أمد/
يوم مساء أمس أقدم الكيان الصهيوني على اغتيال القائد الوطني و الشيخ المقاوم صالح العاروري و ثلة من القادة القسامين في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان ، عملية الاغتيال تلك هي عودة على بدء لسياسة الاغتيالات التي يتبعها الكيان الصهيوني في حق القادة الفلسطينين منذ احتلال فلسطين حتى يومنا هذا ، ساحة بيروت كانت دائماً الساحة الاهم لعمل المؤسسات الامنية الصهيونية ، يذكرنا هذا بإحدى عمليات الاغتيال التي حدثت في بيروت في منطقة الفردان في سبعينيات القرن الماضي ، و التي أدت إلى استشهاد ثلاثة من خيرة قادة الثورة الفلسطينية و هم كمال عدوان و كمال ناصر و ابو يوسف النجار ، المهم و الحاسم في تلك الاغتيال كان و مازال العنصر البشري من تخطيط و تنفيذ في استشهاد القادة الثلاثة ، حيث قاد يهود باراك تلك العملية التي تمت بنجاح امني بالوصول لهؤلاء القادة ، و التي نتائجها كانت مقدمة لاغتيال قادة فلسطينيين آخرين كخليل الوزير أبو جهاد و تصفية الثورة الفلسطينية و من ثم ترويضها و الوصول بالفلسطينين للدخول في عملية سلام و استسلام عقيمة سميت بحقبة اوسلو ، حيث هؤلاء القادة كانو من اشد المناهضين للمشروع الصهيوني قولًاً و تنظيراً و عملاً كما عنون الراحل خليل الوزير كتابه عن الثورة الفلسطينية ، أن مصير الاحتلال يتقرر على أرض فلسطين و ليست على طاولة المفاوضات ، لكن هل الشعب الفلسطيني تعلم أمنياً من تجارب الاغتيالات الصهيونية بحق قادة العمل المقاوم السابقين؟؟؟ ، الجواب طبعاً لم نتعلم ، لأن القادة الفلسطينين كلُ منهم لم يأخذ على محمل الجد أن يتم الوصول اليهم تحت اي ضرف كان ، مما يؤدي ذلك الى عدم الأخذ الجدي كاملاً باحتياطهم الامني الشخصي في تفاصيل روتين عملهم اليومي ، و تصبح كل تحركاتهم مكشوفة و تحديد أماكنهم هي العامل الحاسم في الوصول إليهم و من ثم إغتيالهم ، و هذا ما حدث حرفياً في اغتيال الشيخ صالح العاروري ، حيث لم يُخفى على احد أنه يعيش في لبنان تحديداً في بيروت الضاحية الجنوبية ، حيث عدم تنقل المستهدف الفلسطيني من مكان لمكان آخر هو هدف ثابت و سلسل للوصول إليه من قبل اجهزة الأمن الصهيونية و على رئسها جهاز الموساد الصهيوني ، لكن الفارق في عملية اغتيال العاروري عن عملية الاغتيال لشهداء فردان ناصر و عدوان و النجار ، ان العنصر التكنولوجي الذي يُسمى بالذكاء الصناعي كان حاضراً مع العنصر البشري الصهيوني في تسهيل تنفيذ تلك العملية بنجاح ، حيث أُغتيل العاروري عن طريق الطائرات المسيرة الموجهه ، التي من خلالها يتم الاستغناء عن العنصر البشري في عملية التنفيذ كمنفذ مباشر مما يترتب عليه من مشاكل فنية من كشف المنفذين أثناء سفرهم و تنقلاتهم و الاشتباه بهم من قبل الناس العاديين في الاماكن التي يترددوا عليها ، مما تساعد التكنولوجيا في مضاعفة نجاح عملية الاغتيال عندما تحل مكان العنصر البشري فقط في التنفيذ و لكن ليست بالتفكير أو التخطيط ، حيث اداة التنفيذ المباشر في اغتيال العاروري الطائرة مسيرة ، كانت محملة كالمعتاد بكاميرات و صواريخ موجهة بالعقل البشري بحراً أو جواً أو براً ، كاميرات