أمد/
بعد إعلان إسرائيل دخول "المرحلة الثالثة" للحرب على غزة، والتي لم تعلن بعد عن طبيعتها، تمكّن الطيران الإسرائيلي المسير من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في أول ضربة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت منذ بدء التصعيد عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر الماضي.
ويعتبر اغتيال العاروري ضربة كبيرة استهدفت حماس، وهو ما تشير إليه مسيرته التي ساهم خلالها في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، واتهامه من قِبل إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو من أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط).
انكسار أم انتصار
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الرابع، دون أن تحقق إسرائيل أي شيء من الأهداف التي وضعتها كالقضاء على حماس، وتحرير المختطفين، تحاول الخروج بأي صورة انتصار يمكن من خلالها أن تنهي الحرب وتكون بمثابة طوق النجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورغم أن عملية الاغتيال كانت متوقعة لأن إسرائيل قد هددت باستهدافه عدة مرات خلال العامين الماضيين، إلا أن استشهاده يمثل ضربة قوية لحماس كون اسمه يرتبط بنزع فتيل الانتفاضة في الضفة الغربية حسب ما تقول إسرائيل، بالإضافة إلى مسؤوليته في ملف المصالحة الفلسطينية والعلاقات مع إيران وجزب الله من جهة والحركة من جهة أخرى وليس انتهاء بعقليته العسكرية التي تنعكس على مخططات كتائب القسام وعملياتها على الأرض.
الاغتيال وأهمية المكان
لا شك أن اغتيال العاروري يعدّ ضربة قاسمة لحماس، وطبيعة علاقتها مع إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، لا سيما حزب الله، الذي تلقى صفعة كبيرة من إسرائيل حيث تم استهداف العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وتتجه الأنظار نحو خطاب الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" المقرر في الثالث من الشهر الجاري، حيث حذر سابقا من استهداف أي شخصية لبنانية أو فلسطينية أو سورية أو إيرانية أو تحمل أي جنسية في العالم داخل لبنان، مؤكدًا أن المقاومة في لبنان سترد على أي حدث أمني يحصل في لبنان بقوة دون تردد.
سيناريوهات الرد
عملية اغتيال العاروري تضع إيران وأذرعها العسكرية خاصة حزب الله في خانة الحرج حول سيناريوهات الرد والتي لا تخرج عن ثلاثة:
الأول يتمثل في أن يكون الرد قويا وكبيرا بحجم عملية الاغتيال حيث إن الاستهداف جرى على أراض لبنانية، الأمر الذي يجعل احتمالات اشعال المنطقة برمتها وارد خاصة مع دخول مدمرة إيرانية قبل يومين البحر الأحمر، وهذا يجعل المنطقة على فوهة بركان.
الثاني أن لا تتغير قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله في سياق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي يلزم الأطراف بقواعد في استعمال القوة، وأن تبقى الضربات "ضربة بضربة"، دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.
الثالث والذي لا يتعدَ عملية الشجب والاستنكار لعملية الاغتيال الجبانة، وذلك لتجنب لبنان الدمار والقتل الوحشي كالذي يعاني منه قطاع غزة، وأن يحتفظ بالرد في الوقت والمكان المناسبين تحت مضلة عدم حرف البوصلة عن المجازر التي تحدث مع المدنيين في غزة.
وفي خضم الحديث عن سيناريوهات الرد والتي سنشهدها الساعات أو الأيام القليلة المقبلة والتي تتمثل في تجنب حزب الله الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وترك حماس كبش فدى لكسب مواقف سياسية فيما بعد، وتجنب لبنان الدمار الذي تعانيه غزة بفعل العملية العسكرية على غلاف غزة في السابع من أكتوبر، خاصة مع تهديد الحكومة الإسرائيلية بتدمير بيروت في حال دخل "نصر الله" الحرب.