أمد/
يَحلُ على العالم أجمع العام الميلادي الجديد 2024م، وشعب فلسطين مذبوحٌ من الوريد حتى الوريد؛ فلقد قتل عصابة المحتلين الغاصبين الأطفال، والنساء، وقَطعُوهم، ومزقوهم إربًا، واغتالوا براءة الطفولة، وقتلوا حتي الطفل الوليد، والرضيع كما سرقوا أعضاءً بشرية من أجساد الشهُداء، ووجد أكثر من 300 شهيد بلا قرنية لعيونهم، وسرقوا من كل شهيد كليتيهِ!؛ فعلوا ذلك بكل وحشيةٍ، وهمجية، إن الصهاينة الأنجاس المجرمين ليسوا بشرًا، وكأنهم لا ينتمون للإنسانية!.
ورغم كل ذلك الإجرام الوحشي الصهيوني دعمت بعض الدول الغربية المجرمة العدو الصهيوني، وباركت له إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقتل النساء، والأطفال، وشاركت تلك الدول في الجرائم الصهيونية البشعة الشنيعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني؛ ومات الضمير الإنساني العالمي، الذي جلس مُتفرجًا، بل وداعمًا، ومؤيدًا لِتلك المجازر الوحشية الداعشية الصهيونية الإرهابيةّ؛ وقد وصل الحال بسكان قطاع غزة إلى حد المجاعة، وكذلك يوجد ألاف مؤلفة من الشهداء الأبرار لازالت جثماينهم تحت الركُام منذ حوالى ثلاثة شهور، ولم يجدوا من يدفنهم أو ينتشلهم من تحت أنقاض بيوتهم، والأبراج المدمرة فوق رؤوسهم بفعل القصف الصهيوني الهمجي لبيوت، وأبراج السكان المدنيين في غزة!؛ ووصل الأمر مع دخول العالم الذي يدعي الحضارة والرقي، والإنسانية العام الجديد أن يأكل بعض الناس في شمال قطاع غزة لحم الحمير تفاديًا للموت جوعًا!؛ بعدما منع العدو الصهيوني المجرم عنهم الطعام، والشراب، والكهرباء، والإنترنت؛ وعزلهم عن العالم؛ بل ارتكب الصهاينة أكثر من ذلك فقاموا بجمع الفلسطينيين الذين حاولوا تجنب القصف الوحشي لبيوتهم، ولجأوا لمدارس وكالة الغوث الدولية التابعة للأمم المتحدة سعيًا للأمان؛ فما كان من أعداء الإنسانية والإنسان الصهاينة الأوغاد الخنازير إلا أن جمعوا الرجال من مدارس شمال غزة وقاموا بإجبارهم على خلع ملابسهم في البرد القارس، وتعريتهم، وقاموا بإعدامهم جميعًا بالرصاص، وحاولوا التحرش، واغتصاب بعض النساء الفلسطينيات في جرائم لم يرى العالم لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية؛ بل فعلوا أكثر من ذلك فقصفوا المدارس، والمستشفيات، والمساجد، والكنائس، واقتحموا المستشفيات، وقتلوا الأطفال الرضع والخدج، والشيُوخ الرُكعَ، والعالم يتفرج!؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد!؛ حيث لم يستطيع ذوى الشهداء من إكرام ذويهم من الشهداء ودفنهم، وكلما حاول أحد دفن أقاربه من الشهداء، وجد القصف، والقتل له بالمرصاد ليلتحق شهيدًا بمن سبقوهم!؛ ولقد تحللت في بعض الشوارع جثامين الشهداء، وتعرض بعضها للنهش، وأكل من أجسادهم بعض الطيور والقطط، والكلاب، والدهس تحت جنازير الدبابات الصهيونية التي مسحتهم وسحقتهم وسوت أجسادهم بالأرض في مشهد مُهيبٍ رهيب لم تشهد له البشرية مثيلاً من قبل!. لقد فاق إجرام العدو الصهيوني، ومعهم الإدارة الأمريكية، والبريطانية، والقيادات الغربية الفرنسية والألمانية الفاشية، والنازية، وكل شياطين، وطواغيت الأرض، وسبقوا النمرود، وفرعون، وقارون، وهامان وأُبْىَّ بن خلف، وهتلر، وموسوليني، وستالين، وكل المجرمين عبر التاريخ في إجرامهم؛ بل إنهم سبقوا في جرائمهم، وطغيانهم، وظلمهم، وعلوهم، واستكبارهم كل من سبقهم من المفسدين في الأرض!.
