أمد/
منذ السابع من اكتوبر من العام 2023 وحكومة اسرائيل تعيش حالة من التخبط والجنون، عاجزة عن تصديق ما حل بها حينما رأت المسلحين الفلسطينيين يتجولون في شوارع المستوطنات التي أقيمت قبل 75 عاما، والتي كانت تعتبر مواقع شديدة التحصين بالقبة الحديدية.
اسرائيل جن جنونها، وبدا حجم المفاجأة واضحا عليها، فكيف للمقاومة الفلسطينية ان تقتحم هيبتها التي كلفتها المليارات من الدولارات معتقدة انها صاحبة الحصن المنيع، واكتشف العالم بأسره هشاشة هذا الكيان المخادع الدي يعيش على الكذب وتزييف الحقائق لاسيما بعد ان رأى العالم بأسره اقتحام حاجز إيرز وهو الذي يتغنى به الاسرائيليين كأقوى ثكنه عسكرية لا يمكن اختراقها.
وكالعادة انتهجت اسرائيل رواية الأكاذيب واختلاق الأساطير، وكذب نتنياهو على العالم بأسره حين قال أن المقاومة الفلسطينية قامت بقتل الاطفال واغتصاب النساء، ليحصل على تأييد عالمي من ناحية، وهو يعلم تماما أنهم كمجرمي حرب قادرين على فعل كل ما هو شنيع من قتل وتدمير وانتهاكات للبشر والحجر والشجر في غزة، ومن ناحية أخرى، اختلق سردية الخطر الوجودي كي يشن العدوان ويزج المنطقة باتجاه حرب اقليمية من أجل بقاءه في رئاسة الحكومة ويهرب من محاكمات الفساد.
وسرعان ما حضر حلفاء نتنياهوا الواحد تلو الاخر الى تل ابيب ليكفكوا دموعه، بداية من رئيس أمريكا ووزيري دفاعه وخارجيته في مشهد غير مسبوق من حيث وقاحتهم في إعلان الحرب على كل ما هو فلسطيني، واعطوا الغطاء لإسرائيل لترتكب جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وتلتهم بريطانيا والمانيا وفرنسا وغيرهم في التأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وتناسوا الحقوق الفلسطينية المغتصبة منذ أكثر من 75 عاما. بل وامدوها بالعدة والعتاد لقتل اصحاب الحق والتخلص منهم ومن تاريخهم وجوامعهم وكنائسهم وجامعاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وأطفالهم وشيوخهم ونسائهم، وكأنها فرصة للتخلص من كل فلسطين.
وشهد العالم تباين مواقف الشعوب والحكومات الأوروبية تجاه الحرب على غزة، ولم تصب ارسولا فونديرلاين حينما انحازت بشكل مطلق بتأييدها اللامشروط لإسرائيل متناسية موقفها حول حرب اوكرانيا وهنا ظهرت المعايير المزدوجة وظهر بوضوح الاصرار على دعم الباطل.
هذه الحرب مختلفة، ليست كأي حرب سبقها في تاريخ النضال الفلسطيني، جاءت هذه الحرب لتكشف الحقائق والمواقف للأجيال القادمة من أبناء المنطقة، وان كان الشعب الفلسطيني خبرها سابقا، ورأينا غزة تدافع عن كرامتها امام عدة دول وليس الكيان الصهيوني وحده، وهذا المشهد اعادنا مجددا لمشهد المؤامرة الأولى- وعد بلفور، وجاء السابع من اكتوبر ليؤكد من جديد على ان ما بني على باطل فهو باطل، وانهم كذبوا بداية على انفسهم حينما ظنوا انهم ملكوا الارض وما عليها بالبطش والقوة، واستمروا بإحضار شعوب الارض من هنا وهناك والحقوهم بوطن لاينتمون له، ولذلك رأيناهم من بدايات الحرب يهرعون الى المطارات فارين من بلاد ليست بلادهم. وكيف لايفرون وهم ليسوا بأصحاب حق.
الخوف يسيطر على حكومة الاحتلال، وبدا هذا الخوف والقلق عليهم في عدة لقاءات وتصريحات لأنهم أدركوا أن ما يحصل بداية النهاية، وما تصاعد الاجراءات القمعية من قصف وقتل للمدنيين خاصة الاطفال والنساء والتنكيل بالأسرى، الا تعبير عن مدى عجزهم على تحقيق أي إنجازات في قطاع غزة.
رأيناهم جبناء في معركة غزة وهم يهاجمون المدنيين ويلاحقونهم في كل مكان، وكأنهم يبحثون عن النصر في ارتفاع اعداد الشهداء، ويفرحون لقتل الاطفال الرضع، ورأينا جنود الاحتلال وهم يفجرون بيوت المدنيين، ويدخلون محلات لعب الاطفال ويحطمونها ويسرقون ما فيها، و يقتلون النساء ويأخذون حليهن من أساور وعقد ليهدوها الى زوجاتهم، لصوص ومرتزقة، سرقوا الأرض وهاهم يسرقون أحلام أطفالنا.