2023-12-18 15:55:16
أمد/ رام الله: قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح، أن مواجهة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والهجوم السياسي المترافق معه؛ يتطلب دور مختلف للقيادة الفلسطينية من خلال وحدة مواجهة هذا العدوان، ومركز قيادي واحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وبمشاركة جميع الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد ، والاتفاق على خطة شاملة لمواجهة وإفشال العدوان وأهدافه، من خلال حوار شامل بين كافة الفصائل الفلسطينية، باعتبار أن المعركة ليست ضد حماس وفصائل المقاومة وحدها في غزة، بل تستهدف كل الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وهذا ما يفسر تصعيد عدوان الاحتلال على الضفة المحتلة بما فيها القدس، واستخدامه أساليب غير مسبوقة كقصف الطيران وعمليات القتل الجماعي.
وأكد رباح في مقابلة صحفية مع شبكة وطن الإعلامية، أول أمس الجمعة، أن المطلوب قطع الطريق على أي تدخل خارجي ومحاولة فرض حلول أمريكية في قطاع غزة، لأنه شانا فلسطينيا داخليا ولا علاقة لأحد به، مؤكدا رفض الترتيبات الأمنية والاملاءات الأمريكية، وضرورة الدفع باتجاه الحل الوحيد القائم على إنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية باعتبارها المرجع السياسي الوحيد، الذي يحقق مسار سياسي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح رباح أن حكومة الاحتلال لم تحقق أي من أهداف عدوانها المعلنة التي وعدت بها الرأي العام والمجتمع الاسرائيلي خلال 70 يوما من العدوان الهمجي على قطاع غزة، بل حققت قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين والتدمير الواسع للبنية التحتية، مبينا أنها تواجه أزمة داخلية حقيقية، إضافة إلى انحسار الدعم الغربي، والأزمة الدولية التي بدأت تتسع في أوساط الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة، بسبب الجرائم والمجازر التي ترتكبها يوميا.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن إفشال تحقيق أهداف العدوان الاسرائيلي على غزة كان بسبب الصمود الشعبي الأسطوري، وتحمل الناس ورفضهم لمشروع التهجير وإفشاله، رغم انهيار الحياة المعيشية والحياتية، وبسبب صمود المقاومة التي أظهرت تماسكا كبيرا، إضافة إلى موقف دولتي الأردن ومصر الذي كان له الدور والأثر الكبير، رغم الضغوط الأمريكية التي مورست لتمرير المشروع، تحت مسمى التهجير الطوعي وليس القسري.
وأثنى رباح على أداء وصمود المقاومة الفلسطينية الناجح في قطاع غزة، والذي اظهر بسالة وجرأة نادرة في استهداف قوات الاحتلال من خلال عمليات نوعية مخطط ومعد لها بإتقان، وتنفذ بجراءة كافية وملفتة للنظر، مشيرا إلى اضطرار جيش الاحتلال الاعتراف بخسائره التي لم يعترف بها مسبقا.
وأكد رباح أن عدد من الفصائل المنضوية في منظمة التحرير تقاوم على الأرض، ولها فعل حقيقي في المعركة الجارية في قطاع غزة مثل كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، وغيرها من الأجنحة العسكرية التابعة للفصائل.
وفي نفس السياق، أشار رباح إلى بدء فقدان الثقة بنهج الإدارة الأمريكية واتساع الضغوط التي تمارس عليها داخل الحزب الديمقراطي؛ الذي بدأ بإدانة سياسة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، باعتباره شريكا رئيسيا في العدوان على غزة، إضافة إلى النسبة الأكبر من المجتمع الأمريكي التي تتحدث عن سياسته الفاشلة والخاطئة، والتي لا تؤمّن للولايات المتحدة مستقبلا ودورا ومصداقية في الشرق الأوسط والعالم.
واستغرب رباح من قناعة بعض القيادات الرسمية في السلطة الفلسطينية بأن الإدارة الأمريكية تعكف على تغير في سياستها وتحول لصالح القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الأخيرة لا تريد أن تخرج دولة الاحتلال مهزومة، بل تسعى لتحقيق أهدافها بالقضاء على المقاومة، لذلك تقف بشكل واضح ضد وقف إطلاق النار.
وانتقد رباح قناعة بعض القيادات الفلسطينية بعدم أهمية فتح أي حوار وتحقيق الوحدة الوطنية مع حركة حماس، بحجة انه غير ضروري في الوقت الحالي وسيكون بعد انتهاء الحرب.
كما انتقد رباح تمسك بعض القيادات الفلسطينية باتفاقية أوسلو ونهجها، على الرغم من البرنامج المعلن والممارس لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي تمارس الضم والتهويد والقتل، مطالبا قيادة السلطة بإجراء مراجعة حقيقية لخيار أوسلو الفاشل والظالم.
وأشار رباح إلى تحذير السلطة الفلسطينية والقيادة الرسمية من الانزلاق وراء دعوات الإدارة الأمريكية إلى ما يعرف بـ”اليوم التالي” والمرحلة الانتقالية التي يتم الحديث عنها، وضرورة تقديم البديل الوطني القائم على اعتبار الوضع في غزة بعد وقف إطلاق النار وفك الحصار شأنا داخليا فلسطينيا يحدده الفلسطينيين بقرارهم المستقل، ومؤكدا على حماية الحقوق الفلسطينية، وضرورة تعبئة كل طاقات الشعب الفلسطيني في المواجهة، وأهمية مطالبة العرب برفع سقف مواقفهم وتطبيق الإجراءات التنفيذية لقرارات قمة الرياض.
ورحب رباح بالتحركات الشعبية العارمة والمواقف العالمية التي تدعو إلى وقف العدوان الاسرائيلي بدعم أمريكي على قطاع غزة، والتي تؤكد على حق الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كسبيل وحيد لإنهاء الصراع، وخاصة مواقف دول ايرلندا وبلجيكا واسبانيا وغيرها.