أمد/
في اليوم ٨١ من الطوفان
ونحن نقترب من نهاية الشهر الثالث وقد نكون اقتربنا من نهاية مرحلة البدايه التي بدات في السابع من اكتوبر ..
بمعركة لا يشبهها الا معارك تاريخنا العظام فهى من حيث التوقيت والمفاجأه تشبه معركة بدر ومن حيث قدرات العدو وتحالفاته تشبه الاحزاب ومن حيث الاستراتيجيه تشبه فتح مكه ومن حيث الضراوه والشده تشبه القادسيه ومن حيث الشمول تشبه عين جالوت ومن حيث النتائج قد لا تشبه ايا ممن سبق وستسجل تاريخا فاصلا ..
طوفان الاقصى يقترب من نهاية البدايه وقد بدا بفتح مبين ومفاجأه كبرى وانتصار على الجيش الذي كان يدعي انه لا يقهر واذا به يداس بالاحذيه ويمرغ في التراب ..
بداية التغيير وبداية معركة التحرير بعد ان تم حذف كل الموروث وكل ما قيل وكل ما حفظناه عن ظهر قلب وكل الخزعبلات والتخويثات والتخويف والامثله والشعارات ووضع مكانها جميعا انه لجهاد نصر او استشهاد خيار واحد لا غير ونتيجتين اما النصر او الشهاده لا تراجع ولا استسلام ولا مجرد تفكير بتغيير النهج او الطريق وهو الجهاد …
استطاع طوفان الاقصى ان يجمع في طريقه كل الشرفاء كل المؤمنيين بالحريه والتحرير تجاوز كل المناكفات وكل جلسات العصف الذهني وكل حوارات الحكي بلا نتائج وذهب مباشره الي لعلعة الرصاص وصهيل الخيل والمنازله التى اذهلت الصديق قبل العدو وحقق النتاىج الكبرى في ساعات وعاد الى مرابضه شامخا مؤزرا وفي حساباته ما سيقترفه العدو من خسه ونذاله واجرام ..
انها الحرب لها تكاليفها منها ما هو متعارف عليه ومنها ما هو خارج الصندوق فهي حرب غير متناظره لا من حيث القوه ولا العدد ولا من حيث العقيده القتاليه ولا من حيث شرف الخصومه ولا من حيث قواعد الاشتباك..
مواجهه مع عدو معروف عنه الاجرام والمجازر وارتكاب كل اشكال الاذى ولا عهد له ولا وعد مغرور متعال كذاب لا يحترم جوار ولا حليف ولا صديق ولا معاهده ولا اتفاق ولا يعرف عبر ناريخه الا القتل ..
لذلك ومنعا للاطاله وبما اننا اقتربنا من نهاية البدايه وما زال المشوار طويل والمعركه لها ابعاد اخرى غير المواجهه العسكريه او الاعلاميه ولا يجوز ومن غير المفهوم ان نجلس جميعا في مقاعد العسكر او المحلليين العسكريين او المتفرجين بانتظار النتائج او نصرخ او نشتم او نبكي او نلوم انفسنا او الفاعلين ..
وتمر الايام وكلنا يشتغل بالعد عداد الايام وعداد الشهداء والجرحى وعداد قتلى العدو والياته المدمره وعداد البنايات المدمره وعداد الاطفال والنساء الشهداء وتشغلنا وسائل الاعلام بما هو غير مفيد او محبط او كاذب او مضلل ولا نرى فعل شعبي او جماهيري او سياسي باستثناء بعض ما يروج له العدو لما بعد اليوم التالي وشروط وقف النار او عدم وقف النار والرهائن وننسى او نتناسي ان هناك مليونان وثلاثمئه الف بني ادم ما زالوا حقل تجارب هاجروا انزحوا من هنا الي هناك مناطق غير امنه ولا يوجد شبر امن في غزه كلهم الان في محشر وعلى صعيد واحد بلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا رعايه ولا خيام وحياتهم كلها ساعه بساعه اذا لم تكن اقل دقيقه بدقيقه وما زال مخطط التهجير القسرى او الطوعي يحتل البند رقم واحد من اجل افراغ قطاع غزه من سكانه واخضاعه لهيمنه الاحتلال والقضاء على كل اشكال الحياه والمقاومه فيه هذا المخطط وان كان مرفوض شكلا واعلاميا الا انه يطبخ على النار ويخضع لعوامل وضغوط واغراءات وموافقه ورغبه ورضى مصحوب بالخجل وكثير من المصالح ..
ماذا نحن فاعلون وهل نكتفي بالانتظار او التسحيج او الشتم او البكاء او النفخ في قدرات او توقعات ونشر البشائر والنصر صبر ساعه او نص ساعه ونحن لا ساعة لدينا ولكل واحد منا مواقيته واذان لصلاته ..
حان الوقت للعمل لياخذ كل دوره وقد يسال سائل من تقصد ليش في حدا ..وهذا نوع من انواع التثبيط ..
يجب على القوى السياسيه المبادره فورا الي تشكيل جبهه مساعده لنصرة اهل غزه وتمكينهم من الصمود والثبات وتقصي احتياجاتهم وتشكيل اللجان وجمع التبرعات والهبه المشتركه والضغط على الحكومات لايصال ذلك وادخال المواد والفرق والتهيئه لليوم النالي الذي لا ينتقص ولا يحيد ولا يضيع من جهد المقاومه ..
التفاصيل كثيره وان تشعل شمعه خير من ان تلعن الظلام …