أمد/
رام الله : أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بأن الاستهداف المنظم والممنهج للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة هي سياسة إسرائيلية ، هدفها الأساسي إخفاء الحقيقية عن الرأي العام الدولي، وعدم نقل المجازر التي ترتكب والأهوال للعالم ، إذ أصبحت الصورة والتي ينقلها الصحفيون والصحفيات الفلسطينيون من قطاع غزة بمثابة الإدانة للاحتلال وجنرالاته أمام الرأي العام الدولي ، كما أنها تلعب دوراً مهماً في حشد الدعم والتأييد والمناصرة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وحربه العدوانية وجرائمه المستمرة ، إذ كان للتغطية الإعلامية المستمرة والمباشرة من الميدان الأثر الأكبر في التحول في مواقف الكثير من القوى الدولية والأحزاب والحكومات والنقابات والجماعات الضاغطة وتضامنها وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني وتعرية الرواية الإسرائيلية والكشف عن زيفها وعدم مصداقيتها أمام العالم.
كما وندد مركز "شمس" بالصمت الدولي عن جرائم الاحتلال التي تستهدف الصحفيين والصحفيات بشكل منظم وممنهج على مرأى ومسمع العالم أجمع من قبل آلة القتل الإسرائيلية، فقد بلغ عدد الشهداء من الجسم الصحفي الفلسطيني منذ بداية هذا العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023م (105) صحفياً ممن استشهدوا خلال تغطية الأحداث أو وهم في بيوتهم ومؤسساتهم الإعلامية، من بينهم (13) صحفية، وتم تدمير حوالي (80) مؤسسة إعلامية.
وشدد مركز "شمس" على أن تلك الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين في قطاع غزة هي جزء من مخطط استهداف الشعب الفلسطيني بأكمله الذي يتجلى في قتل الأطفال وهدم البيوت والاعتقالات والاغتيالات وتلويث عناصر البيئة والتدمير والتهجير القسري وتعبر بكل وضوح عن الوجه القبيح لهذا الاحتلال وممارساته القمعية والعنصرية والفاشية، التي تمعن في استهداف الطواقم الصحفية رغم أنهم يحملون ويرتدون شارة الصحافة التي توضح للجميع بأنهم صحفيون يقومون بتغطية الأحداث ولا علاقة لهم بما يجري في الميدان من اشتباكات ومواجهات، واستهدافهم هذا يعتبر خرقاً واضحاً للقيم والأعراف الأخلاقية التي تحمي الصحافيين الذي يقومون بتغطية الأحداث ونقل الصورة وإيصال الحقيقية للعالم.
وأكد مركز "شمس" على أن استهداف الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي المدنيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة وانتهاك ل لمادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لسنة 1977م المتعلق بالنزاعات المسلحة الدولية والذي يعتبر العاملين في مجال الصحافة من المدنيين وتنطبق عليهم ما ينطبق على المدنيين في النزاع المسلح وتحظر الهجمات المباشرة على الأشخاص المدنيين وتمنع التعسف في استخدام القوة ضدهم، وللمادة رقم (50) أيضاً التي تعتبرهم من المدنيين وينطبق عليهم ما ينطبق على المدنيين في النزاع المسلح، وانتهاك أيضاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وأهمها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1738) 2006 م الذي يدين أي هجوم على الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة ويشدد على ضرورة حمايتهم، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2222) لسنة 2015م والذي يدعو لحماية الصحافيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم ويؤكد القرار أن المعدات والأدوات والمكاتب والأستوديوهات الإعلامية هي أصول مدنية، يجب ألا تكون هدفاً لهجمات أو أعمال انتقامية أثناء الحرب والعمليات العسكرية، وانتهاك لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة 68/163 لسنة 2013م الذي يدين أعمال العنف ضد الصحفيين خلال النزاعات المسلحة ويحث على ضمان سلامتهم.
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمة اليونسكو والمؤسسات الحكومية والغير حكومية والمؤسسات الدولية الفاعلة التحرك والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف استهدافها للصحفيين الفلسطينيين الذين تصدح أصواتهم بالحقيقة من أرض المعركة وينقلون الصورة والرواية الحقيقية للعالم أجمع عن مدى فظاعة جرائم هذا الاحتلال.