أمد/ تل أبيب: ما الذي ينتظر غزة بعد الحرب؟ وما شكل السلطة السياسية في القطاع؟ سؤال حاولت القناة 12 العبرية الإجابة عنه، قائلة إن هناك عدة سيناريوهات مقترحة لحكم غزة، إلا أن أيًا من تلك السيناريوهات التي عرضتها القناة لم يتضمن أي إشارة إلى احتمال بقاء حماس في السلطة هناك.
وحسب القناة، فإن تلك السيناريوهات وضعت أمام صانع القرار الإسرائيلي، والذي سيكون عليه اختيار أنسبها.
الأبرز منها:
أبرز سيناريوهين عرضتهما القناة يتلخصان بوضع غزة في عهدة السلطة الفلسطينية، أما الثاني فيتلخص بإيجاد حكومة مختلفة عن طرفي السلطة في رام الله أو غزة.
حول السيناريو الأول، والذي تم تداوله مؤخرًا في وسائل إعلام عدة، وهو أن يؤول حكم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، قالت القناة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد عودة السلطة، وأكد أنه لن يسمح بأن تعود إسرائيل إلى ما وصفه بـ “خطأ أوسلو”، قائلًا، إن “غزة لن تصبح حماستان أو فتحستان”.
وخلافاً للمواقف في إسرائيل، هناك من يريد للسلطة الفلسطينية أن تحل محل حماس في قطاع غزة، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، نهاية الأسبوع، إن “السلطة الفلسطينية لديها القدرة على إدارة غزة. والجميع يعرف قدرتها وقوتها في إدارة الضفة الغربية. لقد قامت بعمل رائع – رغم التحديات”.
بايدن وتحديث السلطة
صرح رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بأن السلطة الفلسطينية “المتجددة” يجب أن تسيطر في نهاية المطاف على قطاع غزة ويهودا والسامرة. وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان: “السلطة الفلسطينية بحاجة إلى التجديد. وهذا سيتطلب قدرا كبيرا من العمل الذي سيبدأ مع أبو مازن – ويعتمد على الشعب الفلسطيني”.
ونقلت القناة عن رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بمركز ديان التابع لجامعة تل أبيب، ميخائيل مِيلشتاين، أنه “لم يلحظ رغبة لدى السلطة في حكم غزة، ما يعني شعورها بأنها غير مهيأة وتخشى دخول مغامرة صعبة”.
لا “فتح” ولا “حماس”
السيناريو الثاني يبتعد عن طرفي الحكم سواء السلطة الفلسطينية أو حماس، وتقول القناة، إنه يتضمن “إقامة سلطة فلسطينية بديلة لحكم غزة، تعتمد على مصادر محلية لا تنتمي لحماس، وتكون مثلًا من الشخصيات العامة أو رجال الأعمال أو شيوخ العشائر ورؤساء البلديات”.
وقدَّرت أن تلك المنظومة ستصبح مسؤولة عن تقديم الخدمات، بينما تبقى السيطرة العسكرية في عهدة إسرائيل.
ويعتقد مِيلشتاين أن بالإمكان أن يكون نظام الحكم المحلي هذا خاضعا للسلطة الفلسطينية أيضًا، أو مرتبطا بها، وعوامل خارجية ستدعم هذه الخطوة، بما في ذلك مصر.
كذلك طرحت القناة سيناريو أن البديل المحتمل هو إقامة نظام إقليمي مؤقت بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول المنطقة: مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية – حتى تسليمها إلى السلطة الفلسطينية بعد سنوات قليلة.
وبالنظر إلى مثل هذا البديل، فمن المتوقع أن تسيطر مصر على المنطقة بغلاف من الدول الأخرى – حيث ستقدم الإمارات العربية المتحدة المساعدة سياسياً، وسيقوم الأردن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، ومن الممكن أن تحل المملكة العربية السعودية محل قطر وتساعد في عملية السلام. ترميم القطاع. ومن المتوقع أن يواجه مثل هذا الاحتمال عوائق كثيرة وصعوبة في تنسيق الحركة دون خلق ثغرات. وتصر إسرائيل حتى على أن السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي على غزة ستستمر بعد الحرب.
وأشارت القناة إلى أن السيناريوهات المقترحة ما زالت بعيدة عن الحسم، إذ نقلت عن مِيلشتاين أنه “لا حلول سحرية لتسوية سريعة، وأن هناك حاجة لإستراتيجية واضحة”.
وحسب مِيلشتاين فإن غزة حاليًّا “تشبه العراق بعد إسقاط نظام صدام حسين وتفكيك حزب البعث وبنيته من جانب أمريكا”، وأن إسرائيل “تدرك صعوبة تفكيك بنية مدنية محددة جنوبي القطاع” مثل حركة حماس.
لذلك، وبينما تتجه الأنظار إلى “اليوم التالي”، هناك فهم معين في إسرائيل بأن بعض البنى التحتية المدنية في جنوب قطاع غزة لا يمكن تفكيكها، وأن فكرة حماس المتجذرة بعمق في الوعي الفلسطيني، لا يمكن إبادتها وتدميرها.
وأضاف ميلشتاين: “سيستغرق هذا أيضًا وقتًا طويلاً، وسيكون مرهقًا وطويل الأمد، ويجب أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار أنه حتى لو عادت السلطة الفلسطينية إلى غزة، فإن حماس لن تختفي”، وأضاف: “لقد كانت موجودًا أيضًا كمعارضة وستحاول باستمرار تقويض النظام الجديد، ومن المهم بشكل خاص أن نفهم أنه في كل سيناريو ستكون هناك تحديات لا نهاية لها”.