أمد/
يعود المرة تلو الأخرى حوار الخطر الأكبر وحوار القضية الرئيسية أو ما نسميه التناقض (اوالصراع) الرئيسي وذاك الثانوي.
حيث يكون الخطر داهمًا ويصيب الأطراف أجمعين فإن تقديم الخطر الاكبر أو القضية الرئيسية يكون هو الأصل، ولكن دون الإضرار بحالة الحوار الدائر لما فيه الأفضل بما يشتمل عليه من نقد ومراجعة يجب أن تحتمل من الجميع، بأدب الحوار.
إذ لا تمنع القضية الكبرى أو الخطر الداهم أو الكارثة من البحث الحثيث عن أصوب الطرق للمواجهة أواستمرار النضال أو الصمود. فليس رأيي وحدي هو الصواب بل يحتمل الخطأ وعليّ الاستفادة من المغاير، وجوبًا في ظل الكارثة.
نعم من الضروري التركيز على القضية الرئيسة أو التناقض الرئيس سواء في حالة الكارثة أوالفاجعة أوبعدمها إلا أن الوحدة حول الهدف الأكبر(تحرير فلسطين) أو في حالتا الحالية الآنية الداهمة وقف العدوان الإسرائيلي الفاشي على قطاع غزة أولًا وقبل كل شيء، لا يعني عدم نقد الوسيلة أو المواقف السياسية القائمة، وفي ذلك حالة تنبّه وميزان دقيق.
التفكير
إن الهجوم والعدوان الصهيوأمريكي ضد فلسطين وضد رئة فلسطين قطاع غزة الذي أودى حتى الآن بما يزيد على 100 ألف ما بين شهيد وجريح ومعاق وأسير يحتاج منا جميعًا لمزيد من التفكيروتقليب الامر على أوجهه، إضافة للرجوع خطوة الى الخلف للنظر في الحسابات ومدى توافقها أو دقتها، وأيضًا لمد اليد للمصافحة وليس للقطع!
إن القيادة السياسية والمؤسسات هي التي تقرر الحرب والسلام، وتقرر الوسيلة الأصوب، وليس شخص أوالميدان مطلقًا أو فصيل لوحده لأن النظرة الكلية لديها مقابل الجزئية (أنظر النظرة للغابة من اللداخل ومن الخارج) تكون أوسع وأشمل وقابلة للتداول والتغيير.
وعليه فإن إغفال مثل هذا المكوّن أي التفكير والنظرة الكلية الجماعية يعد إضرارًا بالقضية الوطنية أيمًا إضرار، والوقت حاليًا ليس وقت تلاوم واتهامات أو تحميل الأخطاء أو الخطايا لهذا وذاك بقدر –رغم عظم الأخطاء والخطايا التي نراها وتحتاج لنقد ضروري-ما هو ما ضرورة انتقال للنقطة التالية.
خطوة للخلف
في النقطة الثانية يحب أن نرجع خطوة للخلف لنعيد التنفس أو التقاط الأنفاس بهدوء، والنظر من زوايا أخرى، وتهيئة أنفسنا ومراجعة ذاتنا أين أصبنا، فنكثف من عوامل الصواب وأين أخطأنا او فشلنا وأين أصبحت الحسابات متناقضة ما ببين المأمول والمتوقع.
لذا فإن التراجع خطوة واحدة يعد حكمة وبطولة وانتصار، لأن هذه الخطوة للخلف تحافظ على دوام الفكرة، فكرة الثورة والكفاح والمقاومة حتى النصر، وبالأشكال الوحدوية.
التراجع خطوة يعني أن تحافظ على حياة الناس والجماهير الذين هم مع الأرض أساس المقاومة والكفاح والحماية والدفاع عنها، مهما كانت الخطة التي أثبت الميدان انعدام القدرة على تطبيقها.
بسط اليد
في النقطة الثالثة فإن مد اليد أو بسط اليد يجب أن يظل قائمًا ويتحول الى مسلك. فلا يجوز لأي طرف، ودعنا هنا نخصص الأطراف الفلسطينية لا يجوز أن يبقى الحال بينها تلاوم أو اتهامات أو نفض اليد أو انتظارية قاتلة، وبين عجزمُقعد وبين انصياع لمصالح حزبية أوإرادات المحاور وإملاءات الغير.
الطرفان معًا مازالا يبدوان على طرفي نقيض! وعلى بوابة رؤى متفاوتة وكأنهما يحققان الرؤية الإسرائيلية-الامريكية التي اعترف بها نتنياهو وزمرته عشرات المرات أي أن يظل الفِراق والشِقاق والخلاف بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح وبين حماس الى الأبد، وهدفه الأكبر بإسقاط هدف تحرير فلسطين الدولة القائمة تحت الاحتلال، والتهجير والتقتيل، ما هو جرس خطرمازال يدوي أكثر من 80 يومًا أمام كافة فصائل العمل الوطني.
إن هدف نتنياهو أو أهدافه كما كتبنا مليًا لم يعد مخفيًا بتاتًا، وهو يقوله بملء الفم وببراعة المتبجح! ولا يجد من ردة فعل عربية ولا دولية رسمية الا الصمت أو التسليم أو بعض المحاولات الضعيفة! لذا يتوجب بالمتقاتلين السياسيين التراجع خطوة، وربما خطوات عن جمود الأفكار التي يحملونها فبدون "الحِمل المشترك" للقضية فإن التنازل والخسارة والفشل سيكون أحد أبرز النتائج عوضًا عن الهزيمة للذات الوطنية.
إن أخذنا الأمر من الزاوية الدينية (فخيرهما الذي يبدأ بالسلام) كما يقول سيد الخلق، والأيام الثلاثة (الأشهر بحالتنا) تكاد تنتهي ومازالت الأيدي محجمة عن السلام بما يتضمنه من التناول الواجب أمام شعبنا عن الجمود والصلف والانحدار تحت مقامع المحاور.
في التفكير ثم التراجع خطوة للخلف والمراجعة ثم بسط اليد إعلان فلسطيني أننا نتحد من أجل الجماهير، نتحد مع الجماهير نحو القضية الأساسية، نحو التناقض الرئيس مهما اختلفت الوسائل والطرق، ومهما اختلفنا في التقييم والمراجعة… لنرجع خطوة للخلف ونتأمل ونتقي الله بشعبنا.
وعليه ولغرض تسليط الضوء على هذا الهدف الرئيس أي العدوان فإن الواجب ألا يتمسك هذا الطرف برأيه أو موقفه أو رؤيته تحت ضغط الزهو الخلّبي وخداع المحاور، أو ذاك تحت وطأة انتظار ما سيكون! وهما معًا لم يتخذا قرار الحرب والسلام.