2023-12-19 22:52:20
أمد/
امريكا التي نصبت نفسها المهيمنة على العالم باعتبارها القطب الاوحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام /1991/ بدأت هذه الرؤية بالتراجع بعد الحرب الروسية الإوكرانية في شباط عام /2022/. عندما طالبت روسيا الولايات المتحدة بعدم انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي وهددت بِرد عسكري غير محدد إذا لم تلبى هذه المطالب بالكامل ، يليها دخول الصين في اذار عام /2023/ في سابقة تاريخية بالنسبة للشرق الأوسط، حيث نجحت الصين في التوسط في اتفاق سلام بين السعودية وإيران.
كانت صفعة قوية في وجه أميركا التي وجدت نفسها بعيدة عن المنطقة العربية ، فما إن بدأت معركة 7 تشرين الاول فرضت نفسها بقوة للتسريع بتنفيذ مشروعها الدنيء بالشرق الأوسط وذلك بدعم حليفتها القديمة ويدها في قلب الوطن العربي ، بالبدء في التحرك إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك في إطار جهودها لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود تهدف إلى توسيع نطاق هذه الحرب في أعقاب هجوم حماس ، إضافة إلى أن الولايات المتحدة تتصدر القائمة في نشر قواعد وقوات عسكرية أجنبية في مناطق الشرق الأوسط، وفق بيانات حيث ينتشر ما بين 40 ألفا و60 ألف جندي أميركي في نطاق عمل القيادة الأميركي الوسطى.وهذه القوات موزعة على 21 دولة، من مصر غربا إلى كازاخستان في الشمال الشرقي، لأغراض التدريب والمشورة وخدمة القواعد الأميركية .
وفي أعقاب اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في تشرين الاول، أعلنت الولايات المتحدة إرسال حاملتي الطائرات "يو أس أس جيرالد فورد" و"يو أس أس أيزنهاور" وسفن دعم لهما، ونحو 2000 من مشاة البحرية، فضلا عن بطاريات "ثاد" وبطاريات إضافية من نظام "باتريوت".
يشهد العالم في الوقت الراهن أوقاتاً عصيبة. فالحرب الدائرة بين "إسرائيل" وحماس في غزة قد تشهد توسعاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتواجه أميركا وتسير الأوضاع في نفق مظلم لا نهاية واضحة له حتى الساعة حيث وضعت فيه كل ثقلها في حربها على غزة هي حرب إبادة معلنة من قوى امبريالية مع سابق الاصرار والترصد ، بدايتها غزة التي تلقى الويلات تحت نار عصابات النازية بدعم حاضتها الإرهابية ، هي حرب نزاع على ثروات الشرق الأوسط تنشطها أميركا بتبرير دعم حليفتها المزروعة في قلبه لحرق كل من يقف في وجه مخططاتها الاستعمارية لنشر هيمنتها عليه وإعادة امجادها كقطب اوحد لايضاهيه أحد ، فهل سنشهد صراع استعماري جديد في المنطقة بدايتها غزة… ؟ وهل سيستفيق العالمين العربي والإسلامي قبل هذا …؟؟