أمد/
يستقبل العالم عام جديد وينتهي العام الأكثر دموية بحياة الشعب الفلسطيني وتحل علينا الذكرى الـ59 لانطلاقة الثورة الفلسطينية حامية المشروع الوطني وقائدة الكفاح الوطني المعاصر في ظل تعرض شعبنا الفلسطيني الصامد لأبشع مؤامرات التصفية ولحرب إبادة شاملة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني وتصفية ما تبقى من القضية الوطنية والسعي لطمس الهوية الفلسطينية وتحويل الصراع القائم مجرد مشكلة قائمة وحالة إنسانية في ظل استمرار مؤامرات تشريد شعب فلسطين عن أرضه وتكرار ما جرى من إحداث النكبة عام 1948 .
الشعب الفلسطيني سيبقي صامدا على أرضه برغم كل إشكال العدوان والإرهاب الإسرائيلي المنظم الذي تمارسه عصابات حكومة التطرف لن ولم يركع والضربة التي تميتنا تزيدنا قوة وإصرار وعزيمة للتمسك بحقوق شعبنا والدفاع عن أرضنا وحقوقنا الوطنية المشروعة وان إرهاب وغطرسة الاحتلال وجيشه الهمجي لا يمكن ان ينال من إرادة شعب فلسطين الذي عزم وتوكل على الله في الاستمرار بكفاحه الوطني حتى نيل الحرية وإقامة دولته الفلسطينية المستقبلة وعاصمتها القدس الشريف .
ويحي الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده بالوطن المحتل وأماكن الشتات الفلسطيني ذكرى انطلاقة ثورتنا المجيدة التي حولت قضية اللاجئ الفلسطيني إلى قضية تحرر وطني واستقلال، في ظل مواصلة حرب الإبادة الإسرائيلية حيث يتطلع الى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورا، الذي يهدف لإبادة الشعب الفلسطيني من خلال المجازر التي يتعرض لها المدنيون العزل والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 21 ألفا جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وعشرات آلاف الجرحى، ومئات آلاف النازحين، وضرورة الإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية لأبناء شعبنا داخل قطاع غزة، ولن يسمح شعبنا بإعادة تهجيره سواء من غزة أو الضفة التي تشهد حربا مسعورة من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين .
مخطط سلطات الاحتلال للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى القدس ومقدساتها، وتقسيم الأرض وسرقتها لن يمر، فقطاع غزة جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة وان كل مخططات الاحتلال التي تستهدف فصل غزة عن الضفة الغربية لا يمكن لها ان تمر وان شعب فلسطين سيبقى موحدا برغم كل الجراح ولا يمكن لمساعي الاحتلال ان تنجح بالنيل من وحدة وعزيمة وإرادة شعب فلسطين .
يجب على العالم ان يدرك إن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الأمن والسلام لأحد، بل ستدفع المنطقة والعالم إلى حافة الانفجار، والحل الوحيد هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، والتوجه لحل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لجميع أراضي دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين وفق القرار 194.
ومهما اشتدت حلكة الليل وبرغم ضربات الجلاد الا ان الفجر قادم على شعب فلسطين وستشرق شمس الحرية مهما طال الزمن وأن الحرية والاستقلال آتيان لا محال، فصمودنا وتمسكنا بثوابتنا الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية التي لن نقبل أبدا المساس بها باعتبارها حامية المشروع الوطني الفلسطيني والحق الفلسطيني، جعل العالم أجمع يدرك بأن قيام الدولة الفلسطينية أصبح مطلبا ضروريا لتحقيق الأمن والسلام في العالم، ولا بد من حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والاعتراف بدولة فلسطين كون ذلك يشكل الأساس لبدء المجتمع الدولي بعملية سياسية حقيقية تحقق العدل والسلام في منطقتنا والعالم .