أمد/ بروكسل: شنّت صحيفة “لو سوار” البلجيكية هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، مُطالبة جيشها بأن يوقف المذبحة في غزة، بعد أن قتل ما يزيد عن 21 ألف فلسطيني، داعية المُجتمع الدولي إلى أن يوقف فوراً هذه المأساة التي لا تُطاق، في أسرع وقت ممكن.
وحذّر الكاتب والمحلل السياسي بودوين لوس من أنّه ليس هناك سبب لغض البصر والصمت، بل على العكس من ذلك، لا بدّ من قول الحقيقة صراحة، وبشكل عاجل، وهي أنّ إسرائيل ترتكب مذبحة، ورغم أنّها تمنع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، إلا أنّ المعلومات الواردة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وعدد من الزملاء الصحافيين الذين قُتل منهم أكثر من 80 شخصاً تسمح لنا بإجراء تقييم دامغ للوضع المأساوي في غزة.
وأعرب لوس عن استغرابه من أنّه على الرغم من التأكيدات والوعود الإسرائيلية، إلا أنّه لم يتم القيام بما يلزم من أجل منع وقوع ضحايا من المدنيين، بل على العكس من ذلك، وللأسف فإنّ الأرقام المؤقتة تشهد على ذلك، حيث أنّ غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال، ناهيك عن آلاف المُعاقين مدى الحياة.
واعتبرت الصحيفة البلجيكية الناطقة بالفرنسية، أنّ إسرائيل تجد نفسها معزولة بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وعلى الرغم من ذلك هناك فرصة ضئيلة لأن تتمكن الدبلوماسية من التأثير على الحكومة الإسرائيلية في استراتيجيتها ضدّ غزة على المدى القصير. وذلك فيما المؤشرات تتقارب في اتجاه واحد، وهو زيادة عزلة إسرائيل، إذ أنّ الصور الرهيبة والتقارير المُثيرة للقلق الواردة من قطاع غزة لم تسمح لأيّ جزء من المُجتمع الدولي بأن يبقى غير مُبال.
ورأت “لو سوار” أنّ الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن عدّة مرّات ضدّ قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، باستثناء القرار الأخير الذي نجحت دولة الإمارات في تمريره لتوسيع وتكثيف دخول المساعدات لغزة بشكل فوري وآمن، إلا أنّ واشنطن لم تتمكن من منع الجمعية العامة للأمم المتحدة من تبنّي قرار وقف العمليات القتالية بأغلبية ساحقة.
وتساءلت اليومية البلجيكية “هل أصبح الجيش الإسرائيلي “مصنعاً للقتل الجماعي؟” مُشيرة إلى أنّ أعداد القتلى تتزايد ولا نهاية لها بين المدنيين، وتدمير المباني مُستمر على نطاق لا يُصدّق، والأساليب التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة تُثير التساؤلات والامتعاض.
وأكدت أنّ الصور القادمة من قطاع غزة منذ بدء الرد العسكري الإسرائيلي على الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جعلت المرء يرتعد، فأعداد القتلى تتراكم، فيما أعداد الجرحى لا حصر لها.
وفي هذا الصدد قالت الكاتبة والمحللة السياسية البلجيكية بولين هوفمان، رئيسة القسم الدولي في “لو سوار” إنّ الخسائر البشرية والدمار غير المسبوق الذي تتركه العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، أصبحت تاريخية بالفعل، وذلك بينما تعتزم حكومة نتنياهو تكثيف ضرباتها رغم تزايد الدعوات الدولية حتى من أقرب حلفائه، للمُطالبة بوقف الهجمات العشوائية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أنّ الحرب مُستمرّة بلا هوادة ضدّ الفلسطينيين.