إن يوم السبت السابع من أكتوبر عام 2023م، لم يكن السبب المُباشر في تغول، وعدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني؛ لأن الجرائم الصهيونية لم تتوقف يومًا من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، واقتحام الضفة الغربية وارتقاء الشهداء، ومصادر أراضي الفلسطينيين، في القدس والضفة، ومواصلة علميات التهويد والاستيطان، وإقامة جدار العزل، والفصل العنصري، وتوقيع قانون يهودية الدولة الخ…؛ ورغم كل تلك المجازر الوحشية الصهيوني إلى أن الشعب الفلسطيني صامد على أرضه في وجه الطغيان الصهيوني، وفي وجه الدعم الغربي الغير متناهي لهم، ويرفض التهجير نحو سيناء، حتى لا تُتسبب بإحلال نكبة جديدة فيهم، وبقوا متشبثين فوق أرضهم رغم بحر من حمام الدم المسفوح بفعل المجازر، وحرب الإبادة الجماعية التي شنتها عصابات الكيان الصهيوني الإجرامية.
وإن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، وللمجاهدين في الميدان مثل علامة فارقة في تاريخ الأُمة العربية، والإسلامية عامةً وفي تاريخ الصراع العربي الفلسطيني خاصةً، ضد عصابة المحتلين الغاصبين لفلسطين من الفجرة الكفرة من عصابة الكيان الصهيوني العُنصري السادي الفاشي الإجرامي، الوحشي؛ الغير إنساني؛ فلقد اتضحت الصورة بعد العدوان الفاشي الوحشي على غزة، تبين أن كل المنظمات الدولية، ومجلس الأمن والأمم المتحدة نمر من ورق، وكلها مؤسسات وهمية كذبًا وزورًا، وبهُتانًا، لم تستطيع وقف المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد سكان قطاع غزة!؛ رغم كثرة المتُشدقين منهم بحقوق الإنسان، والرأفة، والرفق بالحيوان؛ وقد انكشف وأزيح الستار، واتضح وانفضح العدو، وظهَر للعيانَ أن بعض الوحوش والحيوانات في البرية هي أكثر رحمة من خنازير الأرض من أحفاد القردة، والخنازير الصهاينة المجرمين أعداء الإنسانية، والدين، أعداء رب العالمين!.
ونحن نعيش اليوم بدأ عامٍ ميلاديٍ جديد 2024م، لن يستطيع فيه العالم أن يحتفل بسعادة كسابق الأعوام في هذا العام بُكل راحة، وسلام، ووئام، وفي إضاءة شجرة الميلاد؛ التي ارتفعت وشكلت أغصانها وأوراقها ألاف مؤلفة من جثامين الشهداء؛ بعدما أطفأت عصابة العدو الصهيوني المجرم النُور في غزة، وقتلت السرور في مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح سيدنا عيسي عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام؛ وقطع المحتل الجبان المجرم الطعام والماء والإنترنت، والكهرباء عن غزة، وأحرق الأشجار، الأخضر منها واليابس؛ في ظل حرب الإبادة الجماعية الوحشية الغير مسبوقة منذ الحرب العالمية الأولى، والثانية؛ التي يشنها عصابة جيش اللئام الصهاينة، بدعمٍ من كلب الروم؛ فقتلوا شعب الكرام في فلسطين، واغتالوا السلام والحَمام وارتكبوا مئات المجازر، وتسببوا بِبحرٍ من حَمَامْ الدم النازف من أبناء فلسطين خاصة الأطفال والنساء بسبب قصف طائراتهم الوحشية الداعشية الصهيونية الأمريكية الغربية، والتي تحلق من تحت، ومن فوق الغمام؛ وتقصف المدنيين من الفلسطينيين العُزل في مدينة غزة الصامدة بكُل قُبحٍ، وإجرام، وما عاد وقتٌ للصمت، ولم يعُد ينفع، أو يجدى الكلام، بعدما أباد الصهاينة ألاف الشهداء، وشردوا أكثر من 2 مليون فلسطيني إلى مدارس النزوح جنوب قطاع غزة، واللجوء القسري؛ ولم يسلم اللاجئين من بطش العدو الزنديق، والذي قام بقصف وقتل كل من يدب فوق الأرض في غزة، ولم تسلم الضفة من عدوانهم الوحشي، وكذلك المسجد الأقصى المبارك يتعرض للتهويد والاقتحامات الصهيونية الوحشية اليومية؛ وختامًا فإن العاقبة للمتقين، والخزي والعار والهزيمة للمتحلين المجرمين، قتلة النساء، والأطفال، والشيوخ؛ وفجر الحرية قادم وهو قريب جدًا.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ـــــــ فلسطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين