2023-12-17 15:41:48
أمد/
ما يتعرض إليه شعبنا في غزة هو عدوان سافر وحرب إبادة وتطهير عرقي، لا تفرق بين طفل وشيخ ورجل وامرأة وجامع أو كنيسة ومستشفى ومخبز ومدرسة وجامعة فكل حيٍ أو حياة في قطاع غزة باتت مستهدف في هذه الجريمة المنظمة التي ينفذها كيان الإحتلال.
متى تتوقف هذه الجريمة وهذا السيل المتدفق من الدماء الزكية والدمار الشامل الذي لم يستثنى بناء أو مصنعا أو متجرا أو مزرعة، لم تشهد الحروب عبر التاريخ مثيلا له، لقد تبلدَّ ضمير العالم ودخلَّ في سبات عميق تاركا لآلة الحرب الصهيوامريكية تفعل فعلها بما توفرت عليه من أدوات ووسائل القتل والتدمير والخراب وتحت ذرائع ومبررات ومسميات واهية لا تمشي سوى على البلهاء والدهماء من البشر ..
يجب أن يتوقف هذا المسلسل الإجرامي الذي يمثل سُبَةً على جبين الإنسانية، لن يمحوه التاريخ ما لم يعاقب مقترفي ومخططي ومرتكبي هذه الجريمة المنظمة المدبرة والمخطط لها منذ زمن طويل للقضاء على الإنسان الفلسطيني لا لشيء سوى أنه فلسطيني يقيم في وطنه والذي لا وطن له سواه، لدفعه إلى تركه وهجره وإلا قتله وفنائه ودفنه تحت الركام والتراب، كي يهنأ الكيان الإستيطاني العنصري الإحلالي ويبتلع فلسطين كاملة، بل وما بعد فلسطين حسب ما يعلن حكامه ومتطرفيه جهارا دون مواربة.
فهل ندرك خطورة ما يجري من عدوان سافر وهمجي على قطاعنا الحبيب وما يخطط له لبقية الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وفي الأرض المحتلة عام 1948 م، نعم جميع الوجود الإنساني العربي الفلسطيني على أرض فلسطين مستهدف بالقتل أو التهجير وفق هذه السياسات والمخططات، هذا فقط ما تتوفر عليه جعبة السياسة الصهيوامريكية ازاء الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته، ولا شيء غير ذلك.
على الفلسطينيين أولا والعرب ثانية والعالم أجمع ثالثا إدراك هذه الخطط والسياسات والحقائق الماثلة على أرض الواقع اليوم في قطاع غزة وفي كل فلسطين، يجب عدم الإنخداع بتصريح من هنا أو هناك من هذا المسؤول أو ذاك وخاصة الأمريكيون ..
إن هذا الوضع الكارثي والإنساني المتفاقم يوما بعد يوم في قطاع غزة لن يقود سوى إلى مزيد من القتل والدمار والخراب ولن يجلب الأمن ولا السلام ولا الإستقرار لكيان المستعمرة الصهيوامريكية، ذلك ما يجعل الأمن والسلام والإستقرار والازدهار بعيد المنال عن جميع دول المنطقة.
رغم ما بذل ويبذل من جهود ديبلوماسية عربية وإسلامية ودولية لوقف هذا العدوان، إلا أن جميع هذه الجهود وبعد مرور أكثر من سبعين يوم على بدء هذا العدوان قد باءت بالفشل الذريع، واصطدمت بالفيتو الأمريكي الذي يوفر الحماية السياسية والقانونية لأستمرار هذا العدوان.
الأمر لا شك أنه يتجاوز كافة الجهود الدبلوماسية والتي تعهدت أمريكا من افراغها من مضمونها ومواجهتها بالفيتو في مجلس الأمن ضاربة بعرض الحائط شجب واستنكارات دول وشعوب العالم المتصاعدة لهذه المجازر المرتكبة في حق قطاع غزة وحق فلسطين ..
هذه الجريمة المركبة والمنظمة تحتاج إلى وسائل ومفاعيل ومقاربات أخرى لوقفها وردع ومحاسبة منفذيها وفاعليها ومن يوفر لها الدعم والغطاء السياسي والقانوني متجاوزا أبسط قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية …
فلا يخدعنكم أحد بقرب نهاية هذا العدوان، قد يتحور ويأخذ أشكال جديدة لا تقل خطورة عما يجري اليوم أمام شاشات العالم.
لابد من العمل على إنهاء الإحتلال الذي تجاوز كافة الحدود والمعايير والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، فلا أمن ولا سلام ولا ازدهار دون ذلك، فلا أحد ينتظر أن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء.
وأقول:
لا ترشوا على القتل والموت سكر، فمذاقه مرٌّ وعلقم.