التطبيع كما يخططون له تحل القضية الفلسطينية بشكل تلقائي، وهذا منطق معكوس يتناقض مع التاريخ والجغرافيا ومع القانون الدولي.
وتابع شرحه بالقول: ان الحكومة الفاشية في اسرائيل اعلنت صراحة وبشكل واضح ان برنامجها هو ضم الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وترحيل الشعب الفلسطيني خارج فلسطين. والمعادلة بالنسبة اليهم: اما القبول بالضم او التهجير، ومن يعترض امامه احد امرين اما السجن او القتل.. ولذلك يطرحون برنامجا استيطانيا ويعطون الحق للمستوطنين بالتسلح بهدف قتل الفلسطيني..
واضاف في طرحه لخلفيات "طوفان الاقصى" اضافة لما سبق، تريد اسرائيل ان تفرض معتقداتها وخرافاتها التاريخية بما يتعلق بالمسجد الاقصى والقدس، غير آبهة بتداعيات سياستها، ناهيك عن عمليات الاعتقالات في الضفة والقتل اليومي وحرق البلدات الفلسطينية. اذا نحن امام دولة عنصرية استيطانية مجرمة تنكل بالشعب الفلسطيني وتهدر حقوقه الوطنية وترفع شعار ان كل الارض لها.. وهذه مقدمات كافية لأن يعلن الشعب الفلسطيني في مواجهتها اكثر من انتفاضة وثورة..
وعن المقاومة الفلسطينية قال: أن المستهدف هو المقاومة كفكرة وثقافة وممارسة، هدفهم شيطنة المقاومة واخراجها من المشروع الوطني للشعب الفلسطيني، وبالتالي فان كل الشعب مستهدف بالمعايير الاسرائيلية الامريكية، بل كل فكرة ومشروع نضالي بغض النظر عن طبيعته هو بنظرهم ارهاب يجب مقاومته حتى لو تم ابادة الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني كما يحصل الآن في قطاع غزه.
واشار سليمان: ان اسرائيل لن تتمكن من احتلال قطاع غزه، رغم انها ستسعى لفرض مشروع التهجير الجماعي مع مواصلة ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة، غير ان شعبنا ومقاومته قادرون على مواجهة ذلك، بعد ان تأكد بالتجربة ان الفلسطيني يمتلك ناصية الفن العسكري والتفكير الاستراتيجي، كما ثبت بأن اسرائيل يمكن ان تخسر معاركها، والشعب الفلسطيني ليس ضعيفا، وهو قادر على الصمود والثبات لعشرات السنين من اجل انتزاع حقوقه الوطنية وفرضها واقعا على الارض.
وعن السياسة الامريكية قال: امريكا تتحدث دائما عن حل الدولتين، لكنها لا تمارس اي فعل بقود الى دولة فلسطينية حرة وسيدة فوق ارضها، وتعلن ليل نهار انها تلتزم أمن اسرائيل، حتى لو كانت ارهابية ومجرمة وتعتدي على اصحاب الارض الحقيقيين، وحين ندافع عن ارضنا تأتي بأساطيلها لتدافع عن اسرائيل.
وختم بالاشارة الى الموقف المطلوب دوليا قائلا: نحن كشعب ومقاومة لا نطلب شفقة من احد ولا نريد تعاطفا انسانيا فقط، بل نطالب شعوب العالم بالتضامن معنا سياسيا، ندعو احرار العالم للنهوض في رفض العدوان ودعم الشعب الفلسطيني بالحصول على استقلاله.. فنحن شعب يستحق الحياة والاستقلال وتقرير المصير كبقية الشعوب. ولا يمكن لاحد ان يحظى بالامن والسلام ما لم ينعم به الشعب الفلسطيني، الذي سيبقى مقاوما طالما هناك احتلال واستيطان، وطالما هناك انتهاك يومي لحقوقه الوطنية..
ثم قدم الحضور مداخلات هامة اكدت الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، اجاب عليها الرفيق فهد سليمان، وهذه الملاحظات سترد في بيان تفصيلي سيصدر لاحقا.