أمد/
الشجر في بلادنا منتصب القامة شموخا، والبشر في بلادنا يمشون على ثراها مُنتصبي القامة عزّا وفخرا،
الفجر في بلادنا ينبلج مُبكرا، قبل صياح الديك، مع هبوط أولى قطرات الندى على اوراق اشجارنا الراسخة الثابتة في رمال وعلى قمم جبالنا،
ثابتة راسخة باسقة كنخيل اريحا والاغوار، كزيتون جبال نابلس وجنين وسلفيت،
مظلّات وعرائش دوالي العنب الممتدة على طول قمم جبال الخليل ودورا وحلحول، تتربّع بكل وقار وفخار منذ كنعان وحتى اليوم والغد وآخر الزمان،
ظلل الزمان على المكان بشعبٍ تضرب جذوره عميقا في ارضه السمراء النديّة، لا يُزعزع ثباته وصموده فيها وعليها ولا حتى بُركان،
صحيح ان الجراد يتكاثر من حولنا ويُهاجم بشرنا وشجرنا وحجرنا، لكن صحيح ايضا أن صقور بلادنا تسدّ الطريق امام الجراد والتماسيح والغيلان،
صقورنا تتوالد جيلا بعد جيل اكثر قوّة واكثر عّدّة واكثر تصميما على طرد الجراد والغربان السود وتماسيح البرّ والبحر،
صقور بلادنا في الميدان، "والميدان لأبو حميدان"، "وحوبس يابو ميّاله، حوبس رُد الخيّاله، من عادانا لنعاديه وبالبارود نشنّع فيه، وكركز يا حليليّا عالشمال ويمينيا، حاميينها صقور فلسطين، خيّالة المُهرة الاصيلة"، وعلهوّارة الهوّارة، هوّر يابو الهوّارة"، وهييي يالّله هييي يالله، هذا شعب فلسطين ومش حايلله،
وتستمرّ قطرات الندى في الهبوط على اوراق اشجارنا في فجر الفجر من كلّ يوم، ويستمر صقور بلادنا في التصدّي وطرد للجراد الدخيل من رمالنا وشواطئ بحرنا وسفوح جبالنا ومن على جنبات ودياننا المزيّنة بالنرجس والاقحوان والحنّون.