أمد/
"اتحفتنا" القيادات السياسيّة والعسكرية والامنية الاسرائيلية وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتفاصيل مفصّلة "فضفاضة" عن الحرب العدوانيّة على "الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة"،
وان هذه الحرب تمرّ باربعة مراحل "رئيسية" واضحة المعالم والمفاصل والتكتكات والاستراجيّات "والدوزنات والخندزات والرايحات والجايّات وكلّ جديد آت"،
ربما اضافة إلى "زيادات البيّاع" هنا وهناك ومن هنا ومن هناك وما بينهما، فالتفاصيل كثيرة والمنابر وفيرة والمتحدّثين لا حصر ولا عدّ لهم، فهم "بالقنطار" !!! سياسيين وعسكريين وامنيين حاليين وسابقين وفي الاحتياط ومتقاعدين، اسرائيليين وامريكيين وغربيين، وعابري سبيل ومتفرّجين على "المباراة"،
مراحل مراحل حرب على مراحل، على اربعة مراحل، وكل مرحلة تنطح المرحلة التي قبلها،
لكن هل تمّت المراحل أم انها بقيت في مرحلة المرحلية؟؟!!، ولم تقترب من المرحلة النهائية بعد،
في خضّم هذه المراحل "والسواليف" الدائرة حولها، تذكّرت جارا لنا درس في السبعينيّات من القرن الماضي في مدريد اسبانيا، درس الطب، ووصل إلى السنة السادسة التي يُفترض ان يُنهي فيها، اي المرحلة النهائية، لكن الاخبار كانت تأتي تباعا من مدريد عبر أهله، جيراننا، وإلى كلّ البلد انّ "فلان" وصل إلى السنة السادسة في دراسة الطب لكنه توقّف هناك، "مكانك راوح مكانك سر!!"، لانه "حمل مواد من كلّ السنوات الماضية، من السنة الاولى والسنة الثانية والسنة الثالثة وهكذا، ويحتاج إلى "حلم ربنا سبحانه وتعالى" حتى ينجح في كلّ هذه المواد، ويكون فعلا وحقيقة قد وصل السنة السادسة،
اذن تداخلت المراحل و"تكبّشت" في بعضها، وهذا ما يحصل مع الدخول البرّي الاسرائيلي في قطاع غزة، الغزو البرّي، العدوان البرّي، التدخّل البري، المُناورة البرّية، سمّوها ما شئتم، ويمكن ان نبحث في القاموس العربي وربما في القاموس العبري وقواميس اللغات الاخرى عن توصيف أو تعبير أو اسم لاندفاع عشرات بل مئات الدبايات الاسرائيلية في شريط قطاع غزّة الضيّق،
اسطوانة موسيقى الحرب المنبعثة من كلّ حدب وصوب في اسرائيل تُردّد منذ اليوم الاول: " سحق قدرة المقاومة العسكرية واعادة الاسرى الاسرائيليين إلى الديار"!!،
وجاءت المراحل مرحلة مرحلة من اجل تحقيق هذين الهدفين، ولكن…..!!!!
ربما لو قيّمنا الوضع بصورة مختلفة ومباشرة، "دون لف ولا دوران" نجد انّه كان هناك "مرحلتين فقط: "
المرحلة الاولى والنهائية الهجوم المباغت على غلاف قطاع غزّة، بكل ما جرى من تفاصيل يعرفها الجميع،
والمرحلة الثانية هي تحطيم قطاع غزّة واحالته إلى ركام حسب ما قال وصرّح نتنياهو من أوّل لحظة، وهذا التحطيم والدمار وقتل المدنيين، حرب الابادة، ما زال دائرا وسائرا ومستمرّا حتى اللحظة،
الامور والمجريات الاخرى كلّها تفاصيل تستمدّ ماهيتها وتطوراتها من هاتين المرحلتين،وهي تندرج في خانة الثأر والانتقام واشفاء الغليل!!!
على الارجح ياسادة يا كرام ان الحرب ستضع اوزارها وتهمد على ما هو موجود في هذه المرحلة، "الستاتوس كو" الحالي، خطوة إلى الامام وخطوتين إلى الخلف، وخطوتين إلى الخلف وخطوة إلى الامام،
ومن المُرجّح ايضا ان تتعايش المنطقة والعالم هكذا مع هذا الوضع في المستقبل القريب وربما البعيد،
مع محاولاتٍ مضطردة وحثيثة وبلا انقطاع لأخذ ما لم يُؤخذ بالقوّة عن طريق السياسة والمسايسة وربما المداهنة والمُراوغة والخداع والوعود "بكثرة الشحم واللحم وقصعات مليئة بالبلح والتمور"!!