أمد/ بيروت: قال مصدر أمني لبناني لـ”الشرق”، الخميس، إن تحقيقات الأجهزة الأمنية والمعاينات الميدانية لموقع استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، صالح العاروري و6 من كوادر وقيادات الحركة، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أظهرت أن الاستهداف تم بـ”طائرة حربية إسرائيلية، وليس من طائرة مسيرة”.
وأشار المصدر إلى أن “ما يثبت ذلك دقة الإصابة وحجم الصواريخ التي قُصف بها الموقع”، لافتاً إلى أن “الطائرة المسيرة لا يمكن أن تحمل 6 صواريخ يزن الواحد منها 200 كيلو جرام”.
وذكر المصدر أن “الطائرة أطلقت 6 صواريخ، اخترق 2 منها الطابق الرابع للمبنى، أي السطح وصولاً إلى الطابق الثالث والثاني حيث كان الاجتماع منعقداً بين العاروري وعدد من كوادر (حماس) “، مبيناً أن “الصاروخين لم ينفجرا فيما تم استهداف سيارة مرافقي العاروري التي كانت متوقفة أمام المبنى بصاروخين”.
واغتالت إسرائيل، مساء الثلاثاء، صالح العاروري، وعدد من مرافقيه، بصواريخ استهدفت مكتباً لحركة “حماس” في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأسفرت الغارة عن سقوط العاروري و6 من كوادر وقيادات حماس، وأحدثت دماراً كبيراً في المبنى المستهدف، وعدد من السيارات التي كانت متوقفة بالمنطقة، منها سيارة تم استهدافها بشكل مباشر.
عملاء على الأرض
ووصف المصدر الاستهداف بأنه “اختراق أمني”، مضيفاً أن “البناية التي كان المكتب بداخلها، لم تكن منجزة، الأمر الذي يؤكد أن هناك عملاء أعطوا إحداثيات ما مكّن الطائرة المعادية من إنجاز مهمتها بدقة”.
ويمثل هذا الهجوم أول عملية “اغتيال” مستهدف لمسؤول في “حماس” خارج الأراضي الفلسطينية منذ الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي حين لم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي على الهجوم، إلا أنه أعلن ليلة الاغتيال، أنه عزز جبهته الشمالية، وأنه مستعد لأي سيناريو.
وجاء الاغتيال قبل أيام من دخول الحرب الإسرائيلية على غزة، شهرها الرابع، وعززت المخاوف من اتساع نطاق الصراع إلى خارج غزة ليشمل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وحرب مع جماعة “حزب الله” على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وممرات الشحن في البحر الأحمر.