أمد/ لندن: تساءل تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية، عن إمكانية استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفعل تراجع شعبيته، وفقدانه لثقة غالبية مواطني إسرائيل من العامة وحتى المسؤولين السياسيين والأمنيّين.
وتطرق التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يحمّلون نتنياهو المسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر، بسبب استراتيجيته في التعامل مع حركة حماس، والمتمثلة في السماح لها بحكم غزة طيلة هذه السنوات.
نتنياهو في مأزق سياسي
وكشف تقرير التايمز، أن نتنياهو يمرّ بمأزق سياسي؛ إذ تراجعت شعبيته، وتخلّت عنه قطاعات كبيرة من قاعدته القومية، على الأقل في استطلاعات الرأي. ولكن الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعانون من الصدمة بعد أحداث السابع من أكتوبر المدمرة، ما زالوا أيضًا يؤيدون الحرب ضد حماس، وخاصة اليمينيين الذين يحتاج نتنياهو إلى استعادتهم.
وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في منتصف شهر ديسمبر الحالي، بأنه رغم أن 66% من الإسرائيليين يعتقدون أن قوات الدفاع الإسرائيلية قادرة على تدمير قدرات حماس العسكرية في غزة، فإن أكثر من ذلك، 69 %، قالوا إنهم يريدون إجراء الانتخابات بمجرد انتهاء الحرب.
وقال 39% فقط من الذين صوّتوا لصالح حزب الليكود بزعامة نتنياهو إنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى.
وفي استطلاع آخر أجرته جامعة بار إيلان، قال 24% فقط من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن نتنياهو هو المصدر الأكثر موثوقية للأخبار المتعلّقة بالحرب. وقال 73% إن المتحدث العسكري الرسمي هو مصدرهم الأكثر ثقة.
موقف نتنياهو من الجيش
ورغم أن الكثيرين خارج إسرائيل يعتبرونه داعية للحرب، فإن نتنياهو لم يكن مرتاحًا قط لخوض حروب واسعة النطاق يحتاج فيها إلى وضع مصير إسرائيل، ومستقبله السياسي، في أيدي الجيش الإسرائيلي.
فقد شكّلت “شخصية نتنياهو” تجاربه المبكرة في جماعة سرية صغيرة، وخلال السنوات الـ16 التي قضاها رئيسًا للوزراء، كان يكره إرسال فرق الجيش الإسرائيلي الكبيرة إلى المعركة.
وأضاف تقرير صحيفة التايمز، أن انزعاج نتنياهو من الجيش الإسرائيلي له جذور سياسية أيضًا. وهو مقتنع بأن معظم الجنرالات ينتمون إلى “النخب اليسارية” التي تعارضه وتزدريه – ورغم من أنهم قد لا يكونون يساريين بشكل كبير، إلا أن أكثر من سبعة منهم عارضوه، وأهمهم “غانتس” أشرس منافسيه.
وخلص التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو المذنب في أحداث السابع من أكتوبر بسبب إستراتيجيته المتمثلة في السماح لحماس بالبقاء مسؤولة عن غزة لسنوات عديدة؛ ما جعلهم لا يثقون به ليقودهم في الحرب التي تشنّها إسرائيل.