أمد/
طولكرم: أكدت ندوة عمالية، نظمها اتحاد نضال العمال الفلسطيني، يوم السبت، في محافظة طولكرم، أن هناك تصعيداً ممنهجاً بحق العمال تنتهجه دولة الاحتلال، وهذا يتجلى يومياً بالممارسات العنصرية على الحواجز وفي مواقع العمل وفي ملاحقة العمال واعتقالهم وإطلاق النار عليهم ما أدى في الكثير من الأحيان إلى استشهاد عدد منهم .
جاء ذلك خلال ندوة عمالية نظمت في قاعة (الصداقة) بمدينة طولكرم، وحملت عنوان : (الواقع العمالي الذي نعيشه في ظل التحديات والظروف الراهنة).
ودعا السكرتير العام لاتحاد نضال العمال الفلسطيني محمـد علوش، إلى فضح وتعرية وإدانة سياسات الاحتلال وإلزامه الامتثال للشرعية الدولية والمواثيق والأعراف الدولية، موجهاً نداء إلى كافة الاتحادات النقابية والعمالية العربية والدولية وكافة المؤسسات الحقوقية والعمالية لإدانة همجية الاحتلال التي تستهدف العمال بشكل متواصل، حيث تعمقت معاناة العمال منذ بداية الحرب العدوانية الإسرائيلية المستمرة على شعبنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس .
وأكد علوش أنه لا خيار دون تعزيز الحوار بين أطراف الانتاج الثلاثة وتطويره لتحقيق السلم الأهلي والمجتمعي ومعالجة مختلف القضايا بخصوص اتفاقيات العمل الجماعية وتحقيق بيئة عمل وظروف يستحقها العامل الفلسطيني، حيث استعت الفجوة والمعاناة التي فرضها الحرب العدوانية وما خلفته من آثار وتداعيات اجتماعية واقتصادية وما نتج عنها من ارتفاع كبير في نسبة الفقر والبطالة مع فقدان أكثر من 40000 عامل فرصهم في العمل .
ودعا إلى سرعة انجاز واقرار مشاريع قوانين المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وقانون العمل النقابي، وتطوير قانون العمل الفلسطيني، لتعزيز الصمود عبر توفير شبكة الأمان الاجتماعي للطبقات الفقيرة والمهمشة للحفاظ على مقومات الصمود الى جانب البرامج والسياسات الحكومية عبر مؤسساتنا الرسميّة.
وطالب بضرورة معالجة تداعيات وانعكاسات الحرب على العمال الذين انقطعت بهم السبل وتوفير الظروف المناسبة لإطلاق صندوق مؤقت لإعانة العمال واتخاذ كافة الإجراءات لتوفير شبكة الأمان والحماية الاجتماعية لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها العمال، داعياً كافة الجهات ذات العلاقة والشركاء الاجتماعيين لموقف موحد إزاء هذه الأوضاع وصياغة رؤية وطنية اجتماعية للحيلولة دون تفاقم الأوضاع وانتشار البطالة والفقر بصورة أوسع.
وأكد علوش أن أمام حركتنا العمالية النقابية مهام صعبة ومعقدة تستدعي الوحدة والعمل المشترك، في ظل الأوضاع والتحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، وغياب السياسات الاجتماعية والاقتصادية العادلة، حيث وصلت معدلات البطالة إلى نسب مرتفعة.
وشارك في الندوة عدد من النقابيين والعمال والمهتمين الذين قدموا العديد من المداخلات الهامة خلال الندوة، وأكدوا ضرورة تعزيز وحدة الحركة العمالية والنقابية وتضافر جهودها لمواجهة كافة الظروف والتحديات، وطالبوا بتوفير كل إمكانيات الدعم والاسناد للعمال ورعاية حقوقهم ومطالبة منظمة العمل الدولية بالقيام بدورها في الضغط على حكومة الاحتلال لإعادة تسهيل كافة الإجراءات لإدخال العمال الى مواقع العمل وعدم التعرض لهم كما هو الحال منذ السابع من أكتوبر حيث وثقت مئات الجرائم والانتهاكات بحق عمالنا الفلسطينيين.
وتخلل الندوة عرض فيلم تسجيلي يوثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق العمال الفلسطينيين وشهادات بعض العمال الذين تعرضوا للاعتداءات وأعمال التنكيل من قبل الاحتلال.