تلك الطائرة المسيرة ترصد و تحدد الهدف المستهدف أثناء التنفيد في مسرح الاغتيال ، و من ثم ترسل احداثياتها على الهواء مباشرة ، يظهر الهدف المستهدف على شاشة مشغل تلك الطائرة المسيرة و هو غرفة عمليات الاجهزة الامنية الصهيونية ، و هنا يكبس على زر الريموت كنترول المتصل و الموجه للطائرة المسيرة بإطلاق الصواريخ المحملة لتلك الطائرة اتجاه الهدف و قتله ، حيث هذا ما حدث في استهداف العاروري و أيضاً حدث قبل عامين مع إحدى قادة العمل العسكري في حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ، حيث أرسل له طائرة مسيرة ذكية إلى غرفة نومه اطلق عليه صواريخ تلك المسيرة من شباك الغرفة التي يقطن فيها ، لكن المختلف في اغتيال العاروري عن عمليات الاغتيال السابقة ، أن العاروري قبل شهرين من طوفان الاقصى سُميته الاجهزة الامنية الصهيونية بالاسم انه الهدف القادم للاغتيال ، و هذا ما حدث في عملية اغتيال القائد ابو حسن سلامة أيضاً في بيروت أواخر سبعينيات القرن الماضي ، حيث في ابجديات النظرية الامنية لاي اغتيال ، عندما يصبح الهدف جاهزاً للتصفية ، يركز عليه إعلامياً بالوعيد للتصفية ، و هذا ما حصل مع عمليات الاغتيال عامة في الثورة الفلسطينية بعد عملية ميونخ الفدائية الشهيرة ، و التي استغلها الكيان الصهيوني انسانياً و عالمياً و اعلامياً لرفع الغطاء الاخلاقي و الانساني عن الفلسطينين عندما يتم الثأر بهم و الغوص في دمائهم ، حيث الفصل بين العمل المقاوم و العمل الارهابي مُغيب عند كثير من شعوب العالم ، و هذا ما حدث في اغتيال العاروري ايضاً ، و التي استغلت فيه أمام العالم المنافق يوم السابع من اكتوبر مشروعية تصفية القضية الفلسطينية من حروب و تهجير و إعادة موجة الاغتيالات ، لصيانة قوى الردع الصهيونية في حق الفلسطينين ، و اعادة هيبة هذا الكيان الصهيوني أمام أنفسهم قبل الاخرين ، اغتيال العاروري مقدمة لعمليات اغتيالات أخرى بحق شخصيات فلسطينية ذُكرت أيضاً بالاعلام ، إذ لم يؤخد تهديدات الكيان الصهيوني بالتصفية الجسدية لهم على محمل الجد ، سوف نستيقظ كل اسبوع او شهر كفلسطينين على عملية أو عمليات اغتيال جديدة ، تثلج صدور العدو و تعرقل ليوم اخر الوصول للحلم المقدس و هو النصر و التحرير ضد هذا الكيان ، الذي عنون فرحته إعلامياً عند اغتيال العاروري ، ان الهدف كان عالي الجودة ،حيث ما حدث هذا نصر استخباراتي لهم ، لكن هل نعترف كفلسطينين أين نحن في مواجهة عمليات الاغتيال القادمة ؟؟ ، إلى جانب الاحتياطات الامنية على الصعيد الشخصي لنتذكر رد الجبهة الشعبية المقنع و النوعي على قاعدة توازن الرعب او الردع على اغتيال أمينها العام ابو علي مصطفى باغتيال إحدى الشخصيات المؤسسة و المؤثرة في الكيان الصهيوني و الأكثر كرهاً الفلسطينين ، قاعدة توازن الردع تنص على الرأس بالرأس، حيث فرض عين على استخبارات المقاومة الفلسطينية بالخارج الاستعداد لاعداد قائمة باسماء قادة العمل الصهيوني لرصدها و من ثم استهدافها كرد فعل منطقي على سياسة الاغتيالات التي ستشهدها الساحات الفلسطينية في الداخل و الخارج في الأيام القادمة … و هنا مربط الفرس