أمد/
عجز الأمم المتحدة في إقرار الأمن والسلم الدوليين في فلسطين والشرق الأوسط، يتجدد مع كل حرب تشنها المستعمرة الإسرائيلية سواء على الفلسطينيين أو على العرب، ومع كل توتر تتكشف حقيقة المستعمرة الإسرائيلية ودورها الوظيفي بإبقاء المنطقة العربية والشرق أوسطية في حالة من التوتر وعدم الإستقرار وتغييب السلام والنمو والإزدهار عن شعوب المنطقة.
خمسة وسبعون عاما على الصراع العربي الإسرائيلي وشقه الفلسطيني وعلى اختلاق ما يعرف بالقضية الفلسطينية وما جرته من ويلات ومآسي على الشعب الفلسطيني، لم تفِ الأمم المتحدة ومجلس أمنها العتيد بتنفيذ قراراتها وتعهداتها عاجزة عن إنهاء هذا الصراع وعن توفير الحماية للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة غير القابلة للتصرف، تاركة الشعب الفلسطيني وقضيته رهينة لدى المستعمرة الإسرائيلية وصانعيها من دول الغرب الأوروبي/الأمريكي.
يتجلى هذا العجز الأممي الآن في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة خاصة وعلى فلسطين عامة لما يزيد على ثمانية وسبعين يوما ويبقى مجلس الأمن مشلولا وبقية مؤسسات الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بدورها في وقف هذا العدوان ومعالجة نواتجه الإنسانية الكارثية على الشعب الفلسطيني، كل ذلك بسب تواطئ دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي توفر الدعم الكامل لهذا العدوان وتوفر له الغطاء السياسي وتجنبه الإدانة والمحاسبة من قبل الأمم المتحدة، مما يشجعه على الإستمرار في عدوانه السافر على قطاع غزة دون حسيب أو رقيب يمارس شهوته في مزيد من القتل والدمار واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني ودفع المواطنين في قطاع غزة إلى ترك ومغادرة منازلهم تمهيدا لتدميرها ودفع اصحابها إلى النزوح والهجرة عنها نهائيا .. ومن لم ينصاع لتعليمات جيش الإحتلال يدمر منزله فوق رأسه دون أي اعتبار لكافة المناشدات العربية والدولية بوقف هذا العدوان الهمجي.
هكذا يعجز بالأمس 22/12/2023 م مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بوقف العدوان ووقف إطلاق النار للمرة الرابعة وبعد مداولات مضنية بين الدول والمجموعات الدولية لعدة أسابيع والتي جميعها كانت تسعى إلى اتخاذ قرار بوقف العدوان ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن الموقف الأمريكي المسلح بحق الإعتراض/النقض كان يقف لهذه الجهود وهذه المواقف بالمرصاد، على هذه الأرضية السياسية والقانونية صدر القرار الإنساني الباهت بالأمس عن مجلس الأمن الذي يسعى ويهدف فقط لزيادة حجم الدعم الإنساني لقطاع غزة فقط مع استمرار تعرضه لنيران العدوان الإسرائيلي الهمجي دون شفقة أو رحمة، ودون مراعاةٍ لأبسط المفاهيم الإنسانية والأخلاقية ولقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية..
إن الولايات المتحدة بهذه السياسات والمواقف المجافية للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ولإتفاقيات جنيف الأربعة والخاصة بحماية المدنيين والمؤسسات الصحية وتوفير الممرات الإنسانية … وغيرها من الأمور الإنسانية للسكان المدنيين في زمن الحرب..
فهي شريكة في العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة..، وهي من يقف حجر عثرة أمام مجلس الأمن للإضطلاع بمهامه ومسؤولياته التي يخوله اياها ميثاق الأمم المتحدة، فباتت أمريكا هي الخصم وهي القاضي في شأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واستمرار العدوان وتصعيده على قطاع غزة بما يحقق خطط الكيان الصهيوني في قتل وتدمير وتهجير سكانه، وقتل كل فرص الأمن والسلام والإستقرار في المنطقة، واستمرار الدور الوظيفي للمستعمرة الإسرائيلية في المنطقة العربية.